إعلان

من أجل التعايش.. فاطمة تصطحب ولديها لمقابلة اللاجئين بحديقة الأسماك

05:17 م الثلاثاء 26 يونيو 2018

فاطمة و والديها لمقابلة اللاجئين بحديقة الأسماك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي وشروق غنيم:

بينما هم في الطريق إلى حديقة الأسماك، سأل ياسين ذو الـ6 سنوات والدته عن سبب ذهابهم، لترد "رايحين نقابل ناس جديدة، مختلفين عننا، ونتعرف عليهم".

ص  1

تزامنا مع اليوم العالمي للاجئين، أقامت هيئة الأمم المتحدة ومنظمي "تير دي زوم" فعاليات مختلفة داخل الحديقة القابعة بمنطقة الزمالك، بالقاهرة، السبت الماضي، حيث تنوعت الأنشطة بين الغناء وبيع المأكولات الخاصة بالبلدان المختلفة، إضافة إلى التعريف بالمنظمات الراعية للحدث.

الأطفال كان لهم نصيب الأسد من السعادة؛ لذلك لم تكن فاطمة طهطاوي لتفوت فرصة اصطحاب ولديها ياسين وآدم للحدث "كنت عايزاهم يعرفوا إننا مش عايشين لوحدنا في العالم، وإن الحياة مش ماما والمدرسة وصحابنا بس".

ص  2 copy

منذ عدة سنوات تعمل فاطمة كمعالجة نفسية للأشخاص الذين مروا بأزمات حياتية "منهم كتير لاجئين بيعانوا من كرب ما بعد الصدمات بسبب الحروب"، تلك التجارب أعطت الأم خبرة عن طبيعة ما يمر به من تركوا بلدانهم، وكيف تبدو الغُربة أسوأ حينما يُطرد الشخص من وطنه.

حينما دلف ياسين وآدم الحديقة "استغربوا من الحالة جدا"، كانت عين الطفلين تجيء وتذهب مع الموجودين "كانت أول مرة يشوفوا ناس لونهم مختلف عننا"، شعرت الأم بانكماش الصغيرين لوهلة "بس لما لقوني بروح أتصور مع ناس من كل الجنسيات وفرحانين الحاجز اتكسر".

ص 3

داخل الحديقة القديمة، كانت أعلام وثقافات البلدان المختلفة ترفرف، هذا من سوريا، آخر من إريتريا، ثالث من جنوب إفريقيا ورابع من اليمن؛ خليط من الأفكار واللهجات، اجتمعت كلها على المرح وتبادل الأفكار والأحاديث، ومحاولة نسيان الحروب ولو بصورة مؤقتة.

لم يكن الصغيران فقط من تأثرا بالمكان، ففاطمة أيضا قابلت أشخاصا جدد خارج إطار عملها، حاولت استغلال تلك الفرصة في التعرف عليهم عن قُرب وفهم ظروفهم "بقيت أسأل السوريين مثلا، إنتوا إزاي عايشين هنا في ظل الحالة المادية الصعبة"، فيما أعجبها تفاعل المصريين داخل الحدث "الناس كانت مندمجة جدا، وعلى عكس ما بيتقال أحيانا مكانش فيه أي عنصرية ضد أي حد من دول تانية".

ص  4 copy

تؤمن المعالجة النفسية أن تقبل الآخر هو مفتاح السلام "ولادي لو متقبلين اللي مختلف عنهم في اللون هيتقبلوا الستات وهيتقبلوا الأديان التانية وهكذا وكذلك العالم كله"، لكن اليوم لم يسلم من أسئلة مرحة من الطفلين "سألوني عن الريش اللي الناس معلقاه على دماغهم وليه لبسهم ملون كدة"، في سعادة أخذت الأم تُجيب عن أسئلتهما، فيما قال لها أحدهما "أومال ليه في كارتون توم وجيري بيجيبوا الناس السُمر وحشين وبياكلوا الناس؟"، لترد سريعا "الكارتون غلط، بدليل إن الناس اللي قابلناهم انهاردة كلهم حلوين".

فيديو قد يعجبك: