إعلان

"كنت متنمرًا".. نورهان أوشكت على الوقوع في فخ الأذى

08:52 م الأحد 09 سبتمبر 2018

التنمر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

اعتادت أن تحتل مركز القائد بين أصدقائها، ذات صوت عالي ومصدر المرح والشقاوة والجرأة خلاف رفاقها الصغار. كان الأمر بالنسبة لها كطفلة "هزار"، تَلقي بالكلمات الثقيلة الوقع على مَن تعرف ثم تضحك "شعرك عامل كده ليه.. إيه خطك الغريب ده".

لم تجد نورهان وليد حرجًا من استمرار السخرية من صديقاتها في المدرسة، كانت تفعل ذلك مع مَن تعرف فقط دون الغرباء "مكنتش أعرف أن ممكن الكلام يضايق حد أو ميتقبلوش أو يفضل يفكر فيه". أوشكت نورهان أن تقع في فخ التنمر وهي طفلة إلى أن حدث ما بدل الأمور.

كانت نورهان في الرابعة عشر من عمرها، حين طال الحديث في إحدى حصص الصف الإعدادي، تتذكر أنها شعرت بالملل حتى حدثت نفسها بصوت مرتفع دون أن تشعر وقالت "يارب النور يقطع"، وتصادف أنه لم تمر حينها سوى دقائق حتى فصلت الكهرباء عن جهاز الكمبيوتر الخاص بالمدرس، فعم الضحك بين زملائها وأخذوا يقذفونها بالسخرية "يا بومة.. إيه عنيكي دي".

في ذلك اليوم شعرت نورهان كيف يمكن لوقع كلمة أن يكون كرصاصة تصيب دون القتل. حدثت نفسها "إيه ده الموضوع بيوجع أوي"، وأخذت تستعيد ما كانت تفعل، تذكرت رفيقة لها تجمعهما صداقة 10 سنوات، كم سخرت من بشرتها السمراء وجسدها النحيف حتى اضطرت كثيرًا لخصامها.

لم تكن نورهان من النوع المتمادي، الذي لا يعبأ "لما واحدة صاحبتي تضايق لدرجة أنها متكلمنيش ومش قادرة تتعامل مع ده كان بالنسبة لي أكبر عقاب"، كانت تتراجع لكن دون أن تعرف السبب الفعلي لضيقهم، لكن منذ الموقف الذي وقع معها وصارت تلتفت أكثر حتى وصلت للنقطة الفاصلة بعدما تعرضت بالفعل للتنمر من قِبل صديقة لها.

زاد وزن نورهان في ذلك العام فأخذت صديقة لها تداوم السخرية منها، أُضيف على ذلك تعليقها على أسنانها غير المستوية "كانت تقول لي لما أشوف سنانك بحس أني عايزة امسكهم أعدلهم"، لم تكن لدى نورهان مشكلة مع أي مما تتعرض له صديقتها بالقول، لذلك كان يشتد بها الضيق، إلى أن قررت قطع الحديث مع تلك الصديقة، التي تصفها بالطيبة لكن يعيبها حديثها "بقى في حاجز. بقيت اتجنب اتعامل معاها قدام الناس لأني خايفة تقول حاجة تحرجني قدام ناس معرفهاش".

وجدت أن السبب الذي كرهته في صديقتها، كان ذاته ما دفع إحدى رفيقاتها لقطع الحديث معها فترة من الوقت، لهذا منذ عمر الرابعة عشر عامًا وتوقفت نورهان عن التعامل ذاته طيلة سنوات عمرها.

بلغت نورهان 18 عامًا، فيما مضت 4 أعوام منذ توقفت عن مرحلة تصفها بـ"شبه التنمر". صارت الفتاة أكثر وعيًا بشأن تلك الحالة التي يمارس بعض الطلاب على رفاقهم، لم تعد تقلل منها بعدما عرفت أن بإمكانها أن تدفع بعضهم للانتحار، ولا تقيس الأمور على نفسها كما كانت تفعل، فيما لا تستطع أن تمنع عن نفسها الخوف من خوض تجربة التنمر في الجامعة التي أوشكت أن تقبل عليها.

تابع موضوعات الملف:

بعد محاولته الانتحار.. مصطفى يقود مبادرة ضد التنمر في المدارس

1

التنمّر على كل شكل ولون.. ذكريات المدرسة "مش وردية"

2

حقائق حول التنمّر (فيديو جراف)

3

"إنتوا جايين بلدنا ليه؟".. سوري وسوداني يواجهان التنمّر داخل المدارس المصرية

4

"انتوا بنات ملجأ".. حكاية 3 فتيات عانين من التنمّر

5

حائط صد.. الأهالي ساندوا أولادهم لمقاومة العنصرية في المدارس

6

روشتة "إخصائي اجتماعي مثالي" لمواجهة الأذى النفسي في المدارس

8

مواجهة "فريدة".. حكاية طالبة تغلبت على التنمر واستقبلت رسالة اعتذار

9

"الحل عند الآباء".. كيف نتعامل مع الطفل المتنمّر؟

10

"لسانك حصانك".. التنمّر دفع أحمد وكريم لكراهية المدرسة

11

بعد حملة "التعليم".. قصص "التنمر" ضد مسيحيين في المدارس

2018_9_10_21_15_3_642

فيديو قد يعجبك: