إعلان

من سماء "الأدب" إلى "اليقين".. رحلة "في مديح المحبة"- (تقرير)

11:05 ص الأحد 19 يونيو 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

رحلة يسير فيها بنو آدم من الميلاد إلى الممات، يفترقون في طرق ثلاثة، البعض تلهيه الدنيا بزينتها وتصرفه عن طريق النور، والطريق الثاني يسير فيه إناس يتخبطون بين طلب الدنيا والاستقامة، ولا يفلح إلا من يختار السير في رحاب الله ورسوله ويتخذ من حبهما رفيق أول في طريق لا يبتغي منه إلا رضا الله، فحبهما خمر من يذوق حلاوته لا يستطيع أن يفارقه، فيحيا عمره "في مديح المحبة".

وفي ظل الأيام المباركة التي تحياها الأمة الإسلامية اختار القائمون على المسرح القومي برئاسة لفنان يوسف إسماعيل، تقديم عمل يناسب أجواء شهر رمضان الكريم، مأخوذ عن خواطر إيمانية كتبها الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال في كتابه "ظل ممدود"، وتم تحويلها لأمسية تحمل عنوان "في مديح المحبة" يشارك في تقديمها الفنانة سوسن بدر، الفنان خالد الذهبي، الفنان بهاء ثروت، وفرقة "فراديس للإنشاد الديني" بقيادة المنشد صلاح عبدالحميد، ومن إخراج محمد الخولي.

افتتح العرض في 15 يونيو الجاري ومن المقرر استمراره لمدة أسبوعين دون إجازات، ويفتح المسرح القومي أبوابه لعشاق المحبة مجانا، فيستمعون على مدار ساعة لكلمات تصف رحلة يحكيها راوي عن طائر وعاشق، يغادرون الأرض صعودا إلى السموات السبع.

تبدأ رحلة العاشق والطائر بالصعود إلى سماء مكتوب على بابها "سماء الأدب" والتي يغرد سكانها في عذوبة ورقة، أما السماء الثانية فهي "سماء القلوب الدفيئة" ويبكي سكانها في خشوع ويبتسمون في رضا، وفي "سماء الحمد" يستمع الطائر والعاشق إلى موسيقى الروح "أحمده قبل أن يجيبك فيجيبك قبل أن تطلب"، ويسكن الشعر والنغم السماء الرابعة "سماء الجمال".

يستكمل الطائر رحلته مع العاشق فيصعدا معا إلى "سماء السؤال" وفيها "تمسهما الدهشة ويظل كل واحد ينظر للأخر"، فيردد صوت "التمسو الله في كل حب تجدوه"، وعندما يصلا لـ"سماء السعادة" يعلما أن علامات السعادة "أن يجعل الله طاقتك في الحب لا في محاربة الكراهية"، وفي الوقت الذي يصبح فيه كل أمر مستقر يتواجدا في "سماء اليقين".

"المحبة آبار عميقة مطموسة، انشغل عنها المنقبون والمغامرون بالنفط والذهب، وظلوا يشكون سوء الحظ"، "للحب سلم لا يصعده منافق، الحب هو نظر الله الدائم لخلقه، واللحظة هي سيف الله النافذ فينا ينقلنا فيها من دار إلى دار، أنا أحب.. إذا هو موجود" كلمات تدخل إلى القلب يغوص فيها المحب العاشق، فينسى معها ملذات الدنيا فيترك ما يترك من أجل العشق، ولا يعرف الوحدة، وكيف يعرفها والله جليس العشاق، وحتى يصل لنهاية الرحلة لابد أن يتزود قطاره بيقين المسافر.

يقول عبدالرحيم كمال في تصريح خاص لـ"مصراوي": "كتاب ظل ممدود كتاب في التصوف عن رحلة صوفيه في السماوات السبع رحلة في المحبة"، تفاصيل الرحلة نتعرف عليها من طائر وعاشق وراوي، مع فواصل موسيقية، ومن هذه العناصر تتكون أمسية "في مديح المحبة"، لافتا إلى ان الأمسية تمهيد لتقديم عرض مسرحي مكتمل الفترة المُقبلة.

وتابع عبدالرحيم "فلسفة الظل الممدود أن الطريق لله هو طريق المحبة يبدأ من الله وينتهي إلى الله".

وعن الأمسية أشارت الفنانة سوسن بدر في تصريح خاص لـ"مصراوي" إلى أنها تداعيات صوفية كتبها عبدالرحيم في كتاب، وعرضت عليه أن يقوموا بتقديمها كقراءة صوفية بعدما طلب منها القائمين على المسرح القومي المشاركة في عمل فني يليق بأجواء الشهر الكريم.

وأوضح الفنان بهاء ثروت في حديثه إلى "مصراوي" أن الأمسية طقس رمضاني صوفي ديني جميل من الصعب رفض المشاركة فيه، مضيفا "نقول معاني سامية تواكب الشهر الكريم، وعندما عُرضت عليّ سعدت جدا بها، خاصة وأن التجارب الدينية تجذبني إليها".

 

فيديو قد يعجبك: