إعلان

رقاهم البشير قبل عزله بأشهر.. من هم قادة المجلس العسكري الذي يدير السودان؟

01:38 م الثلاثاء 16 أبريل 2019

الرئيس السوداني السابق عمر البشير

كتبت - رنا أسامة:

دخل السودان مرحلة انتقالية جديدة بقيادة مجلس عسكري يُفترض أن يُدير شؤون البلاد مُدة عامين، بعد عزل الرئيس عُمر البشير الذي استمر 3 عقود على رأس السلطة، وهو ما لا يُلبي مطالب المُحتجين الذين يواصلون اعتصامهم أمام مقرات الجيش السوداني لحين تحقيق كافة مطالبهم وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية.

يتألّف المجلس الانتقالي من 10 أعضاء برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ويضم بالأساس قادة من أفرع القوات المُسلحة، ورئيس قوات الدعم السريع- وهي قوة شبه عسكرية تابعة للجيش- ومدير عام الشرطة السودانية، ومُمثّل عن جهاز المخابرات.

وفي حين لا يلقى المجلس، الذي يضم أعضاءً يُحسبون على نظام البشير، قبولًا من جانب المُحتجين ورموز المعارضة السودانية، أعلن المجلس تأييده تولي شخصية مستقلة رئاسة الحكومة المقبلة. لكن لا تزال الاعتصامات مُستمرة والمُطالبات بحلّ المجلس متواصلة.

ويشهد السودان احتجاجات شعبية منذ 4 أشهر، انطلقت بادئ ذي بدء تنديدًا بارتفاع الأسعار ونقص السيولة المالية، لكنها تطورت لاحقًا إلى احتجاجات ضد نظام البشير. وفيما يلي نظرة على أبرز أعضاء المجلس العسكري الانتقالي الحالي الذي يُدير البلاد:

عبدالفتاح البرهان

عبدالفتاح البرهان

تسلّم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أمس الاثنين، مهامه رئيسًا مؤقتًا للمجلس العسكري الانتقالي في السودان لمّدة عامين لحين إجراء انتخابات والعودة إلى الحكم المدني. جاء ذلك بعد 3 أيام من أدائه اليمين الدستورية.

وفور تولّيه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بالسودان خلفًا لوزير الدفاع الفريق المُستقيل عوض بن عوف، تعهّد الفريق البرهان بـ"الاجتثاث الكامل لكل مكونات النظام ورموزه". وفي كلمة بثّها التليفزيون الرسمي، أعلن إنهاء حظر التجول، وإطلاق سراح السجناء من المتظاهرين بموجب قانون الطوارئ، فضلًا عن إعادة هيكلة مؤسسات الدولة.

وفي حين تباينت الآراء حول كونه شخصية مقبولة من الشعب السوداني من عدمه، فإنه يحظى بقبول واسع وسط جنود وضباط القوات المسلحة، ووسط عامة الشعب كما أنه يختلف عن بقية رجال البشير في كونه "غير مطلوب على ذمة أية قضايا من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، ولا يُعرف عنه انتماء سياسي"، وفق تقارير محلية.

وبحسب شهود عيان، دخل الفريق أول البرهان، دخل ساحة الاعتصام أكثر من مرة وتحدّث مباشرة مع المُعتصمين في محيط القيادة العامة للقوات المُسلحة. كما التُقطت له صورة، أمس الجمعة، مع القيادي في حزب المؤتمر السوداني المعارض، إبراهيم الشيخ، داخل مكان الاعتصام، وفق وكالة الأنباء السودانية (سونا).

ولعب البرهان دورًا في الكثير من الأحداث العسكرية الكبرى في المنطقة، كان آخرها الإشراف على القوات السودانية في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية منذ عام 2015.

جلال الدين الطيب

جلال الدين الطيب

عُيّن الفريق أمن جلال الدين الشيخ الطيب مُديرًا لجهاز الأمن السوداني، السبت الماضي، بعد استقالة رجل الاستخبارات المُثير للجدل صلاح قوش.

وبعد انضمامه إلى المجلس العسكري الانتقالي، شدّد الفريق الطيب على التزام المجلس بتسليم السلطة للشعب. وأكد خلال لقائه بوزيرة الخارجية الإثيوبية، هيروت زمني، بأديس أبابا، أمس الاثنين، على أن جهودًا تُبذل لاختيار رئيس وزراء تمهيدًا لتشكيل حكومة مدنية.

يُعرف عن الفريق الطيب، خريج كلية القانون، أنه ضابط كُفء وعسكري ومقاتل. التحق بالقوات المسلحة السودانية الدفعة 31، مُتنقّلًا في وحداتها حتى وصل إلى رتبة "لواء".

تجمعه علاقات واسعة بضباط الجهاز الأمني والقوات المسلحة، وله قدرة كبيرة على التواصل وخبرة في التعامل مع دول الجوار والمكونات القبلية من خلال إدارته لجهاز الأمن والمخابرات بجنوب دارفور، وفق تقارير محلية.

عَمِل بالملحقية العسكرية بسفارة السودان في الرياض قبل أن يعود إلى السودان. وعمل في هيئة الإدارة بجهاز الأمن والمخابرات منذ التسعينيات، لكن أُحيل إلى التقاعد بعد إقالة صلاح قوش من الجهاز، ليشغل بعدها الأمين العام لمجلس التعايش السلمي في الخرطوم.

كما عَمِل مديرًا لأمن مطار الخرطوم، ومديرًا لأمن ولاية جنوب دارفور، وولاية النيل الأبيض. وفي 20 فبراير 2018، عيّنه البشير نائبًا لمدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني خلفًا للفريق أسامة مختار.

عُمر زين العابدين

عمر زين العابدين

شغل الفريق أول ركن عمر زين العابدين منصب نائب رئيس التصنيع الحربي، وظهر على المشهد السياسي خلال الأزمة باعتباره رئيس اللجنة السياسية للمجلس العسكري الانتقالي بقيادة الفريق بن عوف في أول مؤتمر صحفي للمجلس بعد الإطاحة بالبشير.

ويشغل زين العابدين منصب رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري تحت قيادة البرهان، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الخبير الاستراتيجي السياسي للمجلس. ويُعتقد أن له ميول إسلامية.

وقبل 4 أيام، أكد الفريق أول زين العابدين أن الحكومة الجديدة في السودان ستكون مدنية، مُشددًا على أن المجلس "لم يأت بحلول ولا يطمع في السلطة"، وأن مهمته الأساسية حفظ أمن واستقرار البلاد.

وأوضح زين العابدين، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، أن المجلس العسكري سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية، ولن يتدخل في عمل الحكومة المقبلة. كما أشار رئيس اللجنة السياسية إلى أن الفترة الانتقالية يمكن أن يتم تقصيرها، مشيرا إلى الاستفادة من "الدروس السابقة".

هاشم بابكر

هاشم بابكر

عُيّن الفريق أول ركن هاشم عبدالمطلب أحمد بابكر، أمس الاثنين، رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة.

كان البشير عين بابكر في فبراير الماضي نائبًا لرئيس الأركان المشتركة، بعد أن رقاه في سبتمبر الماضي إلى رتبة فريق وعيّنه رئيسًا لهيئة العمليات المشتركة، وفق تقارير محلية.

وبابكر وهو خرّيج سلاح المدرعات بالكلية الحربية السودانية، وتلقى عددًا من التدريبات والدورات في الولايات المتحدة، بالإضافة لدورة في طبوغرافيا (علم توقيع ورسم الهيئات الطبيعة والاصطناعية) بمصر.

كما نال درجة الماجستير في العلوم العسكرية من جامعة البكر العراقية، وماجستير الإدارة الاستراتيجية "دورة دفاع" في جامعة مؤتة الأردنية.

