البهنسا.. سر مدينة الشهداء في المنيا بين أضرحة الصحابة والتابعين (فيديو وصور)
كتب : مصراوي
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
المنيا - جمال محمد:
على ضفاف التاريخ، تقف البهنسا التابعة لمركز بني مزار شمال محافظة المنيا، شامخة كمدينة جمعت بين الأسطورة والقداسة والحضارة، هنا تختلط آثار الفراعنة بقباب الأولياء، ويجاور المسرح الروماني أضرحة الصحابة، لتتحول القرية الصغيرة إلى كتاب مفتوح يحكي قصة مصر منذ عصورها القديمة حتى الفتح الإسلامي.
- مدينة تحتفظ بأسرارها
البهنسا ليست مجرد قرية، بل متحف مفتوح يعكس تنوع الحضارات؛ فقد كانت منذ آلاف السنين عاصمة للإقليم التاسع عشر في مصر العليا، وحملت اسم "بر-مجد" أي "مكان اللقاء"، لكونها نقطة التقاء وادي النيل بالواحات عبر الطريق التاريخي المعروف بـ"درب البهنساوي".
في العصر اليوناني تحولت إلى "أوكسيرينخوس" أي "مدينة السمكة"، وهي السمكة المقدسة التي ارتبطت بطقوس أهلها، قبل أن تبلغ قمة مجدها في العصر الروماني، وتصبح ثاني أهم مدينة بعد الإسكندرية، محتضنة مسرحًا رومانيًا ضخمًا وألعابًا أوليمبية نادرة.
- عبق المسيحية ورحلة العائلة المقدسة
مع ظهور المسيحية، أصبحت البهنسا إحدى أهم محطات العائلة المقدسة في مصر، وما زالت شجرة السيدة مريم بالمنطقة شاهدة على تلك الزيارة التاريخية، وصارت أرضها مأوى للرهبان والراهبات، لتتحول إلى مركز روحي فريد.
- مدينة الشهداء في الفتح الإسلامي
ارتبطت القدسية الحقيقية بالفتح الإسلامي، حيث استشهد نحو 40 بدريًا ممن شهدوا غزوة بدر، ونحو 5 آلاف تابعي، ودُفنوا جميعًا في أرضها، ليطلق عليها المسلمون لاحقًا "البقيع الثاني" تشبيهًا ببقيع المدينة المنورة.
- أضرحة الصحابة والتابعين
تنتشر في البهنسا أضرحة وقباب تحمل أسماء لامعة من الصحابة والتابعين، أبرزهم: زياد بن أبي سفيان، سليمان بن خالد بن الوليد، محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، الحسن الصالح بن علي زين العابدين، ومحمد بن عقبة بن نافع. ويؤكد الأهالي أن زيارة أضرحتهم تمنح الزائرين سكينة، وتجعل من البهنسا مقصدًا للزائرين من مختلف محافظات مصر وخارجها، خاصة أيام الجمعة.
- سر التسمية وجمال المكان
يُقال إن اسم البهنسا جاء من "بهاء النسا"، ابنة أحد الحكام البطالمة، وظلت المدينة مزدهرة في العصور الإسلامية، واشتهرت بصناعة النسيج الموشى بالذهب، ما أضاف لها بعدًا اقتصاديًا وحضاريًا بجانب مكانتها الدينية.
- قبلة للزائرين حتى اليوم
يقصد آلاف المصريين والأجانب البهنسا سنويًا، للتبرك بروحانياتها وزيارة آثارها، فهي المدينة التي جمعت بين المسرح الروماني وأضرحة الصحابة، وبين البرديات النادرة وشجرة مريم، لتبقى بحق أرض الصالحين ومدينة الشهداء.