إعلان

أنقذه هجومه على هيلاري.. حكاية 48 ساعة كادت تُطيح بدونالد ترامب

04:12 م الأربعاء 10 يوليه 2019

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

واحدًا تلو الآخر، كانوا يخرجون من غرفة الاجتماعات التي تقع في الطابق الخامس والعشرين في برج ترامب. كان يوم جمعة، 7 من أكتوبر 2016، قبل يومين من المناظرة الرئاسية الثانية، قضى المُرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب يومه في التدريب على ما سيقوله خلالها المقابلة المصيرية مع مُنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتواجد في الغرفة مجموعة أخرى من الأشخاص من بينهم حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي، ورينس بريبوس، رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، وهوب هيكس، السكرتيرة الصحفية، وستيف بانون، الرئيس التنفيذي للحملة الانتخابية، ومديرة الحملة كيليان كونواي، ونائب مدير الحملة ديفيد بوسي، وصهره جاريد كوشنر، كانوا جميعاً ينصتون إلى كل ما يُقال بعناية شديدة.

كانت هيكس أول من غادر الغرفة، بينما بقى الفريق داخل الغرفة، ثم خرج كل منهم واحدا تلو الآخر عقب تلقيهم مكالمات هاتفية، ولم يتبقَ سوى بريبوس وكريستي مع ترامب، حينها ساور الشك المُرشح الجمهوري وقتذاك، وقالت مجلة بولوتيكو الأمريكية، في تقرير حصري نُشر اليوم على موقعها، إنه أخبر من كانوا بصحبته إن هناك خطباً ما، لأنه عندما يغادر الفريق بأكمله الغرفة فهذا يعني أن شيء ما يحدث، بعدها لاحظ أن فريقه يقف خارج غرفة الاجتماعات، ويتهامسون فيما بينهم، فطلب منهم - في غضب شديد- معرفة ما يجري.

حسب بولوتيكو، فإن هيكس دخلت الغرفة تحمل حزمة من الأوراق قدمتها لترامب بصمت، فأخذها وقلبها بين يديه، وهنا لم يتحمل بريبوس الأمر وطلب منهم معرفة ماذا يجري، فتجاهله سيده، وظل يفحص الأوراق، ثم قدمها إلى بيربوس الذي كان قد فقد صبره.

بعد أن اطلع الفريق الانتقالي بأكمله على الأوراق، اكتشفوا أنها تحتوي رسائل إلكترونية خاصة بديفيد فهرنتهولد، مُراسل صحيفة واشنطن بوست، يزعم فيها أنه يملك تسجيل صوتي قديم لترامب، يتحدث فيه بطريقة مُسيئة عن النساء، ويتفاخر بقدرته على الإفلات من العقاب إذا اعتدى جنسيًا على أي امرأة. أرسل فهرنتهولد الرسالة إلى القائمين على الحملة الانتخابية وطلب تعليقهم على ما ورد في ما بحوزته من معلومات، لأن قصته ستنشر قريباً.

أوضحت المجلة الأمريكية أن الفريق بأكمله أصيب بصدمة، وساد الصمت على القاعة حتى كسره جاريد كوشنر قائلاً: "أتعرفون، لا أعتقد أن الأمر سيء لهذه الدرجة"، وهنا قاطعه بريبوس وأخبره بأن الأمر أكثر سوءًا من أي شيء آخر.

2

ماذا جاء في التسجيل الصوتي؟

وقبل الساعة الرابعة عصرًا، كانت صحيفة واشنطن بوست نشرت قصتها الحصرية، والتي تقع أحداثها قبل 11 عامًا، وأفادت بأن رجل الأعمال النيويوركي الذي كان متزوج حديثًا من زوجته الحالية إيفانكا، تفاخر بقدراته الجنسية في حوار مع الإعلامي الأمريكي بيلي بوش، وكان الاثنان معًا على متن حافلة، يستعدان لتصوير مقابلة حصرية في برنامج "أكسيس هوليوود"، وعندها تحدث ترامب عن محاولته لإقامة علاقة حميمة مع نانسي أوديل، التي تُقدم البرنامج إلى جانب بوش.

حسب المقطع الصوتي، فإن ترامب قد قال: "حاولت إقامة علاقة معها ولكني فشلت، كانت متزوجة، وحاولت معها بشدة لكني أخفقت". وتابع: "في حقيقة الأمر اصطحبتها لشراء الأثاث، فأخبرتها بأني أعرف محلات جيدة، وبذلت مجهودًا خارقًا كي أمارس معها علاقة حميمة، ولكني لم أستطع".

وعندما رصد الرجلان الملازمان لرجل الأعمال النيويوركي امرأة تنتظر خارجة الحافلة، وأخبرا رئيسهما أنها كانت الممثلة أريان زوكر، قال ترامب لبوش إن عليه تناول علكة تيك تاك حتى تكون رائحة فمه جيدة، لأنه قد يريد تقبيلها. وأضاف: "كما تعلمون، أنا أنجذب تلقائياً إلى الجمال، أبدأ في تقبيلهم على الفور، الأمر أشبه بالمغناطيس، أنا حتى لا أنتظر".

وتابع: "عندما تكون نجمًا، فإنهم يدعونك تفعل ما تريد، بإمكانك القيام بأي شيء"، ثم قال بعض العبارات الجنسية المُسيئة.

1

اعتذار إجباري

بعد ضغوطات كبيرة تعرض لها الرئيس الأمريكي من قبل فريقه وحزبه الجمهوري، قرر تقديم اعتذار ضمني دون الاعتراف بأنه مُذنب. أصدر ترامب بياناً صحفيًا قال فيه إن الحوار الذي دار بينه وبين بوش وقع داخل الحافة، وكان بأكمله مزحة، ومحادثة خاصة وقعت قبل عدة سنوات. مُشيرًا إلى أن الرئيس السابق بيل كلينتون قال أمورا أسوأ من ذلك بكثير. وأنهى بيانه بالاعتذار إلى أي شخص قد يكون شعر بالإهانة.

إلا أن فريقه أدرك سريعًا أن هذا البيان لن يكون كافيًا بمفرده، حسب المجلة، وبحلول مساء يوم الجمعة، بدا وكأن حملة ترامب الانتخابية على وشك الانهيار. وانتشرت العديد من الشائعات بأن العديد من أعضاء الحزب الجمهوري يستعدون للتراجع عن دعمهم لترشح ترامب للرئاسة، ودعا السناتور مايك لي من ولاية يوتا المُرشح الجمهوري وقتذاك للانسحاب من السباق الانتخابي، وكذلك السيناتور مارك كيرك من إلينوي.

كلما مرّ الوقت كلما زاد حجم الفجوة بين فريق ترامب الانتقالي، ويزداد التوتر مع اقتراب موعد مناظرته مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، حتى أقنعه أحد أعضاء الفريق بتقديم اعتذار كامل مُسجل في فيديو، وأكد لهم أن هذه هي فرصتهم الوحيدة للبقاء. قالت بولوتيكو إن الفريق بأكمله تحول إلى خلية نحل، تعمل على جمع معلومات تُبرئ سيدهم، وركزوا بشكل أساسي على الفضائح الخاصة بالنساء التي طالت بيل كلينتون.

وبعد منتصف الليل مباشرة، يوم السبت 8 أكتوبر 2016، نشرت الحملة مقطع فيديو مدته 90 ثانية على صحفة ترامب على الفيسبوك، قال فيه للجميع إنه لم يقل أبدًا أنه شخص مثالي، أو تظاهر بأنه شخص ما غيره، وتابع: "قلت وفعلت أشياء أندم عليها، والكلمات التي نُشرت اليوم كانت من بينها، ولكنها كانت منذ أكثر من عقد من الزمن، لقد قلت ذلك، وكنت مُخطئاً وأنا أعتذر".

مع ذلك، بقى التوتر مُسيطرًا على فريق ترامب الانتخابي، وفي الوقت نفسه انقسم أعضاء الحزب الجمهوري فيما بينهم، بين مؤيد ومعارض لاستمرار تمثيل مُرشحهم للحزب في الانتخابات.

3

مفاجأة كبيرة

وقبل أقل من ساعتين من بدء المناظرة الرئاسية، الأحد 9 أكتوبر، كان المُرشح الجمهوري وقتذاك يستعد لتقديم مفاجأة كبيرة، دون سابق إنذار عقد ترامب مؤتمرًا صحفيًا حضره مجموعة من النساء اللواتي اتهمن بيل كلينتون بسوء سلوكه الجنسي.

وخلال هذه المناقشة، تطرق ترامب إلى فضيحة المُستخدم الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون، وهي القضية التي لم يثرها خلال المناظرة الأولى. وقال: "إذا ربحت سأطلب من المُدعي العام التدقيق في هذه المسألة ومحاسبتها على استخدام البريد الإلكتروني في شؤون شخصية أثناء توليها وزارة الخارجية".

وفي خلال 48 ساعة تمكن المُرشح الجمهوري وفريقه من العودة إلى حلبة السباق، وفي تصريحات صحفية أعقبت المناظرة، قال ترامب:"لقد كان الأمر رائعًا، ساعدتني هذه المناظرة على الفوز في الانتخابات".

فيديو قد يعجبك: