عضو بمركز الأزهر: الدعاء سر عظيم وملجأ المؤمن عند الشدائد
كتب : مصراوي
الدكتور السيد عرفة
كتب-محمد قادوس:
قال الدكتور السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الدعاء له سر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «الدعاء هو العبادة»، موضحًا أن جميع العبادات في حقيقتها دعاء وتقرب إلى الله.
وأضاف عرفة خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة" الناس": أن النبي ﷺ كان إذا اشتدت عليه الدنيا هرع إلى الصلاة وقال لسيدنا بلال: «أرحنا بها يا بلال»، لافتًا إلى أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، ولذلك ينبغي الإكثار من الدعاء في السجود واللجوء إلى الله في كل حال.
وأشار عضو الأزهر للفتوى إلى أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، موصيًا المسلمين بأن يجعلوه ملاذهم عند نزول المصائب، وألا يقولوا "لماذا أنا؟"، بل يقتدوا بهدي النبي ﷺ في الصبر عند الصدمة الأولى وقول «الحمد لله»، مستشهدًا بقول الله تعالى:" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ • الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ • أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌۭ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌۭ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ".
وأكد أن ذكر الله يشرح الصدر ويبعث الطمأنينة في النفس، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُۥ لِلۡإِسۡلَـٰمِ﴾، داعيًا إلى الإكثار من الذكر والاستغفار والصلاة على النبي ﷺ، تصديقًا لقوله ﷺ: «تكفى همك ويغفر ذنبك».
وأكد الدكتور عرفة على أن الدعاء والذكر والصلاة على النبي ﷺ من أعظم أسباب الفرج والسكينة للمؤمن، وأنها ترفع الدرجات وتقوي اليقين بالله عز وجل.
https://youtu.be/Dp33fPKfTyI?si=Q-NUfDX-uLR_9ca0
هل الذنوب الخفية قد تمنع استجابة الدعاء و تطفئ نور القلب؟
في تصريحات سابقة خاصةً لمصراوي، أكد فيها الشيخ أحمد خليل، من علماء الأزهر الشريف، أن كثيرًا من الناس يستغربون تأخّر استجابة الدعاء أو يشعرون بجفاف القلب وضعف الصلة بالله، دون أن ينتبهوا إلى أن السبب قد يكون ذنبًا خفيًّا يقترفونَه دون وعي، أو عادةً سيئة اعتادوها يصعب عليهم الإقلاع عنها.
وقال العالم الأزهري: أن العبد قد يُحرَم الخير والتوفيق، ويُغلق دونه باب الاستجابة، بسبب ذنبٍ بينه وبين الله، لا يراه الناس، لكنه يُطفئ نور القلب، ويمنع نزول الرحمة.
وأشار إلى أن من الذنوب الخفية التي قد تُذهب نور القلب وتمنع استجابة الدعاء وهي نظرة محرمة، تصفح محتويات إلكترونية تخالف شرع الله، الغيبة والنميمة، أكل المال الحرام.
واستشهد بقول الله-تعالى-في سورة الشوى:" وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ"، مؤكدًا أن المعاصي، وإن خفيت، لها آثار خطيرة على القلب والحياة والعلاقة مع الله.
ودعا خليل إلى مراجعة النفس ومحاسبتها بصدق، قائلاً: "ابدأ بالاستغفار بصدق، واقطع دابر الذنب فورًا، واطلب من الله الهداية والتوبة، فربنا كريم يقبل التائبين ويُطهّر قلوبهم.
وتابع: لا يوجد ذنب أعظم من رحمة الله، لكن الذنوب التي نستهين بها قد تكون سببًا في قسوة القلوب وانغلاق رحمة الله.
10 آداب مهمة لاستجابة الدعاء:
أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في منشور سابق له عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: أن ربنا- سبحانه وتعالى-حثنا على اللجوء إليه ودعائه في الشدة والرخاء، وأخبرنا بأنه سبحانه قريب مجيب، وطلب منا أن نكون مخلصين له في الدعاء وأن ندعوه خوفا وطمعا، وتضرعا وخفية، ودلنا على مفاتيح الدعاء وهي أسماؤه الحسنى، كل ذلك ورد إلينا عبر نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
واستشهد فضيلة المفتي السابق بقول تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ} ، وقوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} ،{وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ} ، وقوله سبحانه {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.
وأوضح جمعة، أن النبي ﷺ أخبرنا في سنته بأن الله سبحانه يستحيي أن يرد العبد خائبا بدعائه، وأن الدعاء من أكرم العبادات عليه سبحانه، وأنه تعالى يستجيب الدعاء، وأنه يحب أن يسأل، «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين».. [أبو داود]. وقال ﷺ: « ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء ».. [أحمد]، وقال ﷺ: « ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ».. [الحاكم]، وقال ﷺ: « سلوا الله تعالى من فضله, فإنه تعالى يحب أن يسأل, وأفضل العبادة انتظار الفرج ».. [الترمذي].
واستدل عضو هيئة كبار العلماء بقول الخطابي: «معنى الدعاء استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ. وحقيقته: إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرُّؤ من الحول والقوّة، وهو سمةُ العبودية، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عزَّ وجلَّ، وإضافة الجود والكرم إليه».. [شأن الدعاء]
وأكد جمعة أن للدعاء آدابا ينبغي للمسلم أن يتحلى بها ويتحرى إصابتها، وأوضح منها:
1- أن يكون مطعم المسلم ومسكنه وملبسه من حلال الرزق لا حرام فيه.
2- أن يتحرى المسلم الأزمان الفاضلة، والأماكن الفاضلة والأحوال الفاضلة في دعاءه فذلك أرجى للإجابة وأكثر بركة في الدعاء.
3- أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بالدعاء.
4- إخفات الصوت في الدعاء والاعتدال بين المخافتة والجهر.
5- لا يتكلف السجع، فلا يهتم بشكل الدعاء والموسيقى الصوتية فيه فهذا كل من الشكليات التي تذهب بحقيقة الدعاء.
6- أن يجزم المسلم في الدعاء ويوقن بالإجابة.
7- الإلحاح في الدعاء وتكراره ثلاثا.
8- من الآداب كذلك أن لا يستبطئ الإجابة، يقول قد دعوت فلم يستجب لي.
9- ومن الآداب أن يفتتح الدعاء بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ.
10- ومن الآداب كذلك جعل الثناء عليه سبحانه والصلاة عليه ﷺ في آخر الدعاء.
واشار جمعة إلى أن بعض الناس قد يتوهم التعارض بين نفاذ القدر والدعاء، فلا ينبغي للمسلم توهم التعارض بين نصوص الشرع الشريف، فالشرع جاء بحتمية الإيمان بالقدر، وجاء الحث على الدعاء، وذلك لأن الدعاء عبادة لها أثرها العظيم، والقضاء أحد أركان الإيمان.
وأكد فضيلة المفتي السابق أن النبي ﷺ لم يدع الدعاء قط، فكم رفعت محنة بالدعاء، وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابا كثيرة من الخير.
فإذا فهم المسلم عن الله تلك الدقائق وتحرى آداب الدعاء وصدق في اللجوء إلى الله، قبله الله واستجاب له دعاءه، نسأل الله أن يستجيب لنا وأن يقبلنا.
اقرأ ايضًا
هل رفع اليدين أثناء الدعاء ثم مسح الوجه بهما بعد انتهائه جائز أم بدعة؟.. الإفتاء توضح
ما هو أفضل وقت لصلاة قيام الليل وعدد ركعاتها؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)
ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها الرسولُ ﷺ؟.. علي جمعة ينصح
أمين الفتوى: التنقيب عن الآثار وبيعها وشراؤها أعمال محرمة شرعًا وكسبها خبيث