إعلان

دفن صديقه وذكرى شقيقه ليست أولها.. كيف واجه محمد منير أحزانه بالغناء؟

01:18 م الأحد 17 يوليو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى حمزة:

"أنا لسه قادر فى الحزن أفرح"، واحدة من بين الأغاني التي حرص الفنان محمد منير، على تقديمها خلال الحفل الذي أحياه في الإسكندرية مساء الجمعة الماضية، وشهد مطالبته الجمهور بالدعاء من أجل صديقه الراحل الملحن والموزع الموسيقي الألماني رومان بونكا، قبل دخوله في نوبة بكاء عند غناء أغنية "أنا بعشق البحر".

الكينج الذي تجددت أحزانه على رفيق مشواره، وصديقه الراحل، واجه موقفا عصيبا، مساء الجمعة، إذ تزامن موعد الحفل، مع إقامة مراسم دفن صديقه الملحن والموزع الألماني رومان بونكا، في ألمانيا.

وزادت صعوبة الموقف، أن الحفل يعد الأول، الذي يقدمه الفنان محمد منير، بعد رحيل "بونكا" في ١٢ يونيو الماضي، إلى جانب كونه الأول أيضا الذي يقيمه "الكينج" في الإسكندرية، بعد غياب 12 عاما، إذ قدم في سبتمبر 2010، حفله السابق هناك، وسط أجواء حزينة أيضا، ومع ذلك افتتح الحفل وقتها. مغنيا لجمهوره ونفسه "غنوتك وسط الجموع تهز قلب الليل فرح، وتداوي جرح اللي انجرح".

ومع ما وجدته "دموع" منير، في حفل الإسكندرية، من تفاعل كبير لدى جمهوره ومحبيه، نرصد في التقرير التالي، كيف واجه الكينج، أصعب مواقف الحزن، ووقف مغنيا في حفلاته "اسكن بيوت الفرح آه ممكن، اسكن بيوت الحزن لا يمكن".

"دموع" الإسكندرية

تزامن موعد مراسم دفن "بونكا" في ألمانيا، مع توقيت صعود منير، إلى المسرح، لتقديم أغانيه في حفل الإسكندرية، لم يكن رغم قسوته، الحزن الوحيد، الذي تجدد داخل قلب "الكينج"، إذ شهد أخر حفلاته بها، وأقيم في نادي سموحة، في سبتمبر 2010، صعوده إلى المسرح أيضا، وهو يغالب دموعه، بسبب رحيل شقيقه الأوسط الخبير السياحي "فاروق أبا اليزيد"، الذي توفي قبل 4 أيام فقط من موعد الحفل.

وعلى غير عادته بدأ منير الحفل بغناء "علي صوتك بالغنا" التي اعتبرها الحاضرون تعبيرا صريحا منه عن مدى قوته في مواجهة أحزانه على وفاة شقيقه، لكنه لم يتمالك نفسه أثناء الأداء ليظهر جليا للحاضرين في صوته أثر البكاء الذي زاد حماس الجمهور لتحيته والتجاوب مع أدائه.

أحزن أغني

وفي ديسمبر 2006، ومع إقتراب موعد الحفل السنوي الذي اعتاد الكينج على تقديمه بدار الأوبرا، تلقى منير، صدمة وفاة شقيقه الأكبر "سمير"، إلا أنه بعد ساعات من إقامة مراسم العزاء بأسوان، عاد إلى القاهرة ليبرهن لعشاق مشروعه الموسيقي، انه ورغم حزنه لم يتخل عن دعوته "إزاى نسيب حزننا يرمي العسل ع المر".

الصخرة والقطار

وفي سبتمبر 2008، كان الحزن يخيم على مصر كلها بعد حادث سقوط صخرة الدويقة، وتصادف وقوعه قبل أيام من الحفل المقام في دار الأوبرا، وبعد اتفاقه مع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني تم تخصيص إيراده بالكامل للضحايا والمصابين.

وعندما صعد محمد منير إلى المسرح افتتح الليلة بأغنية "حدوتة مصرية"، وقال "كان لابد أن أعلن حدادي بطريقتي على (جو يوسف شاهين)، لو فات على وفاته شهور، فهي طريقتي الخاصة لإعلاني فقداني شخص عزيز على قلبي، الله يرحمك يا شاهين".

في صباح الجمعة 7 أغسطس 2017 عندما اصطدم قطارين بالإسكندرية، كان محمد منير يستعد للوقوف باليوم نفسه لإحياء الحفل المقام في جولف بورتو مارينا الساحل الشمالي، وبدأ الحفل بتقديم التعازي لأسر ضحايا حادث القطارين، والذي أرجع السبب في ذلك إلى الجهل، وغياب الضمير، مطالبًا بالدعاء والرحمة للضحايا وأن لا تتكرر تلك الحوادث مرة أخرى".

منير لم يكتف بتقديم العزاء لأسر ضحايا حادث محطة مصر، وقرر تخصيص نسبة من أرباح الحفل لصالح مستشفى أهل مصر للحروق، مؤسسة أهل مصر، وبنوك الدم لدعم المصابين.

لونها لون فرحة

في نوفمبر 2019 رفض محمد منير الإعتذار عن إحياء حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية، رغم معاناته وقتها من ألم القصور في مفصل الحوض، وكانت وقتها شقيقته تخضع للعلاج في الرعاية المركزة، بإحدى المستشفيات، وظهر للمرة الأولى جالسا على الكرسي بالحفل.

في ديسمبر 2019 كشف الفنان محمد منير عن طبيعة المرض الذي يعانيه بعد حفل أحياه في نادي هليوبوليس في مدينة الشروق، وقال إنه يُعاني قصورًا في مفصل الحوض وهو ما يتسبب له في آلام بظهره والمنطقة الخاصة بالحوض بشكل كامل فيضطر للجلوس على "كرسي" للاستراحة قليلًا ثم الوقوف مجددًا لممارسة نشاطاته.

وأضاف محمد منير: "أنا حصلي شيء بسيط بيحصل لأي لاعب كورة، وعمر المرض ده ما يوقفني عن الغناء وسعيد أن أكون معكم في أيّ حال أكون عليها".

الحل الوحيد للحزن

منير، خلال حواره مع الكاتب عمر طاهر، تحدث عن مواجهته الحزن بالغناء، وقال: "تخيل أنا يوم وفاة أمي الله يرحمها، نسيت نفسى، ومن الصبح مشغول، فدخلت الحمام، لقيت نفسى بحب الغنا، معرفش غنيت ايه، بس تداركت للحظة اني في حالة حزن، معرفش أغني، توقفت عن الغناء، لكن ما أجمل أن تختار المهنة، هي الإنسان كله، الإنسان لا يعشق إلا الفرحة، والفرحة مبتجيش إلا بالغنا".

وتابع منير "أحيانا الحزن بيهربني من النجاح، ومن الغناء، لكن حتى الحزن الحل الوحيد ليه، هو أنك تغني، أنا أديتك مثل بأمي وهي ميتة من أربع ساعات، مكنتش أملك سلاح غير إني أغني".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان