ضحيتا انفجار غاز أبوسلطان.. خميس ترك طفلين وزوجة مريضة وسعيد لم يفرح بابنه
كتب : حسام الدين أحمد
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
السويس- حسام الدين أحمد:
جمعا بين السمعة الطيبة وحسن الخلق والبر بالأهل والإخلاص في العمل، فكان نصيب محمد خميس ومحمد سعيد من المحبة أن يفرض الحزن نفسه على من عرفهم، زملاء عمل وجيران وأهل بعد وفاتهما أمس في حادث مجمع بلوف خط الغاز بمنطقة أبو سلطان بالإسماعيلية، تجاوز الأمر من يعرفهم، حتى انشغل بهم أهل السويس، وسألوا عن سر المحبة فنالهم نصيبا من الفقد على فراقهم.
مأمورية الإسماعيلية
خرج محمد خميس ومحمد سعيد من الشركة في مهمة عمل رفقة زملائهم إلى مجمع بلوف أبو سلطان، وقع حادث انفجار كان ضحيته الشابين أبناء السويس، وأصيب 6 أخرين بينهم 5 من السويس.
أصدقائهم رفقاء العمل كانوا الأكثر تأثرا بوفاتهم بعد الأهل، خسارتهم لا تعوض، وعزائهم أنهم يحسبونهما شهيدين للعمل، وأن أسمائهم ستخلد بالذكرى الطيبة في قلب وعقل من عرفهم في الشركة.
خميس عامل يومية
يحكي زملاء العمل عن الشابين، الأول محمد خميس هو الأقدم بالشركة، التحق بالعمل في إحدى شركات البترول ضمن العمالة باليومية بوظيفة عامل خدمات بمؤهل دبلوم، يتقاضي راتب عن أيام الحضور فقط بالشركة، لكن خميس كان ملتزمًا مجتهدًا، لا يتأخر أو يعتذر عن الخروج في أي مهمات أو مأموريات عمل خارج الشركة توفر له أجر إضافي عن القيمة المحددة ليوم العمل داخلها.
يقول صديق مقرب من محمد إنه تعود منذ صغره على تحمل المسئولية، إذ ربته والدته هو أشقائه على الجد والاجتهاد، فكان مثال للعامل الدؤوب، ورغم الفرص التي عرضت عليه رفض أن يترك إدارة الخدمات المساعدة بالشركة، أملا في التعيين أو تحرير عقد يضمن له تحسين ظروفه المعيشية خاصة بعد مرض زوجته المفاجئ.
إصابة بالسرطان
يحكي الأصدقاء المقربون أنه قبل سنوات، أصيبت زوجة خميس بإعياء شديد، اتبع الأسباب وبعد كشف وفحوصات داخل السويس وخارجها، كانت الصدمة حين اكتشف أنها مصابة بالسرطان، لم يتخل عنها وكرس يومه للعمل لتحقيق ما يكفي ليغطي نفقات علاج المرض الخبيث، بعد رحلة علاج طويلة تعافت وتحسنت حالتها، لكن ذلك المرض كالضيف الثقيل يأتي بلا ميعاد ولا يغادر سريعا، فلم تستقر حالتها طويلا، وقضى الفترة الماضية ما بين الكشف والفحص والمسح الذري مع مداومة توفير العلاج بتكاليف مرتفعة.
تشبث بالأمل
قبل 6 أشهر انتقلت تبعية خميس من العمل باليومية إلى العمل بشركة خدمات تتولى بشكل رسمي توفير عمالة الخدمات الداخلية والخارجية بالشركة يخبرنا زملاءه أن نقل التبعية جعله وزملاءه يتشبثون أكثر بالأمل في التعيين أو تحرير عقود تضمن لهم دخل جيد يتناسب مع متطلبات الحياة ويغطي نفقات الأسرة، لاسميا أن محمد خميس له طفلين حمزة 6 سنوات ومنه 8 سنوات، فضلا عن احتياجات زوجته المصابة بالسرطان.
بلا معاش
يؤكد زملاء العمل، أن خميس توفى قبل أن يتحقق أيا مما تمني، لذا لن تحصل الأسرة على معاش شهري سواء من شركة الخدمات أو شركة البترول كونه غير معين، يزداد الأمر سوءا مع تهديد أسرته بالطرد من المسكن.
أسرة مهددة بالطرد
يكشف زملاء خميس أنه أخبرهم قبل عدة أيام أن مالك الشقة التي استأجرها قبل سنوات ليقيم فيها وأسرته، طالبه بإخلاء المسكن بعد 3 شهور فقط، وكان يبحث عن شقة بإيجار مناسب في حي الأربعين، تكون قريبة من مدارس أطفاله.
مناشدة لوزير البترول
وناشد العاملون بالشركة المهندس كريم بدوي وزير البترول بدعم أسرة خميس بتعيين زوجته في قطاع البترول، حتى يتوفر لهم دخل ثابت يغطي نفقاتهم ومصاريف تعليم الطفلين وعلاج الزوجة من السرطان.
ألحق طفله بالمدرسة قبل الحادث
يؤكد العاملون بالشركة أيضا أن زميلهم محمد سعيد رغم أنه قضى معهم 3 سنوات فقط بعد نقله من شركته معارًا لكنه استطاع أن يجمع رصيد من المحبة والتقدير لدى زملاءه ورؤساءه في العمل، إذ كان مضيافا يدعم زملائه في أي مناسبة، بارا بأهلة وهو أب لطفلين ألحق أحدهما قبل أيام في مرحلة رياض الأطفال بإحدى مدارس السويس، وكان يحكي بين زملائه عن سعادته بأولى خطوات ابنه في رحلة التعليم.