إعلان

نهاية الرحلة.. ضحايا "أتوبيس المريوطية" كانوا في طريقهم إلى المطار

10:38 م الجمعة 28 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد:
تصوير – فريد قطب:

لم يكن مساءً عادياً لـ سمير السيد على كافة المستويات، كان المحاسب في شركة تروجلز ترافيل للنقل السياحي رفقة زوجته، التي ألمّ بها بعض التعب أثناء زيارتهم العائلية لوالدتها القاطنة في منطقة المنيب، ذلك قبل أن يغادرها لتفقد الخبر الذي علم به عن تفجير إحدى حافلات شركة النقل التي يعمل بها في منطقة الهرم.

في غضون السادسة مساءًا؛ رنّ هاتف السيد، إذا بصاحب شركة سياحة يعرفه يسأل "إيه الأتوبيس 33 اللي شغال في الهرم". يعرف العاملين في شركات النقل الحافلات بعدد مقاعدها، فأجاب المحاسب أن "الأتوبيس رقم 6213 هو اللي موجود في الهرم"، استزاد المتصل بالتفاصيل "الأتوبيس ده شوفته متفجر وواقف على جنب"، ظنّ صاحب الواحد والثلاثين ربيعًا أنه مزاح، ليغلق الهاتف ويتواصل مع صاحب الشركة، الذي طالبه بالتحرك نحو المكان.

من المنيب إلى الطريق الدائري، تحديدًا قبل مطلع الكوبري. تواجد "السيد" في مكان الحادث بعد نحو ربع الساعة، أبصر المحاسب المشهد؛ الحافلة مدمرة وخالية، بعدما تولى الإسعاف نقل الركاب، الذين كانوا كما سجل في دفاتر الحجز بالشركة "18 سائح فيتنامي و2 مرافقين أحدهما السائق والآخر المرشد السياحي"، لهذا خصصت شركة النقل الحافلة ذات المقاعد الـ33.

قبل نصف ساعة من خبر الواقعة، أجرى "السيد" اتصالاً هاتفياً مع سائق الحافلة، رجل في الثانية والأربعين من العمر، يدعى نور الدين محمد، يعمل في الشركة منذ ثلاثة أشهر، كان يخبره بشأن رحلته غدًا "كان المفترض يسافر الإسكندرية بكرة الصبح"، وذلك بعد أن ينهي رحلته مع الفوج السياحي الفيتنامي على مدار اليوم، والذي كان مساره كالآتي:

"من الثامنة والنصف صباحًا تواجد نور الدين في مطار القاهرة لاستقبال السائحين القادمين من الأقصر، لتبدأ الجولة في القلعة، ثم تناول الغداء في المطعم الصيني في منطقة مشعل بالهرم، ثم الذهاب إلى أحد البازارات القريبة من منطقة الأهرامات ويدعى "جولدن جيت"، لتنتهي الرحلة في منطقة خان الخليلي ومنها إلى مطار القاهرة مرة ثانية لاستقلال رحلة العودة إلىفيتنام على متن الطائرة المقلعة في التاسعة والنصف مساءًا كما يقول محاسب شركة تروجلز ترافيل".

ثلاث ساعات فقط فصلت بين السائحين الفيتناميين وعودتهم التي لم تتم وتوقفت قبل الذهاب إلى منطقة خان الخليلي السياحية. يقول السيد إن شركة تروجلز ترافيل اختصت بنقل الزائرين اليوم فقط ولم تصحبهم منذ وصولهم إلى مصر في الثالث والعشرين من ديسمبر الجاري، فيما أعدت شركة باسبورت ترافيل للجولة منذ البداية.

لم يتوقع السيد أن يصبح جزءًا من الحدث، منذ عمل في شركة النقل السياحي عام 2014 وما انتاب أي من العاملين الخوف إزاء نقل السائحين خاصة القادمين من شرق آسيا، والذي يبدأ مع فصل الشتاء، لكن اليوم اهتز الرجل فأصبح مُسجلاً في دفاتره أن الحافلة رقم 6213 خرجت ولم تتم رحلتها.

فيديو قد يعجبك: