إعلان

حوار- أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا يتبرأ من حرق الكنائس ويتهم ''البلطجية''

05:33 م الأحد 01 سبتمبر 2013

حوار- محمد أبو ليلة وعزة جرجس:

في الأيام الماضية وقعت محافظة المنيا في براثن عنف وصف بأنه الأكبر في محافظات الصعيد، حيث تم حرق واقتحام ما يزيد عن 17 كنيسة ومبان تابعة لها كما تم نهب محلات للأقباط ومنشآت عامة، وبدأت وتيرة الأحداث في التصاعد بالتزامن مع فض اعتصامي الإخوان في رابعة العدوية والنهضة.

الجهات الأمنية حملت مسؤولية ما حدث لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية بالمنيا، إلا أن الشيخ رجب حسن، أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا، أنكر في حوار مع مصراوي، كل هذه الاتهامات وأسندها لـ''البلطجية المعروفين لدى أجهزة الأمن''.

وقال حسن إن ''الجماعة الإسلامية لعبت دورا مهما في جلسات الصلح العرفية التي شهدتها المنيا بين مسلمين وأقباط''، وحول الوضع السياسي في البلاد، أكد أن الجماعة تلتزم السلمية حتى إسقاط النظام الحالي، وأنها ستقبل بمبادرات المصالحة في إطار ما قال إنها ''الشرعية''، وإلى نص الحوار:

كيف ترى أحداث العنف التي وقعت في المنيا الأيام الماضية؟

عندما تم فض اعتصام رابعة العدوية كان المتفق عليه من التحالف الوطني لدعم الشرعية أن تخرج مظاهرات للاعتراض على الفض، ونحن كجماعة إسلامية بالمنيا وأعضاء في التحالف قررنا النزول بسلمية، لكن من الطبيعي أنه في أي أحداث يتسلل البلطجية ويحدثوا بعض النكايات والأشياء التي تعكر الصفو، لكننا لم ندعُ في أي مرة لحرق كنيسة أو ممتلكات عامة أو خاصة هذا أسلوب دنيء لا يليق بنا.

لكن هناك من اتهمكم بحرق الكنائس ومحلات الأقباط. ما قولك؟

هذه سيناريوهات غير حقيقة ومخالفة للواقع والدليل أن محاضر الشرطة حررت ضد بلطجية لأن الشرطة تعرف أن من قام بذلك بلطجية، والذين قبض عليهم في الأحداث بلطجية باعترافات رعاة الكنائس مثل البابا يوليوس راعي كنيسة جلدة، كما أن الذين وقفوا مع المسيحيين هم مسلمين هذه هي الحقائق.

ولماذا يتهمكم أنتم بالأخص كجماعة إسلامية؟

للأسف الخصومة السياسية تدفع بعض التيارات السياسية المعارضة للإسلامين للكذب، لا يصح أن نكون منذ 10 أيام تيار سياسي وبعد فض اعتصام رابعة العدوية نصبح إرهابيين، على الإعلام المصري أن ينقل الرأي والرأي الآخر حتى تتضح الحقيقة. ونحن كجماعة إسلامية على مدار الثلاث سنوات الماضية كنا صمام امان لمحافظة المنيا وفي علاج المشكلات العالقة بين الناس سواء كانت بين مسلمين ومسيحيين أو مسلمين ومسلمين وهذا عمل كنا نقوم به ليس من أجل سلطة.

وقد شاركنا في كل جلسات الصلح التي حدثت في المنيا الفترة الماضية وكنا طرفا اصيلا فيها ويشهد بذلك كل القساوسة والرهبان بالمنيا. وهم على تواصل معنا وقد قمنا بحل مشكلات كثيرة صعب على الأمن حلها مثل حادثة قرية نزلة فرج الله وقرية الحوارتة بالمنيا منذ عام ونصف. ومشكلة أخرى تعرض لها أحد المسيحيين في قرية البدرمان كان هناك قبطيا بينه وبين من أسموه بـ''خط الصعيد''، علي حسين الدين، خصومة حيث تعدى ''خط الصعيد'' على 17 فدان من الأرض الزراعية للقبطي والأمن لم يرد إليه مظلمته تدخلنا في هذه المسالة وقمنا بحلها وسلمناه أرضه مرة أخرى.

ترى أن حرق الكنائس كان مدبرا لإلصاق التهمة بكم؟

تحطيم وحرق الكنائس كان بشكل عشوائي لكن ترك الشرطة لهذا التحطيم لم يكن بشكل عشوائي. كان بمقدورها أن تقبض على البلطجية وتحمي الكنائس، وتستطيع ذلك خصوصا أنه لا يوجد أحد من التيارات السياسية يقاومها بل يقاومها بلطجية فقط وهي تستطيع القبض عليهم.

وكنا نتكلم مع الداخلية عن البلطجية قبل 30 يونيو كانت ترد علينا بأنها لا تستطيع القبض على البلطجي لكنها تعرف أسمائهم وقامت بتصويرهم وتعرف أماكنهم لكنها تركتهم.

وماذا عن اتهامكم باقتحام مراكز الشرطة؟

هذه أمور ملفقة، الداخلية تعلم أن من حرق أقسام الشرطة بلطجية، ومن كانت بينه وبينهم ثأر قديم، كما أن البلطجية سرقوا أسلحة من الأقسام التي اقتحموها، وهذا كله موثق لدى رجال الأمن.

هناك تخوفات من عودة أعمال العنف التي مورست في التسعينات؟

لن تعود أعمال العنف مرة أخرى، والتيار الإسلامي الآن يقول ان ''سلميتنا أقوى من الرصاص''، وعندما نذهب في مسيرات يقتل منا نساء وأطفال، ثم يقولوا أننا إرهابيين.

تواترت أنباء عن هجرة بعض الاقباط من المنيا هربا من أعمال العنف؟

هذه اللهجة ترددت كثيرا وهذا يعتبر نوع من استعداء الغرب، والحقيقة ليست كذلك حيث ان الشعور بالاضطهاد والظلم ينسي الإنسان كثيرا من الحقائق، ونحن شاركنا في نشر قضية التسامح بين الأقباط والمسلمين - لا الأقباط هيطلعوا برة مصر ولا المسلمين هيطلعوا بره مصر هنفضل عايشين مع بعض - ونحن كمصريين أمامنا الآن خيارين إما أن نعيش في سلام وتسامح أو تصارع وتقاتل. والإعلام له دور كبير في تأجيج صراع الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.

وماذا عما قيل عن فصل الصعيد ومنشورات تدعو لذلك؟

مصر لا تقبل التقسيم وهي وحدة واحدة، لو كانت تقبل التقسيم لقسمت منذ 7 آلاف عام، وأنا واعتقد أن ما حدث هو أن شخصا من المشاركين في التظاهرة، طلعته فكرة في دماغه باستقلال الصعيد ففعلها بشكل عشوائي.

ما الدور الذي ستقوم به الجماعة الإسلامية بالمنيا خلال المرحلة القادمة؟

خلال السنوات الماضية كان هدفنا في المنيا أن يكون التعايش على أساس المواطنة واحترام الناس بعضهم لبعض، والتعايش أمر حتمي، ووزارة الداخلية تشهد وتعلم جيدا أننا كنا ضلعا أساسيا في تحقيق الأمن بالمحافظة.

وخلال الأيام القادمة سيقتصر دورنا على المعارضة السلمية للانقلاب العسكري، وهذا خيار شرعي واستراتيجي بالنسبة لنا، ونسعى دائما ألا تمر مسيراتنا بالأماكن الشرطية حتى لا يحدث احتكاك .

وما رؤية الجماعة الإسلامية للخروج من الأزمة الراهنة؟

قضيتنا هي التداول السلمي للسلطة بالطرق الديمقراطية المتعارف عليها في العالم وليس على أساس من يملك القوة، والتيار الإسلامي دخل في استحقاقات انتخابية خمس مرات وألقيت نتائجها في القمامة، فلم يعد هناك ثقة في أن صوتي في أي انتخابات قادمة سيظل كما هو.

لا أحد ينكر نزول تيار كبير في 30 يونيو يطالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة وهذا مشروع في أي نظام ديمقراطي، لكن من يقول أن المليونيات تسقط العمل الديمقراطي كل من يريد أن يعبر عن رأيه أهلا به لكن الحاسم في أي موضوع هو الصندوق.

هل ترى أن تيار الإسلام السياسي لايزال محافظا على شعبيته في الشارع؟

الشعب المصري عاطفي بطبعه، فعندما تقتل 1500 شخصا، وتحملهم بالجرافات الطبيعي أن المتعاطفين مع النظام حينما يروا الدم ستتحول دفة الشارع لمعارضته، الموضوع لم يعد إخوان أو مرسي القضية أن هناك شعب أهين. كما أن الناس تتجاوب مع مطالبنا وهناك فصائل كثيرة وجديدة دخلت معنا مثل الألتراس وشباب لا علاقة لهم بالإسلاميين.

هل ستقبل الجماعة الإسلامية بمصالحة وطنية مع النظام الحالي؟

التحالف الوطني يقبل بحلول في إطار الشرعية ولا يقبل حلول خارطة الطريق الموضوعة حاليا هناك دستور صوتنا عليه، أين هو الآن؟

هل ستشاركون في الاستفتاء على الدستور الجديد؟

لكل مقام مقال ولكننا لن ندخل في المعترك السياسي إلا على أسس من الشرعية ولن نقبل أبدا بخارطة الطريق.

كيف ترى استقالة الدكتور البرادعي؟

لدي رأي شخصي وليس رأي التحالف الوطني لدعم الشرعية، هم يرون أن البرادعي شعر بالذنب وتراجع عن الاستمرار في نظام قمعي ولم يستطع أن يتحمل الدماء التي سالت. لكن رؤيتي الشخصية أنه أراد ان يكون منافسا للسيسي فعندما لم يستطع المنافسة قرر الانسحاب، يعني لو غضب من الدم من اعتصام رابعة كان هناك دماء الحرس الجمهوري وأحداث المنصة حينما قتل جيكا قال لا شرعية بعد الدم طيب وماذا عن كل هذه الدماء؟

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج