أزهري: حديث "لعن الله قوم ولّوا أمرهم امرأة" لا ينطبق على قاضيات مجلس الدولة

كتب - محمود مصطفى:

قال الدكتور محمد الحفناوي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة"، لا ينطبق على القاضيات اللواتي تم تعيينهن أمس بمجلس الدولة.

وأضاف الحفناوي في تصريح لمصراوي، أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة" كان يتعلق بواقعة معينة، حينما تولت امرأة الحكم بعد مقتل أخيها، الذي قتل أباه وأشقائه لعدم مزاحمته في الحكم، وكان أباه قد مزق خطاب النبي فمزق الله ملكه، وحينما علم النبي صلى الله وسلم بما حدث قال الحديث، الذي تحققت فيه النبوءة، ولم يكن أبدا إخبارا من النبي بأن كل قوم يولون على أمرهم امرأة لا يفلحون.

وشدد أستاذ الفقه المقارن، على أن من يهاجم تعيين السيدات بالقضاء لديهم ركود في وجمود في الفكر، لافتا إلى أنه لا يوجد دليل في الشرع يمنع المرأة من تولي القضاء أو عضو بمجلس النواب أو وزيرة أو سفيرة أو غير ذلك، فالمعيار هنا الكفاءة فقط.

ونوه الحفناوي إلى أن شهادة المرأة لا تقبل إلا في الحدود وهذا في المذاهب الأربعة، إلا ابن حزم يقول أن شهادتها تقبل في كل الحدود، ولا يوجد نص يقول أن شهادتها تقبل في مكان ويتم رفضها في آخر، متابعا:" هناك حفظ للصور الفقهية القديمة، ويتم استجلابها لتطبيقها الآن وهذا خطأ كبير، وحينما أرغب في العودة للماضي أعود لأستفيد من قواعده وأسسه، لا أستصحب صوره الفقهية التي كانت لها مناسبات خاصة، كي أطبقها الآن.

ولفت أستاذ الفقه المقارن، إلى أن تولي المرأة القضاء يعد من مسائل المعاملات وليس من شعائر العبادات، وإذا كانت العبادات توقيفية تلتمس من النص الشرعي، فإن المعاملات تحكمها المقاصد الشرعية، بمعنى أن الصالح هو من يتولى الأمر، كاشفا أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع تولي المرأة رئاسة الدولة.

وتم تنصيب 98 قاضية بمجلس الدولة، أمس، جاء وفقا لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 3 أكتوبر عام 2021 بتعيينهن.