إعلان

"لسانك حصانك".. التنمّر دفع أحمد وكريم لكراهية المدرسة

02:42 م الإثنين 10 سبتمبر 2018

اول يوم دراسى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-محمد زكريا ودعاء الفولي:

في سنوات التعليم الاساسي، عانى أحمد المحلاوي صنوفًا من التنمر، كان الطلاب يتحاشونه في الفصل، يعيرونه أسماءً يكرهها، حتى أنهم وصفوه بالمعتوه في أحيان كثيرة، لا لشيء، إلا لكون الكلمات تخرج منه سريعة متلعثمة، وتلك هي طبيعته، ولا ذنب له في ذلك.

"لدغة"

في حرف الشين، جرّت على المحلاوي متاعب أيضًا، كان الحديث يبدأ عاديًا مع أحد زملائه، وما أن يخرج عن لدغته رذاذ من فمه، حتى يتهكم عليه زميله، ليُضحك كل ما في الفصل عليه، كان هذا سببًا كافيًا بأن يتخذ الطفل قرارًا بتقليل صداقاته في المدرسة بسبب التنمّر المستمر ضده.

تعرّف منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) التنمّر على أنه أحد أشكال السلوك العدواني أو الإيذاء تجاه شخص بشكل متكرر ومتعمّد.

في عامه الخامس من الابتدائية، خُلع الحذاء من قدم المحلاوي داخل الفصل بالخطأ، وقف الطفل على قدم واحدة ليُعيدها إلى الأخرى، لكن اختل توازنه بغتة، هذا جلب ضحكات أصدقاءه، سخروا منه، حتى أنهم أبلغوا أحد المدرسين بأن "أحمد بيرقص في الفصل"، هذا دفع المُعلم لنهره بشدة، نفس الجملة كرروها على مسامع والد المحلاوي وهو يصحبه إلى البيت، كان هذا كفيلًا بأن يسير يومه نحو الأسوأ، لا يزال يتذكر اليوم بتفاصيله كاملة، لكن لا يتذكر كام مرة خرج باكيًا من مدرسته الابتدائية.

لا يزال سماع صاحب الـ34 عامًا للفظ المدرسة، يُثير في نفس ابن محافظة القليوبية شيء من القلق، تسترجع ذاكرته مشهده وحيدًا في حصص الفسحة، يتذكر نفسه منطويًا على نفسه وأمام وجه ضحكات أصدقائه، حتى رغم مرور أكثر من 20 سنة على أيام الدراسة، ما يزال لا يُفضل أي تجمع من الناس "لما بلاقي ناس بتضحك جنبي على القهوة بحس إنهم بيضحكوا عليا.. فجأة أحس بضيق في التنفس".

لم يكن الطبيب كريم إبراهيم يُعاني من أزمة في الحديث، لكن لهجته الريفية جلبت له السخرية أحيانا.

لم يخجل إبراهيم يوما من لهجته، وُلد الطبيب الثلاثيني في إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، لكن الشاب الذي اعتاد أن يكون "شقي وبسأل كتير" كان ينزعج من زملائه بالمدرسة القريبة من مركز المحافظة.

"لهجتك فلاحي كدة ليه.. بتتكلم كتير ليه؟".. جمل عديدة سمعها الشاب من أصدقائه "بعضها بهزار والتاني بجد"، لكنه ابتلعها لئلا يخسر صداقة أحد.

لم تكن مشكلة إبراهيم مع الحديث فقط "اسم عيلتنا مكنش عاجب زمايلي فكانوا بيتريقوا عليه". في مدرسته كان التنمّر لا مفر منه "لازم يطلع فيك حاجة غلط وتلزق فيك وتبقى صفتك"، ظلت السخرية لصيقة بالطبيب حتى دخل الجامعة "اللي رحمني ساعتها كان إن معظمنا أقاليم بس مكنتش
بسلم من كلمة فلاح برضو"، اختفت لهجة إبراهيم مع الوقت "بس الأذى النفسي اللي باقي من وقت الدراسة لسة في دماغي".

تابع موضوعات الملف:

بعد محاولته الانتحار.. مصطفى يقود مبادرة ضد التنمر في المدارس

1

التنمّر على كل شكل ولون.. ذكريات المدرسة "مش وردية"

2

حقائق حول التنمّر (فيديو جراف)

3

"إنتوا جايين بلدنا ليه؟".. سوري وسوداني يواجهان التنمّر داخل المدارس المصرية

4

"انتوا بنات ملجأ".. حكاية 3 فتيات عانين من التنمّر

5

حائط صد.. الأهالي ساندوا أولادهم لمقاومة العنصرية في المدارس

6

"كنت متنمرًا".. نورهان أوشكت على الوقوع في فخ الأذى

7

روشتة "إخصائي اجتماعي مثالي" لمواجهة الأذى النفسي في المدارس

8

مواجهة "فريدة".. حكاية طالبة تغلبت على التنمر واستقبلت رسالة اعتذار

9

"الحل عند الآباء".. كيف نتعامل مع الطفل المتنمّر؟

10

بعد حملة "التعليم".. قصص "التنمر" ضد مسيحيين في المدارس

2018_9_10_21_15_3_642

فيديو قد يعجبك: