إعلان

توتر وتقارب.. كيف سيتعامل بايدن مع مصر؟

05:16 م الإثنين 30 نوفمبر 2020

جو بايدن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– إيمان محمود:

بعد الإعلان عن فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بدأت التساؤلات حول العلاقة المستقبلية بين مصر والإدارة الجديدة، خاصة مع زيادة التحديّات الإقليمية والدولية التي تواجهها مصر في الوقت الحالي.

وخلال الفترة الماضية، ازدادت التكهنات بشأن العلاقات المصرية الأمريكية في عهد إدارة بايدن، والتي كان من ضمنها مخاوف بشأن ممارسة ضغوط على مصر بحجة دعم ملف حقوق الإنسان، ومخاوف أخرى تتعلق بسير بايدن على نهج حليفه الديمقراطي باراك أوباما في دعم التيارات الإسلامية ومن ضمنها جماعة الإخوان.

يرى الباحث في الشؤون الدولية جمال رائف، أن مصر بعد 30 يونيو أحدثت نوعًا من التوازن في علاقاتها الخارجية، موضحًا أن هذا التوازن أبعدها عن أي تبعات خارجية وأكسبها نوعًا من التنافسية على خلق علاقات جيدة مع الجميع.

وقال رائف في تصريحات لـ"مصراوي"، إن أي مخاوف طُرحت الفترة الماضية تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة، ليست منطقية؛ لأنه يجب الوثوق في الاستقلالية المصرية، ومن ثَم التعويل على الداخل المصري وقوته وصلابته لا على رغبات الخارج.

وأضاف: "الشعب المصري لم يستسلم للتهديدات الأمريكية في 30 يونيو بقطع المعونة، وبالتالي الإرادة الشعبية هي المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية المصرية".

وفيما يتعلق بمخاوف إعادة دعم الديمقراطيين للإخوان، أكد رائف أن الإخوان أصبحوا "ورقة محروقة لدى الديمقراطيين لن يعيدوا تدويرها مرة أخرى، من الممكن أن يبتكروا أدوات ضغط جديدة لكن فكرة إعادة استخدام الإخوان هي فكرة بعيدة عن خطط الديمقراطيين الآن".

وأوضح أن الولايات المتحدة عندما تستخدم إحدى الجماعات كأداة ضغط فهي تتخلص منها، كما هو الحال مع حركة طالبان، وتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش.

كما لفت إلى أن هناك ملفات كبيرة تقع في دائرة الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا –الداعم الأكبر للإخوان- وربما يكون هناك تربص لسياسات أردوغان وسيكون أكثر شدة من ترامب، مشيرًا إلى الخلاف حول منظومة إس400 التي تهدد حلف الناتو والولايات المتحدة، والخلافات مع اليونان وقبرص وفرنسا وإحداث الفوضى في شرق المتوسط.

كما تحدث الباحث في الشؤون الدولية عن ملف شرق المتوسط، باعتباره نقطة اتفاق أخرى في صالح مصر، موضحًا أن الولايات المتحدة طلبت صفة مراقب داخل منظمة دول غاز شرق المتوسط التي استحدثتها مصر، وبالتالي فإن المصالح الأمريكية تشابكت مع اليونان ومصر وقبرص، إضافة إلى وجود إسرائيل –الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة- داخل المنظمة.

من جانبه، توقّع عمرو هاشم ربيع نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تشهد العلاقات المصرية-الأمريكية في عهد بايدن نوعًا من التوتر فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنه لن تكون هناك ضغوط فيما يتعلق بالمعونات الأمريكية.

وفيما يتعلق بدعم الإخوان، استبعد ربيع، أن تدعم الولايات المتحدة الإخوان أو فصيلا بعينه، قائلاً "الدعم سيكون للمعارضة بشكل عام".

من جانبه، أعرب أحمد كامل البحيري الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن رفضه لما أثاره البعض خلال الفترة الماضية عن احتمالات دعم بايدن للإخوان سواء في مصر أو أي دولة أخرى.

ولفت البحيري في تصريحاته لمصراوي، إلى موقف بايدن المعارض لثورة 25 يناير في مصر خوفًا من صعود الإسلاميين إلى الحكم بعد سقوط الرئيس الراحل حسني مبارك، إذ قال وقتذاك: "سقوط مبارك سيصب في مصلحة التيارات الراديكالية في مصر" وهو ما كان مناقضًا لموقف أوباما الذي كان رئيسًا للولايات المتحدة.

وبحسب البحيري، لم تشِر تصريحات بايدن خلال فترة الانتخابات إلى أي دعم لجماعة الإخوان، بل أبدى اختلافه مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في تخفيض عدد القوات المكافحة للإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء.

وشدد البحيري، على أن تصريحات بايدن الرافضة لسياسات تركيا، دليل آخر على عدم توافق الطرفين ورفض إدارة بايدن المُقبلة لتنامي التيارات الراديكالية.

ورأى أن ملفات شرق المتوسط، والتدخل في سوريا، ومنظومة إس400 ستتفاقم وتنفجر في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتوتر علاقته مع الولايات المتحدة.

وأكد: "أردوغان لن ينسحب من سوريا، ولن يتوقف عن الاحتكاك مع اليونان وقبرص في شرق المتوسط، ولن يتوقف عن تهديد فرنسا ودول أوروبا باستخدام ورقة اللاجئين، ولن يتراجع عن علاقته مع روسيا وإيران، وبالتالي فهو لن يحل الملفات التي ستُفجر الخلاف مع إدارة بايدن".

واستطرد: "أعتقد أن بايدن أكثر صرامة من ترامب وبالتالي جماعة الإخوان ستصطف بشكل مباشر مع تركيا ضد إدارة بايدن، وبالتالي فالأرجح هو توتر العلاقات بين بايدن والإخوان ولا يوجد أي دليل يقول عكس ذلك".

فيديو قد يعجبك: