إعلان

"بدر الكبرى".. حيث أيد الله المسلمين بـ5 آلاف من الملائكة في رمضان

11:18 ص الأربعاء 22 مايو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هاني ضوه :

تعد غزوة بدر الكبرى إحدى أهم الغزوات في تاريخ الإسلام كونها أولى المعارك الفاصلة بين جيش المسلمين بقيادة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبين جيش المشركين من قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي، والتي انتهت بانتصار المسلمين رغم قلة عددهم وعدادهم وهو ما يعطي دروسًا كثيرة تجلت في هذه الغزوة المباركة.

وقعت غزوة بدر في مثل هذا اليوم 17 من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة النبوية المشرفة، وهي تسمى كذلك بمعركة الفرقان لأنها كانت مواجهة بين الحق والباطل، وخرج منها المسلمون بانتصار كبير ومغانم كثيرة رغم قلت عددهم، يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران: 123).

وفي هذا التقرير يستعرض مصراوي الأماكن التي شهدت هذه الغزوة المباركة والتي تسمت على اسم الموقع الذي قامت فيه المعركة بالقرب من بئر "بدر" .. حيث يبعد موقع غزوة بدر الكبرى عن المدينة المنورة حوالي 150 كلم تقريبًا، أي ما يعادل ساعة ونصف بالسيارة بسرعة 120 فهي تقع خارج المدينة المنورة لا داخلها. والمسافة التي سلكها الرسول ما بين المدينة وما بين قافلة قريش تقدّر بحواليّ (257) كيلو متراً.

وكان منطقة بئر بدر قديمًا عبارة عن أحد أسواق العرب وكان مركز تجمعهم للتبادل التجاري والمفاخرة وكان العرب يقصدونه كل عام، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بداية الأمر قد اختار مكانًا آخر للمعركة إلا أن أحد الصحابة الكرام وهو الحباب بن المنذر قد اقترح على النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أن يكون جيش المسلمن في مقدمة البئر لكي لا يشرب المشركين ويمنعوا عنهم الماء، وذلك إن لم يكن المكان الذي اختاره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحيًا من الله، فوافق رسول الله على اقتراح الحباب وكانت المعركة عند بئر بدر.

وفي منطقة بدر توجد أيضًا أماكن مهمة شهدت الإعداد للمعركة ومنها مسجد "العريش" وهو موجود حتى الآن، وهذا المسجد قد بني في مكان عريش "خيمة" النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي أدار منها غزوة بدر، حيث بُنيَ العريش للنبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله على تل مرتفع من الصخور يشرف على سهل بدر الذي وقعت فيه المعركة، وهو تل صغير يبلغ ارتفاعه عشرات الأمتار عن أرض المعركة.

ومن الأماكن المباركة كذلك في بدر "جبل الملائكة" هو الجبل الذي نزل فيه الملائكة لمساعدة جيش المسلمين في المعركة، وكانوا سببًا للانتصارهم، وعن ذلك يقول الله تعالى في سورة آل عمران: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾.

بدأت معركة الفرقان في بدر بمحاولة المسلمين اعتراضَ قافلة لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين.

كان عددُ المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملًا، وكان تعداد جيش قريش ألف رجل معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً.

تحرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر، ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل عشاءً أدنى ماء من مياه بدر، وهنا قام الحُبَاب بن المنذر كخبير عسكري وقال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة".

قال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم ـ قريش ـ فننزله ونغوّر ـ أي نُخَرِّب ـ ما وراءه من القُلُب، ثم نبني عليه حوضًا، فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لقد أشرت بالرأي".

فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش حتى أتى أقرب ماء من العدو، فنزل عليه شطر الليل، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من القلب.

حمي الوطيس واشتدّ القتال، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذ بالدعاء والابتهال إلى الله سبحانه أن ينصره حتّى سقط رداؤه عن كتفيه، ليردّه عليه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه ويخبره أنّ الله منجز ما وعده، ثمّ رفع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رأسه مبشراً أبي بكر بأنّ جبريل جاءه بخبر النصر، وأنزل الله جنده من الملائكة لتأييد المسلمين، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين.

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب العريش وهو يثب في الدرع ويقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) ( القمر : 45 )، ثم أخذ حَفْنَةً من الحَصْبَاء، فاستقبل بها قريشًا وقال: "شاهت الوجوه" ورمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه من تلك القبضة، وفي ذلك أنزل الله قوله تعالى في سورة الأنفال: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى).

وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار.

فيديو قد يعجبك: