إعلان

"طفح الكيل".. ماذا قالت الصحف اللبنانية عن الاحتجاجات؟

03:19 م الجمعة 18 أكتوبر 2019

احتجاجات لبنان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إيمان محمود:

على وقع احتجاجات صاخبة لم يشهدها لبنان منذ سنوات، استعرضت الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة، المشهد المُعقد الذي تعانيه البلاد بعد خروج الآلاف في تظاهرات صاخبة احتجاجًا على أزمات اقتصادية عميقة أدت تردي الأوضاع المعيشية وفرض مزيد من الضرائب، فيما تحاول الحكومة اللبنانية تهدئة المواطنين من خلال التراجع عن القرارات لكن دون جدوى.

وبدأت التجمعات الاحتجاجية الصاخبة، مساء الخميس، في وسط بيروت عقب اقتراح تداولت فيه الحكومة لفرض ضريبة على تطبيق واتساب، وسرعان ما انتقلت التظاهرات لتعم المناطق اللبنانية، وأغلق المتظاهرون الطرق بالإطارات المشتعلة في بيروت، وجبل لبنان، والشمال والجنوب والبقاع شرقاً.

اليوم الجمعة، واصل المتظاهرون احتجاجاتهم، بينما ألغى رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري اجتماع الحكومة، بينما تترقب الأوساط اللبنانية كلمة الحريري التي من المُقرر أن يلقيها مساء اليوم، وسط تساؤلات عن استطاعة الحكومة تهدئة الأمور.

فيما يلي؛ يستعرض "مصراوي" أبرز ما جاء في الصحف اللبنانية عن الاحتجاجات.

1

الأخبار

ترى صحيفة "الأخبار" اللبنانية، تحدثت حول قرار فرض رسوم على "واتساب"، أنه كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات على كل السياسات الحكومية الممعنة في إفقار الفقراء وضرب أي فرصة لبناء الدولة، مضيفة: "طار القرار مساءً لكن الاحتجاجات تمددت، لتهدد مستقبل الحكومة أكثر من أي وقت مضى".

وقالت الأخبار إن القرار لم يصمد طويلا: "في اليوم التالي لإقراره، سقط في الشارع. تنقّل وزير الاتصالات من شاشة إلى أخرى ليعلن سحب القرار من التداول واعتباره كأنه لم يكن. مع ذلك لم تنته القضية. أعداد المتظاهرين كانت تتزايد باستمرار إلى ما بعد منتصف الليل".

وأضافت الاخبار اللبنانية في افتتاحية بعنوان "ثورة الواتساب الحكومة تهتزّ… هل فات الأوان؟"، أن قرار واتساب كسر حاجز الصمت والتردد، فكانت مروحة الاعتراض الواسعة كفيلة بزعزعة التحالف الحكومي للمرة الأولى منذ تأليف الحكومة.

واستطردت الصحيفة: "الوضع باختصار هو أن الحكومة في مأزق. والائتلاف الذي يشكلها في مأزق. وتفصيلاً، الموازنة دخلت في المجهول، لكن الأكيد أن إجراءات من نوع زيادة الضريبة على القيمة المضافة وفرض رسوم على البنزين، لن يكون إمرارها سهلاً".

2

الجمهورية

"طفح كيل المواطن من "سلطة الأزمة!" كان هذا عنوان تقرير صحيفة الجمهورية اللبنانية حول الاحتجاجات الدائرة في شوارع البلاد، قائلة إن السُلطة أضرمت النار في الدولة، في مشهد يعيد إلى الأذهان صور الحرائق والطرق المقفلة عشيّة استقالة حكومة الرئيس عمر كرامي في العام 1992.

وأضافت الصحيفة أنه بدا واضحًا أنّ السلطة "أبت إلّا أن تشعل فتيل الشارع، وعلى نحو ليس في الإمكان تقدير المدى الذي سيبلغه"، مؤكدة أنه "طفح كيل المواطن من سلطة الأزمة التي وضعت البلد على كفّ عفريت وفتحته على شتّى الاحتمالات الصعبة، أقلّها الفوضى. وما قد تحمله هذه الفوضى من تهديدٍ للدولة والكيان اللبناني عموماً".

وأكدت أن السُلطة "بمكابرتها وعنادها" –على حدّ تعبير الصحيفة- أثبتت بما لا يقبل أدنى شك بأنها منفصلة عن الناس وهمومهم، ولا ترى سوى بعين مصلحتها وخدمة لمحاصصتها ومحاسيبها، وهو الأمر الذي أدى إلى هذا الوَرم الذي تفجّر في الشارع، وقرر أن يوجّه صرخته في وجه السلطة على كلّ مستوياته.

ترى الصحيفة أن الاحتجاجات "نقلت البلد من ضفّة إلى أخرى، وهروب السلطة من مسؤولياتها وقراراتها العشوائية بزيادة الأعباء على الناس من دون أن تقدّر وجعهم منها، ألقى بها على حافة السقوط، والذي بَدا مع تحرّكات الأمس، أنّه قد أصبح وشيكا".

وتساءلت الصحيفة "أيّ سلطة وأيّ حكومة ستكون بعد الذي حصل؟ وهل الدعوات إلى استقالة الحكومة على لسان بعض مكوناتها، كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ستلقى استجابة لدى رئيس الحكومة؟ وهل ستلقى دعوة النائب فيصل كرامي لممثل اللقاء التشاوري في الحكومة الوزير حسن مراد الى الاستقالة استجابة منه؟ وماذا لو استقالت الحكومة فعلاً؟ وماذا بعد؟".

3

النهار

في تقرير بعنوان "الصرخة في يومها الثاني: لبنان لم ينم والتحرّكات تتصاعد"، تحدثت الصحيفة عن المشهد في بيروت عقب ليلة من الاحتجاجات العنيفة، قائلة إن "السواد يطغى على المشهد الصباحي في وسط بيروت آثار التظاهرات تبدو جليّة في الشوارع، بعد ليليةٍ صاخبةٍ من جنوبه إلى شماله وضواحيه. الشرارة الأولى انتقلت من قلب العاصمة في ساحتي رياض الصلح والشهداء".

وأضافت "الكلّ خرج إلى الشارع حاملاً شعاراً واحداً: لرفض الضرائب في الموازنة الجديدة. الشارع اللبناني الذي تخلّى عن ثوبه الطائفي والسياسي لساعات، استطاع توحيد المشهد، بعدما ضاق الوضع المعيشي والاقتصادي بهم".

وأشارت الصحيفة إلى استمرار الاحتجاجات لليوم الثاني منذ صباح اليوم، قائلة: "اليوم، تتجدّد الاحتجاجات منذ الصباح الباكر، مع سلسلة من قطع الطرق بالإطارات المشتعلة، وحالة ترقّب وحذر في الشارع، فيما التزمت المدارس والجامعات بقرار وزير التربية أكرم شهيب بالإقفال نتيجة الأوضاع الراهنة".

واستطردت: "في مشهد لافت، وتزامناً مع موجة الاحتجاجات في الشمال والبقاع، أدّى المتظاهرون صلاة الجمعة في ساحات مختلفة وسط انتشار كثيف لعناصر الأمن، فيما تنتشر وحدات الجيش في ساحات المدينة وعند مفترق الطرق.

4

المستقبل

صحيفة المُستقبل التابعة لتيار المستقبل الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء سعد الحريري، استكفت بالتركيز على نقل تطورات الأوضاع الأمنية في الشارع اللبناني، مشيرة إلى استمرار الاعتصامات وقطع المتظاهرين للطرق، خاصة في صيدا التي اشتعلت فيها الأحداث منذ صباح اليوم.

وقالت الصحيفة إن التحركات الاحتجاجية الرافضة للضرائب تتواصل في صيدا تعيد إغلاق بعض الطرقات التي كانت فتحت صباحاً.

كما ذكرت الصحيفة أن بعض المُحتجّين "عمدوا إلى قطع أحد الشوارع بالإطارات المشتعلة حيث ارتفعت في أجواء المدينة سحب كثيفة من الدخان الأسود".

وأكدت الصحيفة اللبنانية أن الجيش يعمل على إعادة فتح الطريق التي يغلقها المتظاهرون سواء بالإطارات المُشتعلة أو بالأكوام الترابية.

فيديو قد يعجبك: