إعلان

''المجمع العلمي''.. حريق التهم ''ذاكرة وطن'' و''قلب عاّلم''

01:31 م الثلاثاء 25 ديسمبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:
 
هل فكرت يوما في فقدان ذاكرتك ؟، تخيل كيف ستتلعثم في الأسماء، في الأماكن، في تذكرك للأحداث والذكريات السابقة، بالتأكيد شعور بشع مؤلم، لكنه هو بالفعل ما حدث منذ عام مضي بـ"حريق المجمع العلمي" بالقاهرة، والذي أزاده ألما في القلوب "توقف قلب" رئيس هذا المجمع العالم الجليل "محمود حافظ" تأثرا بالحادث.
 
"المجمع العلمي بالقاهرة"، ربما مررت بجانبه عشرات المرات، ولم تعرف أن هذا المكان أكثر الأماكن ثراءً بالمعرفة، وأن قيمته لمصر لا تقل عن قيمة "الأهرام والنيل ومكتبة الإسكندرية القديمة والحديثة، وربما لا تعلم أيضا أن رئيس هذا الصرح العريق هو أيضا عالم جليل لا يقل عظمة عن عظمة المكان، فهو العالم "محمود حافظ دنيا"، رئيس المجمعين العلمي واللغة العربية، وأحد أهم أعلام مصر الحديثة في الآثار والعلوم البيولوجية.
 
المجمع كمبنى فهو "أثر تاريخي" يعود لأيام "نابوليون بونابارت"، ذلك القائد العسكري الذي ألحق بأساطيل حملته مجموعة من العلماء المتخصصين لدراسة أرض مصر للاستفادة من خيراتها خير استفادة، وبالفعل أنتجت الحملة الكتاب الأشهر "وصف مصر" الجامع لخرائط وتوصيف للقطر المصري والزرع و المناخ وغيره العديد مما يميز الحياة على "أرض المحروسة" منذ أكثر من ثلاثة قرون.
 
ضمت مكتبة "المجمع" أكثر من ربع مليون كتاب من خيرة الكتب والنفائس العلمية والتراثية، أتت نيران أحداث "مجلس الوزراء" على جل هذا الكنز المعرفي، ولم يتبقى منها إلا حوالي 25 ألف كتاب خضعت لترميمات، كما خضع المبنى ذاته للترميم بعد انهيار طابقه العلوي المبني من الأخشاب والحجارة بفعل الحريق "بزجاجات المولوتوف" ومياه الإطفاء.

المجمع وقتها كان خاضعا لرئاسة "الدكتور محمود حافظ" البالغ من العمر زهاء المائة عام، وكان وقتها يرقد في غيبوبة بمستشفى "قصر العيني"، ويشاء القدر ألا يتحمل القلب مزيدا من النبض بعد انهيار "الجسد.. المجمع" أكثر من أيام لا تتخطى عددها أصابع اليد الواحدة، وانقضى تاريخ أكثر من أربعين عاما لعمل متفاني بين "الدكتور حافظ" بين جنبات "المجمع العلمي" بلجانه المختلفة .
 
وكعادة العظماء، فهم يعملون في صمت ويتركون للتاريخ مهمته في إيصال الحقائق وتسليط الضوء على الأعمال الناجحة، لم يهتم الدكتور "محمود حافظ دنيا" بالظهور الإعلامي كثيرا، فهو المولود بفارسكور - دمياط في يناير 1912 - لأسرة كبيرة مناضلة في سبيل الوطن ضد الاحتلال الإنجليزي.
 
هو أول مصري يحصل على شهادات الدكتوراه في علم الحشرات، وثاني مصري يجمع بين رئاسة مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي بعد عميد الأدب العربي طه حسين، تخرج وعمل معيدا بكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، وواصل دراساته بإنجلترا، كما ساهم ساهم في إنشاء قسم الحشرات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث وعمل علي تطويره وإعداد الباحثين فيه، ووحدة للبحوث بهيئة الطاقة الذرية، والمركز الإقليمي للنظائر المشعة، بجانب النشاط الديني كأمين عام لجمعية الهداية الإسلامية.

حريق المجمع العلمي
حريق المجمع العلمي
حريق المجمع العلمي
حريق المجمع العلمي
حريق المجمع العلمي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان