إعلان

الأزمة في فنزويلا: ترامب يهدد بعمل عسكري.. وكراكاس تعتبره "عمل جنوني"

02:48 م السبت 12 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
وسط المشاكل الداخلية التي يعاني منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعدم الاستقرار الذي يسيطر على إدارته منذ وصوله إلى سدة الرئاسة وحتى الآن، كثرت المشاكل الخارجية فأصبح في موقف لا يُحسد عليه، فهناك كوريا الشمالية التي تعمل جاهدة لتصبح قوة نووية كاملة، وأيضا الأزمة في فنزويلا التي تفاقمت إلى الحد الذي لوّح فيه ترامب بإمكانية استخدام السلاح للتصدي لما يحدث هناك.

وأعلن ترامب أنه قد يلجأ إلى القوة العسكرية، لردع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وإيقاف ما يحدث في بلاده من إراقة دماء وفوضى، ومنعه من الاستحواذ على السلطة، عقب موافقته على افتتاح جمعية تأسيسية جديدة.

وقال ترامب، الذي يقضي عطلة في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، إن بلاده أمامها الكثير من الخيارات في التعامل مع الأزمة الفنزويلية، بما في ذلك الخيار العسكري. "لدينا قوات في كل أنحاء العالم وفي كل أماكن بعيدة جدا، فنزويلا ليست بعيدة جدا، والناس يعانون ويموتون".

"عمل جنوني"
في المقابل، اعتبر وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير باردينو تصريحات ترامب "عمل جنوني"، مؤكدا أن الجميع سيهب للدفاع عن سيادة ومصالح كاراكاس إذا تعرضت للاعتداء الأمريكي، مُستشهدا بتصريحات الرئيس الفنزويلي بأن الهيئة التشريعية الجديدة ستجلب السلام للبلاد.

يُشار إلى أن العلاقات بين واشنطن وكراكاس توترت كثيرا خلال السنوات الماضية، فلم تتبادل البلدان السفراء منذ عام 2010، رغم العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما، خاصة في مجال النفط، إلا أنها تحسنت إلى حد ما في نهاية الفترة الثانية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وفرضت واشنطن المزيد من العقوبات ضد فنزويلا، وأدرجت عددا من المؤسسات والأفراد فيها، وذلك بعد أن فرضت عقوبات على الرئيس الفنزويلي، و13 شخصية من الوزراء والمسؤولين السابقين والحاليين الذين شاركوا في تشكيل الجمعية التأسيسية التي تمنح مادورو المزيد من السلطات.

وفرض المجتمع الدولي حالة من العزلة على فنزويلا، عقب الموافقة على افتتاح جمعية تأسيسية جديدة، والتي أثارت حالة من الجدل والفوضى في البلاد، وأكدت المعارضة الفنزويلية، أن مادورو يسعى من خلالها إلى الاستئثار بالسلطة.

وأظهرت العديد من دول العالم الغربي رفضها لما يحدث في كاراكاس، منددة بقتل وتشريد الأبرياء، ووصفت الرئيس الفنزويلي بالديكتاتور، وطردت بيرو السفير الفنزويلي من أراضيها، ما اعتبرته كاراكاس "تدخل في شئونها الداخلية".

وتتمتع الجمعية التأسيسية الجديدة صلاحيات ومميزات هائلة، من بينها القدرة على حل البرلمان، أو تغيير القوانين، كما أنها لا تخضع لأي سلطة بما في ذلك سلطة رئيس البلاد، ومن بين أعضائها الجدد زوجة الرئيس ونجله.

ووجهت اتهامات إلى السلطات الفنزويلية بالتزوير والتلاعب في نسبة الإقبال على انتخابات الجمعية التأسيسية؛ إذ قال انطونيو موخيكا، رئيس مجلس إدارة شركة سمارماتيك إن الإقبال على التصويت يختلف بما لا يقل عن مليون عن العدد الذي أشارت إليه السلطات المُشرفة على العملية.

وكانت السلطات المُشرفة على التصويت قد قالت إن ثمانية مليون شخص، أو 41 في المئة ممن يحق لهم التصويت شاركوا في الانتخابات.

وفي هذا الإطار طالبت المعارضة بفتح تحقيق جنائي، لكشف الحقيقة.

المواقف الدولية
وجدت روسيا أن العقوبات التي تفرضها بعض الدول على فنزويلا لا تساعد على حل الأزمة، حيث قالت وزارة الخارجية الروسية إن بعض القوى السياسية داخل وخارج كاراكاس تمضي قدما في سياساتها الضارة الرامية إلى تدمير الحوار وتأزيم الأوضاع أكثر.

وأكدت موسكو أن السلام في فنزويلا يتوقف على استعداد كافة الأطراف للعودة إلى الحوار في إطار الدستور، بعيدا عن أي تدخل خارجي.

ودعا الفاتيكان كل الجهات السياسية الفاعلة وخصوصا الحكومة لضمان الاحترام الكامل لحقوق الانسان والحريات الأساسية، والدستور.

وحث الجميع على تجنب العنف عبر دعوة قوات الأمن إلى الامتناع عن "استخدام العنف المفرط بشكل غير متكافئ".

وأشار المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، في بيان إلى استخدام الشرطة الفنزويلية العنف المُفرط ضد المتظاهرين، لافتا إلى اعتقال آلاف بـ "شكل اعتباطي"، وقد يكون عدد كبير تعرض لسوء المعاملة وحتى للتعذيب.

ولجأت الشرطة وقوات الأمن الفنزويلية إلى العنف لمنع تدفق المعارضين إلى الشوارع، مستخدمين الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز، والقنابل المُسيلة للدموع ومدافع المياه ضد المتظاهرين، والمحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع حاملين رايات وأعلام بلادهم، ولافتات منددة بحكم مادورو، وجمعيته التأسيسية الجديدة، منذ أبريل الماضي.

فيديو قد يعجبك: