إعلان

رفيق كفاح زويل في "كالتك" يحكي لمصراوي رحلة 32 عامًا مع "عالم نوبل"

01:08 م الأربعاء 17 أغسطس 2016

رفيق كفاح زويل في "كالتك"

كتب- سارة عرفة وأحمد جمعة:

يقولون في الأمثال الشعبية "من عاشر القوم 40 يوم صار منهم"، لكن الدكتور جون سبنسر باسكين تعامل مع العالم الراحل أحمد زويل ما يربو عن 32 عامًا، بدأت في عام 1984 حين كان في السنة الأخيرة لدراسة الفيزياء التطبيقية وفي طور البحث عن مستشار بحثي له، فلجأ إلى "زويل" الذي كان على رأس قائمة المستشارين العلميين التي وضعها باسكين لنفسه في هذا الوقت.

بسهولة ودون تعقيد، اتّجه باسكين إلى مكتب زويل بجامعة كالتك يطلب مقابلته. يقول لمصراوي في اتصال هاتفي من كاليفورنيا: "عندما كنت في نهاية السنة الأخيرة لدراستي كنت في حاجة لمستشار بحثي، وكنت قد سمعت عن زويل وأعجبت بأبحاثه، لذا ذهبت لمكتبه للحديث معه، ووافق على انضمامي للفريق على الفور ودون أن يصعب الأمور على طالب في بداية حياته العلمية".

عشرون دقيقة إلا ثوان معدودة أوجز خلالها باسكين بعض ذكرياته مع أستاذه الذي رحل عن عالمنا الدنيوي قبل أيام معدودات، فهو أحد أقرب رفاق رحلة زويل بأمريكا، لكونه أقدم أعضاء فريقه البحثي الذين عملوا معه في كالتك الأمريكية، حتى وصل لمنصب "كبير علماء" بالجامعة، واتخذ لنفسه تخصص الكيمياء والهندسة الكيميائية.

انصب الحديث في مجمله عن زويل الإنسان قبل العالم. رغم قصر الوقت كانت هناك ومضات في حديث الدكتور باسكين تكشف بجلاء عن بعض من سمات شخصية زويل الإنسان. يقول: "كان يأخذ بعين الاعتبار الظروف الانسانية لطلابه. وتمتع زويل بالحسم والليونة في نفس الوقت خاصة مع طلابه والباحثين العاملين معه". ويزيد في القول "كان حاسما مَرَحا مرنا في آن معا.. يذلل الصعاب أمام طلابه ويشرح كل التفاصيل ومعلوماته دائماً ما تأتي من خلال تقارير علمية موثوقة".

أبدع زويل في تخصصه حتى نال أرفع الجوائز قاطبة، جائزة نوبل، إضافة إلى عشرات الجوائز الأخرى من شتى بقاع الأرض. انعكس ابداعه على أبحاثه وتجاربه وكان لذلك اثره على فريقه البحثي يوضحها باسكين: "نجح زويل في إدخال طرق جديدة على مسألة البحث العلمي بشكل إبداعي ومختلف وسهل، مع الأخد في الاعتبار أقصى معايير الدقة. أعتقد أن كل ما كتبه أو ناقشه مع طلابه سيكون إرثا علميا كبيرا للأجيال المقبلة بدون شك"، مشيرًا إلى أنه كان يستعد لحصد نوبل جديدة عبر مشروع بدا فيه منذ 10 سنوات عن الإلكترون رباعي الأبعاد.

علاقة وثيقة جمعت الثنائي (زويل وباسكين) في كالتك، بحكم كون الثاني أقدم أعضاء فريق الأول. يروي باسكين أنه كان يحضر بالنيابة عنه في أيام الاختبارات بالمعمل عندما يكون منشغلًا في أبحاثه، لكنهما خارج "محراب المعمل" تشاركا المناسبات العائلية السعيدة: "قام زويل بدعوتي أنا ووالدتي لحضور حفل عشاء في هيوستن عندما كان يتسلم جائزة (روبيرت أيه ويلش) في الكيمياء من مؤسسة ويلش عام 1997، كما حضر هوّ وزوجته حفل زفافي وقام بإلقاء كلمة لطيفة، ستظل في ذاكرتي مدى الحياة".

اللحظات الأخيرة في حياة زويل كانت الأصعب على باسكين، يؤكد أنه لم يخبر أحد من أعضاء فريقه البحثي بمرضه في مراحله الأولى، لكن قبل الوصول إلى نهاية مضمار الحياة أعطاهم تقريرًا شاملًا خلال اجتماع عقده معه قبل تدهور حالته الصحية: "لم يرغب أن يصبح متشائما، بل كان واثقًا من شفائه".

"الجميع أصيب بصدمة قوية حيث كنا متفائلين من تجاوزه محنة المرض كعادته ووصله إلى الشفاء".. هكذا تحدث مساعد زويل عن تلقيه نبأ وفاته. لكنه فوق ذلك يرى التردد جلياً في تأثير رحيله على استمرار فريقه وأبحاثه: "مازلنا حائرين وتائهين من بعده لا نعرف بالضبط ما يمكن القيام به، فقد مر على وفاته أكثر من أسبوع. مازلنا غير قادرين على تحديد الموقف وماذا سنفعل حيال عمله وطلابه ومشاريعه، لكن أعتقد أن طلابه سيسيرون على دربه لاستكمال ما بدأه. وفي خلال سنوات قليلة مقبلة سيخرج مشروعه للنور على يد طلابه".

ويقول أيضا: "لكن كل ما أقوله لن يحدث بشكل فوري. نحتاج لوقت كي نستطيع إعادة ترتيب الموقف وقراءة أبحاثه بدقة حتى نستطيع العبور من هذا الموقف المتأزم وتحدث العملية الانتقالية بشكل علمي".

 

مقابلة- مساعد زويل: كان مؤهلًا لـ''نوبل جديدة''.. وتركت تايوان من أجله

عائلة زويل في كالتك.. 15 باحثًا بينهم مصري وحيد

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج