رئيس المركزي الأمريكي يلمح بخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل
كتب : منال المصري
جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي
رويترز- منال المصري:
ألمح جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي المقبل في سبتمبر.
وأكد خلال كلمته في المؤتمر السنوي للبنك الفيدرالي بمدينة جاكسون هول بولاية وايومنغ، وفق ما نقلته "رويترز"، أن القرار سيعتمد على تطورات البيانات الاقتصادية، لا سيما مع ظهور مؤشرات على تباطؤ سوق العمل، واستمرار الضغوط التضخمية بشكل محدود.
وقال باول، إن سوق العمل الأميركي يشهد ما وصفه بـ"توازن غريب"، موضحًا أن هذا التوازن يأتي نتيجة "تباطؤ واضح في كل من عرض العمالة والطلب عليها".
يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اجتماعه الخامس لعام 2025 منتصف سبتمبر المقبل، بعد أن أبقى على سعر الفائدة دون تغيير خلال الاجتماعات الأربعة السابقة، رغم الضغوط المتكررة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
يواصل ترامب ممارسة ضغوط علنية على رئيس الفيدرالي جيروم باول من أجل خفض سعر الفائدة، مهددًا باتخاذ إجراءات في حال عدم الاستجابة.
ويرى ترامب أن خفض الفائدة سيساعد في تقليل تكلفة خدمة الدين، حيث يساهم كل خفض بنسبة 1% في توفير ما بين 300 و350 مليار دولار.
من جهته، يؤكد باول أن الوقت الحالي غير مناسب لخفض سعر الفائدة، وأن القرار يجب أن يستند إلى بيانات واضحة تؤكد تراجع معدل التضخم بشكل مستدام، وفق رويترز.
تنتظر الأسواق اجتماع سبتمبر بترقب، وسط انقسام بين من يرى ضرورة التيسير النقدي، ومن يفضل الاستمرار في السياسة الحذرة لحماية الاقتصاد من مخاطر التضخم.
وأكد رئيس الفيدرالي أن "تغير توازن المخاطر قد يستدعي تعديلًا في موقف السياسة النقدية"، وهو التصريح الذي اعتبره محللون إشارة واضحة إلى أن خفض الفائدة بات قريبًا، إلا أنه تجنب تأكيد ذلك صراحة.
رد فعل الأسواق
وتفاعلت الأسواق المالية إيجابيًا مع تصريحات باول؛ إذ سجلت الأسهم الأميركية مكاسب إضافية، في حين انخفضت عوائد سندات الخزانة، وتراجع الدولار الأميركي أمام سلة العملات، وسط توقعات متزايدة بأن يكون خفض الفائدة وشيكًا.
قال توم جراف، مدير الاستثمار في شركة "FACET" بولاية ميريلاند، إن خطاب باول جاء "أكثر ميلاً للتيسير النقدي مما كان متوقعًا"، مضيفًا: "لن يُدلي باول بتصريحات بهذه الصراحة ما لم يكن خفض الفائدة في سبتمبر شبه مؤكد، إلا إذا ظهرت مفاجآت كبيرة في البيانات الاقتصادية".
وأضاف جراف أن الفيدرالي يبدو مستعدًا لتجاوز تأثيرات التضخم المؤقتة الناتجة عن الرسوم الجمركية، في ظل إشارات الضعف المتزايدة في سوق العمل.
من جانبه، قال درو ماتوس، كبير استراتيجيي السوق في شركة "MetLife Investment Management"، إن باول "اقترب كثيرًا من موقف عضو الفيدرالي كريستوفر والر، لا سيما في إقراره بأن احتمالات عودة التضخم للارتفاع ضعيفة"، مشيرًا إلى أن باول أقر ضمنيًا بأن "سوق العمل في وضع أسوأ مما كان متوقعًا".
وتزيد تصريحات باول من احتمالية إقدام الفيدرالي على أول خفض للفائدة هذا العام في سبتمبر، إلا أن القرار سيظل مرهونًا ببيانات سوق العمل والتضخم خلال الأسابيع المقبلة، وسط ترقب من المستثمرين وصناع السياسات.