ياسر العطا

ياسر العطا_1

انضم نائب رئيس القوات البرية، الفريق ياسر عبدالرحمن العطا، إلى عضوية المجلس العسكري الانتقالي يوم السبت الماضي. وفور انضمامه، قال إن المجلس يؤيّد "إقامة دولة مدنية قائمة على الحرية والعدالة والديمقراطية".

وأضاف في اجتماع عُقِد مع ممثلين عن القوى السياسية بالخرطوم، السبت: "نريد منكم التوافق على شخصية مستقلة لرئاسة الوزراء والتوافق على حكومة مدنية".

كما طالب الأحزاب بضرورة تقديم رؤى وأفكار ومبادرات حول شكل الحكومة التي تدير الفترة الانتقالية، وأشار إلى "تكوين لجنة تنسيقية بين الأحزاب والمجلس للإسهام في تحقيق تطلعات ورغبات الشعب السوداني".

ويحمل الفريق العطا رُتبة لواء ركن، وسبق أن قاد الفرقة 14 مشاة، وتولى مواجهة التمرد في جنوب كردفان. وكذلك شغل منصب قائد قوات حرس الحدود. ويعتبر من الشخصيات المؤثرة في القوات المسلحة السودانية، بحسب تقارير محلية.

الطيب بابكر

الطيب بابكر

يُمثّل الفريق أول شرطة، الطيب بابكر عليّ فضيل، العضو الثالث في اللجنة الأمنية التي تسلمت الحكم بالسودان، وتشكل نواة المجلس العسكري.

وتولى فضيل منصبه الحالي كمدير لشرطة السودان بقرار جمهوري أصدره البشير في فبراير 2018، خلفًا للفريق هاشم عثمان الحسين الذي تولى منصب والي الخرطوم.

تدرج في العمل الشرطي بالإقليم الشمالي والإقليم الأوسط وفي الخرطوم، تولى منصب مدير العمليات ثم قائداً لقوات شرطة الاحتياطي المركزي بالسودان، بحسب تقارير محلية.

محمد حمدان "حميدتي"

حميدتي

يُعرف قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو، المُلقّب بـ"حميدتي"، بأنه الضابط الرفيع الأكثر اعتدالًا وقبولًا بين الشعب السوداني. ومع بدء الاحتجاجات الشعبية في ديسمبر الماضي، طالب الحكومة بتوفير حياة كريمة للمواطنين، وقال إنه "من حق الناس الاحتجاج على الغلاء وانعدام السيولة".

وقبل عزل البشير، خاطب"حميدتي" قوات الدعم السريع السودانية، المكوّنة من أكثر من 30 ألف عنصر، مُحددًا دورهم في حماية المواطنين وممتلكاتهم ومؤسسات الدولة.

في البداية اعتذر قائد الدعم السريع عن المشاركة في المجلس العسكري الانتقالي برئاسة وزير الدفاع عوض ابن عوف ورئيس الأركان كمال عبدالمعروف الماحي. الأمر الذي جعله يحظى بتأييد من قِبل القوى الداخلية والخارجية التي رفضت المجلس الانتقالي الذي لم تتضح ملامحه.

وقال حميدتي فور اعتذاره عن المشاركة يوم الجمعة إن "قواته ستظل جزءً من القوات المسلحة وستعمل على وحدة البلاد واحترام حقوق الإنسان، وإنها ستبقى منحازة لخيارات الشعب بكل أطيافه"، مؤكدًا "قواته ترفض أي حلول لا ترضي الشعب السوداني".

وبعد 24 ساعة من الرفض، أُعلِن عن ترقيته إلى رُتبة "فريق أول" وتعيينه في منصب نائب رئيس المجلس الانتقالي، في تحرّك عدّه ناشطون سودانيون مُثير للريبة.

فيديو قد يعجبك: