إعلان

أبطال اللعبة.. حكايات من منافسة "حريفة الفيفا" في مصر (صور)

10:13 م الأحد 06 مارس 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

أجواء حماسية، المباراة تجري أحداثها في غرفة مغلقة، يتجمع المشاهدون حول شاشات العرض الكبيرة، لأجل المتعة الخالصة أو لتشجيع رفاقه، اللاعبون يُديرون المباراة من أجهزة التحكم، يركلون بأيديهم الكرة فيسجلون أهدافًا تُصعدهم لمستويات أعلى، يتنافسون من أجل الحصول على لقب بطل اللعبة.

في السادسة مساء أمس السبت، انطلقت بطولة "فيفا" للحريفة والتي تنظمها مؤسسة "ريدبول". منذ فبراير الماضي بدأت التصفيات بين قرابة ألف لاعب من 6 محافظات مختلفة، من الدلتا، الصعيد، والعاصمة حتى تأهل 8 فرق للمرحلة النهائية أمس.

من إسكندرية صعد فريق "الريدز"، لأول مرة يخوض أصحابه تلك التجربة. من وراء الشاشة اعتاد ياسين محمد المشاركة في منافسات لعبة فيفا "أونلاين"، لكن حينما شاهد إعلان تلك البطولة، تشجع للخروج إلى العالم الواقعي واللعب وجهًا لوجه.

يقضي الشاب العشريني يوميًا قرابة سبع ساعات، وقبيل المشاركة في البطولة أخذ يتدرب أكثر برفقة أصدقائه الاثنين حسن محمد وبيشوي فايز "اختارنا بعض عشان نشارك، وبدأنا نرتب إيه الفرق اللي هنلعب بيها ونعرف نظامها أكثر".

وتُلعب البطولة على بلاي ستيشن 5 بنظام الفرق، إذ يلعب كل لاعب من الفريق مباراة واحدة فقط، ويتأهل الفريق الحاصل على 2 فوز متتاليين إلى المرحلة التالية حتى النهائي.

لم يعقد "الريدز" أمالًا كبيرة على مشاركته في البطولة، حضروا بروح الاستمتاع والتعرف أكثر على باقي اللاعبين، لكن مباراة تلي الأخرى حققوا الفوز حتى وصلوا إلى مرحلة نصف النهائي. الحماس يزداد أكثر والأمل بالفوز باللقب يعانق أحلامهما غير أن المباراة الحاسمة تُخرجهم من المنافسة.

بين الجمهور أخذت تتابع نورا محمد مُجريات التصفيات، تظهر بقناع وجه مميز يتعرف عليه مُحبو الألعاب الإلكترونية، إذ تشتهر بالظهور به منذ 4 سنوات خلال بث مباشر لها بينما تلعب بابجي.

دخلت نورا عالم اللعب منذ كانت في العاشرة من عُمرها، في البدء كانت تجاري شقيقها الأكبر وتشاركه في هوايته، لكنها لاحظت أن الأمر بداخلها أكبر من ذلك "اكتشفت أني بحب اللعب، سواء فيفا أو ألعاب قتالية".

على الحاسوب تجلس قرابة نصف اليوم تلعب دون أن تشعر بالوقت "بلعب حاجات مختلفة حتى فيفا، وبعد ظهور لعبة بابجي موبايل، كنت أول بنت في مصر تعمل بث حي وهي بتلعب". شاركت نورا في فعاليات مختلفة ومهرجانات للألعاب في مصر سواء كلاعبة أو منظمة، فيما جاءت أمس من أجل المشاهدة والاستمتاع بالتجربة.

لم يقتصر الحضور على اللاعبين ورفاقهم، بل تواجد عددًا من مشاهير كرة القدم مثل لاعب فريق المصري أحمد الشيخ، فضلًا عن عمرو نصوحي مقدم برنامج "صباحو كورة"، وصانع المحتوى محمود مهدي.

يتوزع المشاهدون على نطاقات مختلفة لمتابعة المباريات التي تُلعب بالتوازي بين الفرق، يجلس مروان سيد بجوار أصدقائه اللاعبين مُشجعًا خاصة أنها تجربتهم الأولى، يعرف مُحب لعبة فيفا الضغوطات المتواجدة في مثل تلك الفعاليات فينصح أصدقائه بضرورة التركيز في المباراة "وأنهم ميركزوش في أسماء اللاعيبة اللي هيقابلوها لأن أغلبهم مشهور وجامد في اللعبة".

منذ عام 2017 وبدأ مشوار مروان مع فيفا، شارك خلالها في فعاليات مختلفة وخلال أخر منافسة في العام السابق وصل إلى المرحلة نصف نهائية "حتى لو مكسبتش البطولة، كفاية الأجواء وأننا بنلعب الحاجة اللي بنحبها وبنقضي فيها وقت".

ويحصد الفريق الفائز بالمسابقة لقب بطل ريد بُل هاتريك، ويحضر مباراة لفريق كرة القدم أر بي لايبزيج الألماني.

على مدار حوالي خمس ساعات احتدمت المنافسة حتى وصلت إلى محطتها الأخيرة، يتأهل فريق الاتحاد من الإسكندرية لمُقابلة فريق "Occupy" من المنصورة. يتنافس الفريقان على لقب الأفضل في اللعبة، لحظات صمت، يتجمع الحضور أمام شاشة واحدة في انتظار اختيارات الفرق الكروية التي ستلعب النهائي، وما إن تنطلق صافرة المباراة الأولى يحل الترقب.

ينفعل الجمهور مع اللحظات المختلفة من المباراة، من خلف نافذة القاعة المنعقد بها البطولة يقف الأطفال الذين أنهوا تدريباتهم الكروية للتو، يحاولون متابعة التفاصيل من خلف الزجاج، وينهمكون مع مع المشاركين أيضًا كأنهم حاضرين الحدث، فيما يظل محمد وائل داخل تركيزه، لا يشتته شيئًا، اعتاد خلال اللعب أن يتوحد مع عالم اللعبة كأنما في مباراة حقيقة.

قبل أسبوعين من البطولة، حصد المركز الأول إفريقيًا كأفضل لاعب لـ"فيفا"، منح ذلك اللاعب صاحب الـ19 عامًا ثقة زيادة قبيل المجئ إلى بطولة ريد بُل هاتريك مع فريقه "Occupy" "كنت حاسس أننا هنوصل للنهائي"، ويلعب معه في الفريق ذاته محمد ربيع وعُمر عباسي.

تكون فريق "Occupy" قبل 8 أشهر، من وقتها ينافسون في بطولات مختلفة، يتناغمون في اللعب ويتعرفون أكثر على مميزاتهم. في المباراة الأولى من المرحلة النهائية يحصدون الفوز وسط تشجيع كبير من الصالة، لكن يعود فريق الاتحاد من الإسكندرية ليفوز بالمباراة الثانية فتظل الثالثة والأخيرة الحاسمة للقب.

يزداد انهماك وائل في المباراة أكثر، وكذلك رفاقه، ينفصلون عن أي صخب حولهما وينوون العودة إلى مدينتهما منتصرين وفي أيديهم لقب الأفضل، وهو ما يتحقق بعد مباراة درامية يحسموها في اللحظة الأخيرة، وما إن تنطلق صافرة نهاية المباراة، يغوص الجمع في حالة فرح كبيرة، بين الأحضان والأغاني الاحتفالية "فخور باللي وصلناله وأننا الأفضل".

فيديو قد يعجبك: