مختار مختار .. "المخ" المظلوم ضحية التحالفات (تحليل)

كتب - محمد يسري مرشد:

لو كان هناك إنصافاً فى الكرة المحلية لوصل هذا الرجل إلى القمة بفضل موهبته التى راحت ضحية التحالفات والمواءمات والحب والكره فى ناديه الأم واتحاد الكرة.

يعرف مختار مختار بين زملائه المدربين بأنه عبقري متمرس، اذا تواجد على أمامك على الدكة مهما كان اسم فريقه فأعلم جيداً أنك ستلاقي الأمرين أمامه يبدو لك شيخاً غارقاً فى المحلية ولو سرحت فى هذا الإحتمال ستستفيق على تعاليم أوروبية يقودها الشيخ صاحب "المخ" العبقري.

قال إيهاب جلال المدير الفنى السابق للزمالك والأسبق للمقاصة وإنبي لمصراوي فى وقت سابق أن نجم الأهلي السابق هو أفضل من واجههم من الخصوم، يبتكر ويهاجم ولا يبالي ويستخدم أفكار غير تقليدية ، ستبدو وأنك أمام مفاجأة كا Dreamed a Dream التى غنتها سوزان بويل ببرنامج المواهب البريطانية فى مواجهة مختار ولكن الحلم سيتحول لكابوس إذا لم تحترمه وتأخذ حذرك منه.

الطرق والتكتيك
مختار مختار من الأوائل الذى لعبوا بـ 4-4-2 و3-4-3 و3-5-2 عمل مساعداً لجوزيه ، وما يفعله يؤكد أنه المستفيد الأول من التواجد بجوار العبقري البرتغالي موسم 2001-2002 وليس البدري كما يعتقد البعض.

التكتيك، الإختراق من العمق والأطراف، يستلهم طريقة جاريث ساوثجيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي فى الكرات الثابتة ليسجل، أعاد نسخ الفكرة سريعا كازلاتكو داليتش فى نهائى المونديال ليثبت أنه متطور مطلع ويعي ما يختاره ليناسب فريقه دون موضة الخروج بالكرة من الخلف.

صانع النجوم
سأثبت لك أنه كالبرتغالي، هل تتذكر جوزيه وهو يصر على التعاقد مع بركات رغم انخفاض مستوي الأخير فى الخليج والأنباء التى أشارت إلى معاناته من إصابة مزمنة ؟ هل تتذكر رغبته فى التعاقد مع النحاس وهو فى النصر السعودي يعاني ؟ مختار فعلها ، مع محمد رجب وخالد قمر وكاسونجو وقبلهم علاء إبراهيم ، كل مهاجم يشرف على تدريبه مختار يعيده ويقدمه وينفض الغبار عنه ويضعه فى المقدمة دائماً، خالد قمر هداف الدور الثاني للدوري، علاء إبراهيم هداف الدوري وكاسونجو ينافس على هداف الدوري وعمر السعيد هداف الدور الأول من المصريين ، هذا هو مختار .

المغامرة
مختار لن يتراجع أمامك ، ربما سيشعرك بهذا ويستدرجك إليه ولكنه فى النهاية سينتفض ليلدغك، لدغ الأهلي فى كأس مصر ثم الزمالك في النهائى وتوج به، من يفتح أمام الملعب سيجده يهاجمه ويخترقه من الخلف ويحقق أمامه نتيجة ثقيله وهو تعرض له ميدو سابقاً وخسر برباعية، تجده يصنع من صانع ألعاب ظهير أيمن ولا يبالي ، لا يبالي حرفياً.

العين الخبيرة
محمد كوفي وزيكا جوري، من قبلهم روبرت أكوري مع الأهلي، كاسونجو وإيزي إيمكا وأخيرا وهاب عنان ووليام، مختار يملك فن "الاختيار" ويستطيع توظيف من يختارهم ويقدمهم بصورة جيدة، معظم تجاربه أكدت على هذا ربما لم يحالفه الحظ مرات ولكن نسبته مميزة فى الاختيار.

مميزات مختار تجعلك تتسائل : لماذا مدرب بهذه القدرات وينتمي للأهلي لم يحصل على فرصته؟ الإجابة العلاقات التى تتحكم فى الإختيار، حسام البدري كان يحظي بعلاقة مميزة وكان مدللاً لمجلس حسن حمدي ثم طاهر والخطيب، قاد الأهلي ثلاث مرات ووقف مختار ليشاهد، قال عدلي القيعي مدير التعاقدات بالأهلي على قناة النادي الأهلي ببرنامج ملك وكتابة إن إدارة الأحمر غفرت وتعاملت مع البدري بطريقة لم تتعامل بها مع أحد من قبله .

حتى مع مجلس طاهر لم يجد مختار مكاناً، مرة واحد استطلعوا رأيه واحترم تعاقده وقال فى وقتها إن مبادىء النادي الأهلي تمنعه من الإخلال بتعاقد والحنث بوعده حتى لو كان من يطلبه هو ناديه الأم والإدارة لم تحاول التدخل لحل ارتباط مختار، وكأنها كانت تنتظر رده لتغض الطرف عنه.

وعلى صعيد المنتخبات يؤمن اتحاد الكرة ورئيسه هاني أبو ريدة بسياسة الدور، شوقي غريب كالبدري فى الأهلي تجده ضيفاً دائماً على مائدة توزيع المدربين لتدريب المنتخبات رغم حصوله على ثلاثة فرص ، منتخب شباب وأوليمبي وأول ثم عاد للأوليمبي مرة أخري رغم أن نجاحه لم يتجاوز عام 2001 .