"رجع بدري لقاها مع عشيقها".. حكاية خيانة زوجية انتهت بجريمة طعن هزت الطالبية
كتب : محمد شعبان
خيانة زوجية - تعبيرية
الساعة كانت حوالي الرابعة عصرًا، أجواء الجيزة مزدحمة كعادتها، لكن داخل شقة صغيرة في منطقة الطالبية، كانت مشرفة تمريض في مستشفى حكومي ترتب منزلها بهدوء، في انتظار مكالمة من شخص لم يكن زوجها. دقائق قليلة كانت كفيلة بتغيير مصير ثلاثة أشخاص إلى الأبد.
الزوج، محامٍ في منتصف الأربعينيات من عمره، أنهى عمله ذلك اليوم أبكر من المعتاد. خرج من مكتبه وهو يراجع في ذهنه أوراق قضية كان يتابعها، دون أن يدرك أن الحياة تُعد له جلسة مختلفة تمامًا داخل بيته. لم يخبر زوجته بعودته المبكرة، أراد أن يفاجئها بشيء بسيط -ربما عشاء أو ابتسامة بعد تعب الأسبوع - لكن المفاجأة كانت في انتظاره هو.
عندما وصل إلى باب الشقة، طرق الباب كعادته. لم تُجب. طرق مرة ثانية وثالثة، ومع كل ثانية تأخر، كان الشك يتسلل إلى صدره كخيط بارد. سمع حركة خلف الباب، خطوات مترددة، صوت ارتباك. وأخيرًا، فُتح الباب لكنها لم تنظر في عينيه، ملامحها كانت مضطربة، صوتها متكسّر. سألها بهدوء غريب "إنت كنتي بتعملي إيه؟".
قبل أن تنطق، لمحت عيناه شيئًا غريبًا. باب غرفة النوم نصف مغلق، وظل يتحرك بالداخل. هنا تغير كل شيء. دفع الزوج الباب بسرعة، ليفاجأ برجل غريب، يقف مذهولًا لا يعرف كيف يبرر وجوده. كانت اللحظة كفيلة بإشعال كل الغضب والشك والخذلان في نفس واحدة.
هو الممرض الذي تعمل معه زوجته في المستشفى، ووجوده داخل الشقة لم يكن صدفة. الصدمة تحولت إلى فوضى. صراخ، سباب، ثم عراك. حاولت الزوجة تهدئة الموقف، لكن زوجها كان قد فقد السيطرة على أعصابه. اتجه نحو المطبخ بخطوات متوترة، قبض على سكين حاد، وعاد وهو يصرخ: "ده بيتي.. وهغسل عاري بنفسي".
حاولت الزوجة منعه، لكنها لم تنجح. في لحظة انفعال، سدد لها طعنة نافذة في جسدها، فسقطت أرضًا وهي تنزف. الممرض، الذي شُل تفكيره من الصدمة، حاول الهرب لكنه لم يتمكن. أمسك به الزوج بقوة، ووقف الاثنان مذهولين أمام جسد ينزف وصوت جيران بدأوا يطرقون الباب بعد سماع الصرخات.
لم تمض دقائق حتى وصلت قوات الشرطة بعد بلاغ عاجل من الأهالي بوجود مشاجرة داخل الشقة وسيدة مصابة. فتح الزوج الباب بيد مرتجفة، والسكين لا تزال ملطخة بالدماء.
رجال المباحث سارعوا بالسيطرة على الموقف، نُقلت السيدة إلى المستشفى في حالة حرجة، بينما تم القبض على الزوج والعشيق واقتيادهما إلى قسم شرطة الطالبية.
داخل القسم، جلس الزوج صامتًا لدقائق، ثم قال جملته الأولى: "أنا ما كنتش ناوي أقتلها.. كنت راجع بدري أقولها تعبت من الشغل، لقيت الكارثة في وشي".
بدأت التحقيقات على الفور. التحريات الأولية أكدت أن الزوجة كانت بالفعل على علاقة بالممرض، وأنه اعتاد زيارتها مستغلًا أوقات غياب الزوج الطويل عن المنزل. الجيران أكدوا أنهم سمعوا أصوات مشادة قوية وصراخًا قبل لحظات من وصول الشرطة.
وبمواجهة الممرض، اعترف بتفاصيل الواقعة، مؤكدًا أنه كان داخل الشقة بموافقتها، ولم يتوقع عودة الزوج في هذا التوقيت. وقال إن المشادة تصاعدت بسرعة غير متوقعة، ولم يتمكن من الهروب قبل أن يقوم الزوج بطعن زوجته أمام عينيه.
الزوج، في اعترافاته، أصر على أنه لم يكن ينوي القتل، وأنه فقد أعصابه تمامًا بعد أن رأى المشهد “الذي لا يتحمله عقل”، حسب تعبيره.
التحريات التي أجراها فريق البحث الجنائي بقيادة العميد عمرو حجازي رئيس قطاع الغرب أكدت صحة الواقعة كما رواها الزوج والممرض، وأمر العقيد كريم فوزي مفتش فرقة الطالبية والعمرانية بالتحفظ على السكين المستخدم في الجريمة، وتحريزها بمعرفة النيابة العامة التي تولّت التحقيق.
النيابة أمرت بحبس الزوج على ذمة التحقيقات بتهمة الشروع في القتل، كما تم التحفظ على الممرض لحين استكمال سماع أقواله. ونُقلت الزوجة إلى المستشفى لتلقي العلاج، بعد أن أكد الأطباء أن إصابتها خطيرة لكنها مستقرة.
وخارج جدران القسم، ظل الجيران يتحدثون عن الحادثة لساعات. البعض رأى أن الغيرة العمياء دفعت الزوج إلى ارتكاب جريمة لا تُغتفر، وآخرون قالوا إن الخيانة لا يمكن أن تُقابل بعقل بارد. بين هذا وذاك، ظل المشهد الأخير في أذهان الجميع: زوجة تنزف، زوج مقيد، وعشيق يرتجف من الخوف.
كانت النهاية مأساوية لثلاثة أشخاص جمعهم بيت واحد، وفرق بينهم طعن سكين واحدة.