حاولت الهرب وماتت داخل غرفتها.. حكاية "نفيسة" السيدة الكفيفة في حريق شقة السلام
كتب- صابر المحلاوي:
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
لم تجِد "نفيسة. م. ع"، ملجأ داخل شقتها التي لا تتجاوز 65 مترًا، من النيران التي حاصرتها من كل جانب، فاستسلمت في صمت كأنها تعرف أن لا مهرب من القدر. كانت “نفيسة” لا ترى شيئًا من حولها، كفيفة تحفظ ملامح جدران بيتها بخطواتها، وتستدل على طريقها بأنفاسها.
في تلك الليلة، اشتعلت النيران داخل شقتها بالدور الثاني بأحد العقارات في مساكن العبد الجديد بمدينة السلام. تصاعد الدخان الكثيف بينما كانت "نفيسة" تحاول أن تتلمس طريقها نحو الباب، تتخبط بين الأثاث، تبحث عن مخرج، لكن النيران كانت أسرع.
كانت "نفيسة. م. ع" — السيدة الكفيفة — تعيش وحيدة، تواجه ظلام الدنيا ببصيرتها التي لم تنطفئ يومًا رغم غياب بصرها. لكن قدرها كتب أن يُسدل الستار على حياتها وسط دخانٍ كثيف ونيرانٍ لا ترحم.
كانت نفيسة، التي تجاوزت الستين، معروفة بين جيرانها بالطيبة والصبر، لم تكن تسمع سوى أصوات خطوات المارة وصدى الأذان، ولم تبصر إلا بنور قلبها، في تلك الليلة المشؤومة، لم يسمع أحد صراخها وهي تحاول أن تتلمس طريقها داخل شقتها، بحثًا عن الأمان وسط لهبٍ امتد في أرجاء المكان بسرعة لم تمنحها فرصة للنجاة.
مع دقات الساعة التي تجاوزت منتصف الليل، تلقّت غرفة عمليات الحماية المدنية بلاغًا يفيد بنشوب حريق داخل شقة بالدور الثاني.
خلال دقائق، وصلت سيارات الإطفاء إلى موقع البلاغ بقيادة اللواء الدكتور محمد الشربيني، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، وتمكن رجال الإطفاء من محاصرة النيران ومنع امتدادها لباقي الطوابق.
لكن بعد أن انطفأت ألسنة اللهب، كشفت المعاينة عن مشهد مؤلم؛ سيدة جالسة في ركن غرفتها الصغيرة، وقد فارقت الحياة متأثرة بالحروق، كانت "نفيسة" لا تزال في مكانها الذي تعرفه جيدًا، كأنها لم تُغادره حتى في لحظات الخطر الأخيرة.
قال أحد الجيران: "كانت ست طيبة، بتعيش لوحدها، ما بتأذيش حد، وكل الناس بتحبها.. ربنا يرحمها".
تحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بنقل الجثمان إلى المشرحة، وبدأت التحقيق في أسباب الحريق.