تسمم الحمل.. "قاتل صامت" يُهدد الأم والجنين وتحليل يكشفه
كتب : أحمد جمعة عسكر
"قاتل صامت" يُهدد الأم والجنين وتحليل يكشفه
كتب- أحمد جمعة:
يعد تسمم الحمل من أخطر المضاعفات الصحية التي قد تواجه المرأة خلال فترة الحمل، فهو لا يهدد حياتها فحسب، بل قد يعرض الجنين أيضًا لمخاطر جسيمة تصل أحيانًا إلى الوفاة.
وتكمن خطورته في كونه "قاتلًا صامتًا"، إذ تبدأ أعراضه خفيفة أو غير ملحوظة، قبل أن تتطور سريعًا إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب.
وأوضح الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، أن "تسمم الحمل ليس ارتفاعًا في الضغط أو تورم في القدمين فحسب، بل هو الخطر الذي يهدد الأم والجنين في صمت".
وقال "حسن" لمصراوي إنه "في كل مرة تُصاب فيها سيدة بتسمم الحمل، لا تتأثر حياتها وحدها، بل تهدد حياة جنينها أيضًا، فالمشيمة حين تضعف، يقل تدفق الدم والأكسجين والغذاء، فيولد الطفل ضعيفًا أو قبل موعده، وقد لا يولد أبدًا".
وأشار إلى أن "تسمم الحمل لا يبدأ في نهاية الحمل كما يظن البعض، بل يبدأ مبكرًا جدًا في تكوين المشيمة نفسها، فإذا لم تزرع المشيمة بشكل سليم داخل الرحم، تضيق أوعيتها الدموية، ويحدث اضطراب في تدفق الدم، فيرتفع الضغط وتختل وظائف الكبد والكلى والمخ ، وفي الحالات الشديدة تظهر التشنجات (الاكلامسيا)، وهي أخطر مضاعفات المرض، وقد تصل فيها نسبة الوفاة إلى 10%".
من الأكثر عُرضة للإصابة؟
ورغم أن تسمم الحمل يمكن أن يصيب أي سيدة، فإن بعض النساء أكثر عرضة من غيرهن، إذ تشمل عوامل الخطر الرئيسية ما يلي:
- الحمل الأول.
- وجود تاريخ مرضي في العائلة أو لدى الأم نفسها بتسمم الحمل في حمل سابق.
- الحمل بتوأم أو أكثر.
- السمنة.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن أو أمراض الكلى أو السكري.
ولفت "حسن" إلى أن الأبحاث الحديثة تؤكد أن الطفل الذي يتعرض داخل الرحم لتسمم الحمل يُبرمج جينيًا على أنماط غير صحية تستمر معه مدى الحياة، تُعرف علميًا باسم برمجة الجنين، وهذا يجعله أكثر عرضة مستقبلًا للإصابة بارتفاع الضغط والسمنة والسكري وأمراض القلب.
وأضاف: "الطب الحديث أصبح قادرًا على قراءة الخطر في دم الأم منذ الأسبوع 11 إلى 13 من الحمل، تحليل بسيط يقيس مؤشري PAPP-A وPlGF يمكنه أن يتنبأ باحتمال الإصابة بتسمم الحمل بدقة عالية، وإذا أظهرت النتائج انخفاضًا في هذه المؤشرات، يبدأ الطبيب في إعطاء الأسبرين الوقائي بجرعة منخفضة، ما يقلل المضاعفات بنسبة تصل إلى 70٪".