إعلان

العرايشي.. رحلة البحث عن جمال الوطن بين أحضان الجبل- فيديو

06:16 م الجمعة 02 أكتوبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت ـ شيماء الليثي :

ظلام دامس يكحل العينين، تتضح فيه ملامح التضاد بنجوم تشغل السماء ضيَاً، تبدو من شدة قربها وكأن بينها وبين قبضة اليد قاب قوسين أو أدنى، جبال عالية في طريق صحراوي وعر لا يُوحي إلا بالرهبة لمن اعتاد على السكن بالمدينة .

هنا جبل الطويلات بمدينة دهب بجنوب سيناء، حيث لا يتبع تلك الرهبة سوى السكينة والسرور، وهنا أيضا يقبع شاب بدوي يسطر بمسكنه بين الجبل والنجوم والظلام أبيات من الغزل الصريح في طبيعة الإله الساحرة، ''محمد العرايشي'' هذا اسمه، نسبةُ إلى العريش بلدة منشأه، التي دفعه عدم استقرار الأوضاع فيها إلى المجئ إلى دهب ليعيش وسط سكينة الجبال وإشراقة النجوم، فأصبح الجبل منزله الأول الذي لايفضل أبدا أن ينفصل عنه.

الجبال هى جدران منزله والنجوم هي سقفه ''علمت في أماكن كثيرة منذ صغري، ولكن لم أجد راحتي إلا بالجبل '' بلهجة بدوية محببة قالها العرايشي ذو الأربع وعشرون ربيعا، والذي فضل اهتمامه بالعمل منذ أكثر من اثنى عشر عاما دونا عن الدراسة، فترك قبيلته بالعريش ليعمل مع ابن عمومته ''بندق'' بما يسميه أهل دهب '' كامب الطويلات''.

طبيعة عمله تقوم فقط على الترحيب بالزوار وضيافتهم بتقديم الشاي البدوي بنكهة عشب المرمرية الجبلي، ليجلس القادمون على جلسات عربية مُعدة مسبقًا على الرمال مباشرة ولا يفعلون شيئا سوى التأمل في النجوم والاسترخاء وشرب الشاي، ثم الاستمتاع بحفلة أغانٍ بدوية يقيمها الشريكان في نهاية الليلة في ظل ظلام كاحل لا يعيقه سوى أضواء شموع خافتة، ثم يخلد للنوم بتلك الغرفة البدائية المصنوعة من البوص والخشب والتي تتضح فيها كل ملامح البساطة والسكون، ليستقبل يوما جديدا يقوم فيه بالشئ نفسه .

بملامح أسف وصف العرايشي أوضاع قاسية تدور في العريش، والتي كانت كفيلة بأن تحجب السياحة عن شمال سيناء وتحصرها فقط في جنوبها رغم اعتباره الشمال الأكثر جمالًا وجذبًا للسياح، إلا أن عمليات الإرهاب المستمرة وحظر التجوال وقطع الشبكات، هو الوضع الحالي، وهو أكثر ما يزعج مواطنون لا يرغبون إلا في توفير الطأمنينة لأطفالهم وزراعة حقول الزيتون كسالف الأيام، فأصوات القنابل والصواريخ باتت هي الصوت المألوف والمخيف في الوقت ذاته بالعريش خاصة برفح والشيخ زويد حسبما يحكي الشاب البدوي، وأطفال باتوا خائفين لم يستطيعوا الذهاب إلى المدارس أو الخروج من المنزل، وآباء يتحملون ما يجري سعياَ في القضاء على أعداء الدولة وعودة الأمان مرة أخرى .

ربما فضل العرايشي حياة الجبال لتمحنه تلك السكينة التي اقفتدها في موطنه الأصلي، الذي رغم كل ما يعانيه لايزال محفتظًا متمسكًا بأصوله، خاصة أصول الضيافة التي تعلمها في قبيتله البدوية حتى أصبحت هي عمله الآن '' حسن الضيافة هو ماتربينا عليه، نقدم الشاي ونبتسم في وجوه الزائرين ونسعى أن يعود الكل سعيدًا ومرتاح البال ونساعده على الاسترخاء بالنظر إلى الجبل والنجوم والشهب المتساقطة ''بابتسامه لا تفارق وجنتيه شرح الشاب العشريني دوره في الجبل، الذي يتنهي مع انتهاء اليوم بقيامه بغناء الأغنية البدوية المحببة بصوت غذب لا يشوب نقاؤه شائبة، لتصبح أغنيات أفراح قبيتله سببا لدخول البهجة لكل الجالسين بجبل الطويلات، سياحِ كانوا أو مصريين .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان