إعلان

"صائد الإرهابيين".. المقدم "الحوفي" نجا من الموت مرة لينال الشهادة (بروفايل)

12:12 ص الأربعاء 15 أبريل 2020

الضابط محمد الحوفي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

قبل 4 سنوات، واجه الضابط محمد الحوفي الموت في مأمورية عصيبة بحي الوراق شمال الجيزة، كُتبت له النجاة بعد إصابته بطلق في القدم، ليتلهف تماثله للشفاء واستئناف عمله كـ"صائد للخلايا الإرهابية" -كما يلقبه زملاؤه- بحثا عن الشهادة التي نالها مساء الثلاثاء في ملحمة وطنية جسد فيها رجال الشرطة أسمى معاني التضحية بالقضاء على خلية إرهابية بحي الأميرية شرق القاهرة.

فور تخرجه في كلية الشرطة "مصنع الأبطال" التحق الشاب البشوش بمديرية أمن الجيزة، حالفه الحظ بالعمل في إدارة البحث الجنائي متنقلا بين أقسام عدة منها قسم شرطة الجيزة ليتتلمذ على يد "أساطير" البحث الجنائي في ذلك الوقت، الأمر الذي انعكس على تميزه الملفت لمراقبيه (مديرين - زملاء).

بعد فترة وجيزة، وقع الاختيار على الرائد محمد الحوفي -ابن البحيرة- لينضم إلى الجهاز المعلوماتي الأهم في وزارة الداخلية "قطاع الأمن الوطني" تاركا الشق الجنائي بقطاع الأمن العام.

لم يحتاج الضابط الموهوب وقتا طويلا لإثبات كفاءته، ضربة تلو أخرى وجهها "الحوفي" إلى أوكار العناصر الإرهابية بمختلف مراكز الجيزة نال معها ثقة وثناء مديريه.

مطلع عام 2016، احتضنت منشأة شرطية اجتماعا هاما لأفراد مأمورية مكبرة بصدد استهداف أحد أخطر العناصر الإرهابية الذي يعتنق الفكري التكفيري بشارع التل في حي الوراق، ليؤكد قائد العملية "الواد ده لازم نجيبه حي".

مع الضوء الأول لصباح ذلك اليوم، توجه "الحوفي" رفقة 8 ضباط من الأمن المركزي والأمن الوطني ووحدة مباحث الوراق. انتشر عناصر المأمورية وفق الخطة الموضوعة لإحكام قبضتهم على الموقف، وسد كافة الثغرات التي قد يهرب منها الإرهابي.

فوجئ عناصر المأمورية بوابل من الأعيرة النارية صوبهم عقب كسرهم الباب الرئيسي للمنزل، ما أسفر عن إصابة الرائد محد الحوفي بطلق ناري بالقدم، والضابط محمد هشام من قوات الأمن المركزي، بطلقتين بالظهر، ونُقلا على إثرها إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة.

"كان عايز يجيبه حي".. يتذكر العميد محمد أمين مفتش فرقة الطالبية والعمرانية، كلمات "الحوفي" الذي زامله في رحلة العمرة عام 2017 بعد تماثله للشفاء، مشيدا بدماثة خلقه والتزامه الديني "كان طيب وملتزم والناس كلها بتحبه".

ويضيف العميد محمد أمين "سمعته طيبة من أسرة محترمة.. وراجل رياضي عمره ما زعل حد.. والكل يشهد بشطارته" حتى أنه ترأس مكتب الأمن الوطني بمركزي الجيزة وبولاق، سطع معه نجمه في سماء وزارة الداخلية.

من شمال محافظة الجيزة إلى شرق العاصمة، حيث حي الأميرية، أُبِلغ "صائد الخلايا الإرهابية" -الرائد الحوفي- بضرورة الاستعداد للمشاركة في مأمورية هامة لاستهداف وكر إرهابي.

الخامسة مساء أمس الثلاثاء، وصلت عربات الشرطة المصفحة مدعومة بمجموعات قتالية المكان المقصود، بدأ أفراد المأمورية في تطبيق خطة الانتشار ليبادر العناصر الإرهابية بإطلاق وابل من الرصاص صوب القوات.

برج سكني شاهق الارتفاع، ظلام حالك، أصوات الرصاص لا تتوقف، مكبرات الصوت تردد رسالة تحذير "ابتعدوا عن النوافذ".. تلخص تلك الكلمات ما يدور بمسرح العمليات.

4 ساعات متواصلة، جابهت خلالها قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية "الشر الأسود" حتى أسكتت مصدر النيران، وتمكنت من تصفية عناصر الخلية، وتبين مقتل 7 إرهابيين بحوزتهم 6 بنادق آلية، 4 سلاح خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة.

"الحوفي استشهد" وقع الخبر كصاعقة على أفراد المأمورية، حزن كسا القلوب قبل الوجوه، انزوى البعض خلف مدرعة طراز "تمساح" ليجهش بالبكاء حزنا على وفاة زميله، في الوقت الذي هرع الباقون لمد يد العون لضابط وفردي شرطة أصيبوا جراء المواجهات.

دقائق قليلة، اتشحت معها صفحات ضباط الشرطة عامة، والجيزة خاصة بالسواد حزنا على استشهاد "ابن البلد" تاركا زوجته وأطفاله، ليتبارى كل منهم في ذكر مواقف لن تمح من ذاكرته جمعتهما سويا لينعيه المقدم مصطفى كمال وكيل فرقة الطالبية والعمرانية "ربنا يرحمك متتعزش على اللي خلقك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان