إعلان

طوارئ "مبارك".. موظفون يغيرون مسار عملهم بسبب "الجنازة"

12:26 م الأربعاء 26 فبراير 2020

محمد حسني مبارك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - شروق غنيم ورنا الجميعي:

بعد وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أمس، تم إعلان تنظيم جنازة عسكرية له، وتوالت الأخبار بعد ذلك عن مكان صلاة الجنازة التي ستخرج من مسجد المشير طنطاوي بمنطقة القاهرة الجديدة، فيما سيحضرها عدد كبير من الوفود الرسمية من دول العالم، لكن الحيرة تملّكت العاملين وطلبة الجامعات المتجهين إلى هناك، بسبب الأنباء المُنتشرة حول غلق مداخل ومخارج القاهرة الجديدة والطريق الدائري منذ التاسعة صباح اليوم.

من بين هؤلاء أحمد عبد الفتاح الذي استقبل مساء الأمس بريدًا من شركته، تبلغهم الإدارة بألا يأتوا إلى مقر العمل في حي المعادي و"إننا نشتغل كلنا من البيت بسبب جنازة مبارك"، فيما تركت الخيار مفتوحًا أيضًا لمن يريد الذهاب إلى المكان "بس أغلب الناس قررت متروحش لإن بيوتهم في مدينة نصر ومصر الجديدة".

خمسة أشخاص فقط ذهبوا إلى مقر العمل من ضمنهم عبدالفتاح "بس عامل ده بمزاجي عشان عندي حاجات لازم تخلص من المكتب، واللي جه النهاردة ناس ساكنة في فيصل والجيزة، ففيه مترو مثلًا يقدروا ياخدوه لو الدنيا قفّلت"، لكنه غيّر خطة عمله اليومية كونه يستقل طريق الدائري من فيصل حتى المعادي "بنزل شغلي الساعة تسعة ونص الصبح في أي يوم طبيعي، لكن النهاردة نزلت من 7 عشان الدائري هيتقفل".

اعتاد عبدالفتاح تعامل شركته في هذا الأمر، إذا حدث أي طوارئ ترسل فورًا بريدًا لتُجيز لهم العمل من المنزل "أول إمبارح ده حصل معانا بسبب المطر مثلًا". داخل المكتب يقضي الشاب ساعات عمله الثمانية، من المفترض أن تنتهي في الرابعة عصرًا لكنه لا يعلم سبيل العودة "لو لسه الجنازة مخلصتش أو الدنيا واقفة ممكن أستنى شوية في الشغل".

كذلك حلّت حيرة كبيرة على يُمنى المقيدم حينما علمت بخبر غلق المداخل والمخارج، على إحدى المجموعات المشتركة فيها برفقة زملائها من الجامعة الأمريكية على الفيسبوك، تفاجئت خاصة أنها تحمل همّ التجربة المعملية التي اجتهدت فيها الأيام الماضية "والنهاردة يوم مهم لو مكنتش روحت كانت هتبوظ".

كانت يمنى تنوي الذهاب في العاشرة صباحًا لكنها عدّلت قرارها، وذهبت في الصباح الباكر بسيارة "أوبر"، رغم قلقها بسبب سعر الرحلة المبالغ فيه يوم الإثنين الماضي "بسبب الأمطار يومها علي سعره وكنت خايفة أطلبه ألاقيه غالي بردو النهاردة"، خاصة أن يمنى علقت داخل الجامعة الأمريكية خلال يوم الأمطار حتى الثانية صباحًا.

أما إيمان عصام فقد اضطرت إلى تبكير موعدها أيضًا، لديها عددا من المحاضرات داخل كلية الهندسة بالكلية الكندية الدولية لا يُمكن تفويتها "أنا ومجموعة صحابي قررنا نروح، عندنا محاضرات طول اليوم".

علمت إيمان عن خبر غلق الطرق عبر صفحة الكلية، التي أبلغتهم في التاسعة مساء أمس، عدد كبير من الطلبة تفاجأ بالخبر "وفيه ناس قررت متروحش"، لكنّ طالبة الهندسة نزلت من بيتها في الجيزة منذ السابعة صباحًا حتى تلحق بأتوبيس الجامعة، وأخذت طريقها عبر الدائري بعدما تداول البعد أنباء عن إغلاقه.

تُحاول ايمان ألا تفكر في كيفية العودة منذ الآن، حيث تنتهي مُحاضراتها في الرابعة عصرًا، فيما تتمنى أن يتم فتح الطرق في ذلك التوقيت "بقول يارب نعرف نروح بيوتنا بسهولة".

وتوترت سارة جمال من كمّ الأخبار التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أنها تعمل في "شيفت" مدته اثنى عشر ساعة، منذ التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً "أنا روحت بدري شوية بس وكدا كدا هخلص الشيفت متأخر ومش هحس بمشكلة الطرق دي"، لكنّها قابلت مشكلة أخرى مع وجود معلومة تقول بأن العزاء يوم الجمعة بعد صلاة المغرب في مسجد المشير أيضًا، ولديها "شيفت" آخر في ذلك اليوم ولا يحتمل إلغاءه "أنا اللي بشيل الشيفت لوحدي"، وحتى الآن لا تعلم ماذا ستفعل ذلك اليوم.

فيما لم يكن هناك بُد بالنسبة للمحامي حماس محمد من الذهاب للعمل، فمهمة عمله على بُعد 6 كم من مسجد المشير طنطاوي، داخل محكمة القاهرة الابتدائية تنتظره جلسة مصيرية لا يجوز تفويتها "لو مروحتش هخسرها، ومن أول ما عرفت موضوع الجنازة وقررت إني لازم أبقى هناك في المحكمة من الصبح بدري جدًا".

1

قبل أن تباشر المحكمة عملها في التاسعة صباحًا، تواجد حماس أمام المكان "يعني رايح قبل مواعيد العمل الرسمية، بس مفيش حل غير كدة لإن اتقال الطريق هيتقفل من 9 الصبح". من منزله تحرك حماس في السابعة صباح اليوم الأربعاء، استقل سيارة "ميكروباص"، وفي تمام الثامنة وصل المحامي الشاب الذي قضى نحو أربع سنوات بين أروقة المحاكم.

أمام المحامي الشاب جلسة تم تحديد موعدها منذ 12 فبراير الماضي، لا يعلم متى ستنتهي "ممكن تاخد نص ساعة أو ساعة"، لكنه لا يعبأ كثيرًا بذلك مادام نجح في الوصول إلى المكان قبيل غلق مداخل القاهرة الجديدة استعدادًا لجنازة مبارك "مبفكرش هروّح إزاي، حتى لو اتزنقت هنا لبليل".

قبل معرفة أمر الجنازة، كان الشاب سيُنهي مشواره داخل المحكمة في التجمع الخامس ثم يعود لأعمال إدارية في مدينة نصر "لكن لغيتها طبعًا عشان مش عارف الرجوع إمتى، أنت وحظك بقى الجنازة هتخلص إمتى".

يحكي المحامي الشاب أن الأعمال الإدارية من الممكن تأجيلها عكس الجلسات، هذا ما اتبعه المحامي أحمد هلال، الذي يعمل في هذا المجال منذ 5 سنوات "كنت المفروض أروح محكمة التجمع النهاردة الصبح عشان أسلم ورق قضية خُلع للمُحضرين هناك، بس أما عرفت موضوع الجنازة أجلت طبعًا"، أمامه مُهلة لتقديم تلك الأوراق قبيل الجلسة المحددة في شهر مايو المقبل "عشان كدة قررت أغير جدولي وبدل ما أروح التجمع، أروح مجلس الدولة أخلص شغل هناك"؛ إذ لا يبعد عن مكان سكنه "كدة أحسن لي عشان مبقاش في توتر وقلق، ولو الطريق حتى واقف همشيها عشر دقايق مش مشكلة".

فيديو قد يعجبك: