سباق مع الموت.. أبطال الإسعاف ينقذون حياة ستيني توقف قلبه بالشرقية
كتب : مصراوي
الشرقية - ياسمين عزت:
في لحظة عابرة، كاد يتوقف كل شيء وتنتهي فصول حياة رجل ستيني، بعدما سقط أرضًا داخل منزله بمدينة العاشر من رمضان بالشرقية، قلبه توقف فجأة، وعيون ابنه تتعلق بآخر أنفاسه، بين رجاء وخوف لا يوصف، مستغيثا بصوت لا يسمعه سوى الله بأن يحفظ أبيه.
بلاغ قصير وصل لغرفة عمليات إسعاف الشرقية باتصال هاتفي.."مريض فاقد الوعي والتنفس، بلا نبض" في تلك الثواني، تحولت الأرقام إلى حياة، والبلاغ رقم 873 صار معركة مع الموت.
سيارة الإسعاف رقم 1676 اندفعت بالصفارات، يقودها سامح رضا بثبات، وإلى جواره المسعف حسين مصطفى يتهيأ لمواجهة سباق لا يحتمل التردد، أربع دقائق فقط كانت كافية ليجدوا أنفسهم أمام جسد ممدد بلا حراك، قلب توقف، وصمت ثقيل يخيّم على المكان، فكانت تلك الدقائق هي المدة الزمنية الفارقة في حياة الأسرة.
حسين بدأ الضغطات الصدرية، أنفاس اصطناعية تتوالى، جهاز الصدمات الكهربائية يستعد، لم يكن هناك وقت للتردد، السلم الضيق لكنه لم يكن عائقًا، فقد حملوا الرجل بحذر وقوة، وكأنهم يحملون الأمل ذاته.
في الطريق، انضم إليهم المسعف محمد عبد الله، لتتحول السيارة الصغيرة إلى غرفة إنعاش متحركة، فريق الإسعاف كله يعمل، حسين يضغط، محمد ينفخ الهواء، وسامح يقود بأقصى سرعة ممكنة،دقائق ثقيلة تمر، العرق يتصبب، والعيون معلقة بشاشة الجهاز، فيما الابن يتشبث بنظرات الرجاء.
ثم جاء الضوء الأخضر وبريق الحياة، نبض ضعيف عاد، تنفس متقطع بدأ يعلو صدر المريض، كأن الحياة قررت أن تمنح فرصة أخرى
وصلوا إلى طوارئ مستشفى الجامعة بالعاشر، حيث كان الأطباء بانتظارهم لاستكمال الرعاية. قبل أن يرحل فريق الإسعاف، اقترب الابن بعينين دامعتين وقال لهم بصوت مرتجف: "أنقذتم أبي.. أنقذتم دنيتي ربنا يبارك فيكم ومفيش كلمة شكر توفيكم."
وفي تعليقٍ على الحادثة، أكد الدكتور أحمد عباس، مدير إسعاف الشرقية، أن سرعة الاستجابة ودقة التنفيذ هما ما صنع الفارق، مضيفًا: "كل مهمة طوارئ تحمل رسالة: نحن هنا لنحافظ على الحياة.