إعلان

رد فعل عنيف للبوذيين ضد الخوف من ''جهاد الحب'' لمسلمي ميانمار

08:54 م الأحد 29 يونيو 2014

رد فعل عنيف للبوذيين ضد الخوف من ''جهاد الحب'' لمس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

يانجون - (د ب أ):

تمارس عائلة سوزي حرية اعتناق الأديان منذ عقود، حيث تضم عائلتها مسلمين وبوذيين بل إنها حتى تضم فردا مسيحيا في الوقت الحالي.

وتقول سوزي: ''ليس لدينا مشكلة مع الديانات المختلفة. يمكنك أن تعتنق أي ديانة تريد''، بينما كانت تساعد حماتها على قراءة القرآن الكريم في الشقة الصغيرة التي يقطنونها في وسط يانجون العاصمة السابقة وأكبر مدينة في ميانمار.

وظلت سوزي، التي ولدت لأبوين مسلمين، تعتنق الدين الإسلامي إلى ان تحولت إلى البوذية في العشرين من عمرها عندما تزوجت.

وتتذكر مديرة المدرسة الثانوية البالغة من العمر 51 عاما قائلة: ''لم يرد والداي في ذلك الوقت حتى مجرد رؤيتي، لكن كان كل شيء قد أصبح على ما يرام بعد بضعة أشهر''.

وكان زوجها الراحل أحد ثلاثة أبناء لرجل بوذي وزوجه مسلمة.

وتضيف: ''أحب هذا النوع من الأسرة كثيرا ولقد قررت ان أواصل ممارسة هذه الطريقة مع أولادي''.

يذكر أن ابنة سوزي مسلمة، في حين أن اثنين من أبنائها يدينون بالبوذية وتزوج أحدهما مسيحية مؤخرا .

وتصر سوزي على أنه ''ليس هناك حاجة لأحد لان يتحول عن دينه''.

ويعتبر هذا النوع من التسامح والتنوع مهددا الآن بسبب الحركات المعادية للمسلمين بين البوذيين المتطرفين بقيادة رهبان ناشطين في هذه الحركات.

وتوترت العلاقات منذ وقوع سلسلة من الاشتباكات الطائفية العنيفة في ولاية راخين بغربي البلاد لتمتد لاحقا إلى المناطق الشرقية والوسطى من البلاد والتي خلفت أكثر من 200 قتيل وحرق مئات من المنازل والمحلات التجارية منذ عام 2012.

ويشكل البوذيون نحو 80 في المئة من سكان ميانمار، واشتعلت كراهية الأجانب مؤخرا بسبب مخاوف مفادها أن نفوذ المسلمين آخذ في التنامي.

وتعمل ''ما با ثا'' - منظمة لحماية العرق والدين والمعتقد - والتي هي عبارة عن مجموعة من كبار الرهبان الذين يضغطون على حكومة الرئيس ثين سين لاستصدار تشريعات تحظر الزواج بين الأديان والتحول عن الدين.

وقال الراهب ويراثو، الزعيم المتشدد لحركة 969 التي تدعو لعدم التسامح وتحث على مقاطعة شركات المسلمين:'' نحن بحاجة لحماية نسائنا البوذيات من جهاد الحب الذي يقوم به المسلمون''.

وأضاف ان هناك حاجة لتشريع حكومي لأن البوذية لا يوجد بها قيود مفروضة على الزيجات المختلطة و لا تتطلب تحول أحد الزوجين لدين الاخر على عكس الإسلام.

ووفقا لآخر إحصاء أجري في عام 1983، كان المسلمون يشكلون أقل من 10 في المئة من سكان ميانمار الذين يقدر عددهم بنحو 60 مليون شخص. لكن العديد من الناس يعتقدون أن أعداد المسلمين قد زادت بكثير عن تلك النسبة على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وقالت منظمة ''ما با ثا'' إنها ستقدم اربعة ملايين توقيع لدعم التشريع المقترح إلى البرلمان قريبا.

وتضيف أن هدفها الرئيسي هو أن تجعل الدولة تمنع النساء البوذيات من الزواج من رجال مسلمين واعتناق الإسلام.

ورفض وانا شوي، رئيس المجلس الديني الإسلامي لميانمار في يانجون، التشريع المقترح واصفا إياه بانه مثير للانقسام وينطوي على مخاطر محتملة.

واضاف: ''جميع الأديان، بما في ذلك البوذيون الطيبون، تعارض هذه القوانين. ستصبح ميانمار أكثر انقساما بين أناس من مختلف الأديان إذا تم سن تلك القوانين''.

وتدخلت الأمم المتحدة يوم الاثنين قائلة إن القانون المقترح ''يبدو وانه منحاز لمصلحة فريق واحد بعينه ويروج ببساطة لنشر التحريض على الكراهية العنصرية والدينية'' .

وقال هاينر بيليفيلدت مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية الدين: ''تدخلات الدولة في حق تغيير الدين أو المعتقد الخاص بالشخص هي في حد ذاتها غير شرعية وتتعارض مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان''.

وقالت سوزي انها ترغب في الاستمرار في ممارسة حرية الدين في الأسرة.

وتابعت: ''أريد أن يتمتع أحفادي بنفس الحريات كما تمتعنا نحن بها''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان