إعلان

"يا لوزة يم جلاجل".. ابتسامات الفلاحين ثمار تُجنى مع القطن بأسيوط ( فيديو وصور)

كتب : مصراوي

07:56 م 08/09/2025

تابعنا على

أسيوط ـ محمود عجمي:

في صباحٍ مشمس من أيام سبتمبر، انطلقت فعاليات موسم جني القطن بمحافظة أسيوط، حيث تملأ الحقول أصوات الأطفال وهم يرددون الأغنية الشعبية الشهيرة "يا لوزة يم جلاجل.. يا لوزة خدك التاجر"، لتتردد كلماتها بين صفوف النباتات البيضاء كأنها دعاء للخير والبركة؛ الأطفال يركضون بين سيقان القطن، يتسابقون في جمع الحبات الأولى، بينما يباشر الكبار أعمال الحصاد بجد واجتهاد، وسط أجواء من البهجة والرضا.

الحقول في أسيوط بدت وكأنها مفارش من حرير أبيض، والهواء محمّل برائحة الأرض والعرق والأمل، ويكتسب هذا اليوم أهمية خاصة، إذ يتزامن مع الذكرى الثالثة والسبعين لـ"عيد الفلاح"، الذي يوافق التاسع من سبتمبر، وهو اليوم الذي صدر فيه قانون الإصلاح الزراعي عام 1952، والذي شكّل نقطة تحول في حياة آلاف الأسر الريفية.

وفي مشهد يعكس عمق العلاقة بين الفلاح وأرضه، توقف "عم حسين" للحظة، ونظر إلى السماء ثم إلى أبنائه الذين يساعدونه في الجني تحت أشعة الشمس، وقال مبتسمًا:"زمان كنا بنشتغل في الأرض، دلوقتي بنحصد تعبنا فيها.. القطن ده كله خير".

ومع كل حبة تُجمع، تتسع الابتسامات على وجوه الفلاحين، إذ يحمل هذا الموسم وعدًا بدخلٍ يساعدهم على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، وتوفير احتياجات العام الدراسي الجديد لأبنائهم، الذين يحلمون بمستقبل أفضل.

وافتتح اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، موسم جني القطن لعام 2025، خلال زيارته لأحد الحقول الزراعية بقرية النخيلة التابعة لمركز أبوتيج، حيث أقيم الحقل على مساحة 5 أفدنة ضمن إجمالي 3214 فدانًا مزروعة بالقطن على مستوى المحافظة، في أجواء احتفالية سادتها البهجة احتفاءً بـ"الذهب الأبيض".

وشهدت الفعاليات حضور الدكتور عبد الرحيم أحمد، وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، ومحمد حسن الديب، رئيس مركز ومدينة أبوتيج، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية والشعبية وأعضاء مجلس النواب، ومسؤولي القطاعات الزراعية والخدمية بالمحافظة.

وخلال جولته، هنأ المحافظ المزارعين بانطلاق موسم الحصاد، واصفًا إياه بـ"موسم الخير"، متمنيًا أن يعود بالنفع على الفلاح المصري، ومؤكدًا أن الدولة، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي اهتمامًا بالغًا بزراعة القطن وتقدم الدعم اللازم لضمان استمرارية هذه الزراعة الاستراتيجية. كما أشار إلى أن التوسع في المساحات المزروعة يبشر بموسم وفير هذا العام.

وأوضح أبو النصر أن خطة زراعة القطن بالمحافظة لهذا الموسم شملت زراعة 1561 فدانًا من صنف "جيزة 98 تجاري" موزعة على مختلف المراكز (باستثناء مركز أسيوط)، بالإضافة إلى 1653 فدانًا من نفس الصنف "إكثار" بمركز أسيوط فقط، في إطار حرص الدولة على تنويع الإنتاج وتوفير تقاوي عالية الجودة ومعتمدة.

وخلال لقائه بالمزارعين ومسؤولي الزراعة بالقرية، شدد المحافظ على أن الحكومة تسير بخطى ثابتة نحو إعادة القطن إلى مكانته التاريخية، من خلال التوسع في مصانع الغزل والنسيج، وزيادة مراكز التجميع وحلقات التسويق لضمان تحقيق عائد عادل ومجزي للفلاح. كما أكد أن المحافظة توفر منذ بداية الموسم البذور والأسمدة والإرشاد الزراعي، ضمن رؤية الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل فاتورة الاستيراد، مع اعتماد أحدث الأساليب العلمية في الزراعة.

وأشار المحافظ إلى توزيع 22 مفرمة لفرم المخلفات الزراعية وتحويلها إلى أعلاف بدلاً من حرقها، بما يحقق عائدًا اقتصاديًا للفلاح ويحافظ على البيئة، لافتًا إلى أن سيارات الوحدات المحلية ستتولى جمع المخلفات من المناطق النائية ونقلها إلى مراكز التجميع للاستفادة منها.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحيم أحمد، وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، أن متوسط إنتاجية الفدان هذا العام يصل إلى 10 قناطير، مشيرًا إلى أن تسويق المحصول يتم عبر مراكز تجميع ومزادات منظمة وفق ضوابط فنية وإدارية، بما يحد من دور الوسطاء ويضمن أفضل عائد للمزارعين.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان