إعلان

هل يجوز للمسلم السليم أن يفطر رمضان خوفًا من العدوى؟.. عاشور يفند الرأي الشرعي

08:43 م الإثنين 20 أبريل 2020

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سماح محمد:

يقدم الدكتور مجدي عاشور - المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية - سلسلة أطلق عليها "فتاوى النوازل"، للإجابة على التساؤلات التي تشغل الأذهان في ظل اجتياح فيروس كورونا المستجد للبلاد، ونشر سؤالًا تلقاه يقول: "هل يجوز للمسلم السليم أن يفطر رمضان ليظل حَلْقُهُ مبَلَّلًا بالماء لأنه يخاف من أن تنتقل إليه عدوى المرض المعدي؟".

فأجاب عاشور على السؤال، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، من خلال ثلاث نقاط شرح خلالها الوضع الشرعي بشكل مبسط، قائلاً:

أولا: إنّ الشريعة قائمة في الأساس على امتثال أمر الشارع الوارد في القرآن الكريم أو السُّنَّة النبوية الصحيحة.

ثانيا: في حالات الإنسان العادية يجب عليه أن يفعل ما كُلِّفَ به الجميع من خلال الشرع، وهو ما يسمى "العزيمة"، فإن اعتراه عذر معتبر عند أهل الشرع بناء على كلام أهل الاختصاص كالأطباء في الأمراض، فإنه ينتقل من حال العزيمة ويأخذ بمقابلها وهي "الرخصة"، وكلاهما مِن الشرع.

ثالثا: في مثل حالة الصيام هناك أحكام 3 لأسباب الرخصة: فإن كان السبب واقعا ويقينيًّا - بقول الأطباء - فيجب الأخذ بالرخصة حينئذٍ، وإن كان سبب الرخصة "العذر" مظنونًا، فكذلك يجب الأخذ بالرخصة حفاظًا على صحة الإنسان وحياته، وهاتان الحالتان هما ما جاء فيهما قوله تعالى فى الآية 184 من سورة البقرة: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وعملا بالقاعدة القرآنية الكُلِّيَّة بالآية 185 من سورة البقرة: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.

وزاد أنّ الحالة الثالثة يكون سبب الرخصة مُتَوَهَّمًا، يعني لا أساس له وغير صحيح عند المتخصصين من الأطباء، ففي هذه الحالة لا يجوز للإنسان أن يأخذ بالرخصة لفقدان محلها، بل يأخذ بأصل الشرع "العزيمة"، وهي هنا وجوب الصوم.

وختم عاشور حديثة موضحا خلاصة القول مما سبق، قائلا: إنه في مسألة صوم المريض يرجع الحكم الشرعي فيه إلى الأطباء، فإن رأوا أنّ في الصيام ضررًا على صحة المريض، وجب عليه الفطر والقضاء بعد ذلك لمن يستطيع، أو الفطر والفدية لمن لا يستطيع الصوم بعد ذلك، والخوف من المرض ليس بمرض في حالة الصيام بل هو وَهْمٌ زائد، ما دام لم يَقُلْ به الأطباء، ولذلك يجب الصوم على صاحب هذه الحالة، وعليه أن يرتاح بالُهُ بقول الأطباء المتخصصين في أن الصوم لِمَن ليس به عذر معتبر يُقَوِّي جهاز المناعة ويزيد الإنسان مقاومةً للأمراض.

فيديو قد يعجبك: