تلاميذ على "بلاطات" ببحر صرف.. ماذا يُحدث في "القرية الثامنة" بالفيوم؟ (صورة)
كتب : حسين فتحي
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
الفيوم - حسين فتحي:
في "القرية الثامنة" بمركز يوسف الصديق، لا يبدأ اليوم الدراسي بطابور الصباح المعتاد، بل بـ"اختبار توازن" إجباري.
هناك، يضطر تلاميذ المرحلتين الابتدائية والإعدادية لعبور جسر بدائي شيده الأهالي من الطوب الأبيض "البلوك"، في محاولة يائسة لتفادي السقوط في مستنقعات الصرف الصحي التي تحاصر مدرسة "محمد والي" للتعليم الأساسي.
هذا المشهد الذي وصفه محمد السيد عبد الإله، أحد مزارعي القرية، بـ"المؤسف واليومي"، لا ينتهي دائمًا بسلام؛ فكثيرًا ما تنزلق أقدام الصغار لتستقبلهم المياه الملوثة قبل وصولهم إلى فصولهم.
وأمام هذا العجز، لجأ الأهالي إلى سلاح السخرية المريرة، حيث طالب "عبد الإله" بتوفير "قوارب ومراكب" ليتمكن السكان من قطع مسافة الـ 800 متر الفاصلة بين منازلهم والطريق العمومي.
"غرباء" بلا خدمات
المأساة لا تقتصر على التلاميذ، بل تمتد لتشمل نحو 4 آلاف مواطن يعيشون في ما يشبه العزلة المائية.
وعبّر إبراهيم عيسى طلب، "فلاح"، عن شعور عام بالإحباط قائلًا: "المسؤولون في المحليات يتعاملون معنا كمواطنين غرباء لا نستحق توصيل الصرف الصحي"، مشيرًا إلى أن الأزمة تستمر طوال فصل الشتاء دون حلول جذرية.
ومن جانبه، شرح دربالة عبد الستار، "مزارع"، السبب الفني للكارثة، مرجعًا غرق الشوارع والمنازل إلى امتلاء الخزانات بناتج الصرف المنزلي في ظل غياب شبكة مصارف عمومية، ما حول طرقات القرية إلى برك مفتوحة.
لغز "التبة العالية"
وفي استجابة رسمية للشكاوى، تدخل الدكتور محمد التوني، نائب محافظ الفيوم، موجهًا رئيس مركز يوسف الصديق بسرعة الدفع بسيارات الكسح لشفط المياه وتسوية الطريق لإنقاذ الموقف أمام المدارس وحركة المواطنين.
وكشف "التوني" عن مفارقة هندسية وراء تكدس المياه في هذا الموقع تحديدًا، موضحًا أن المنطقة المؤدية للمدارس تقع جغرافيًا على "تبة عالية"، وهو ما يؤدي بفعل الانحدار الطبيعي إلى تجمع المياه واستقرارها في منطقة "الملعب" التي تعد الممر الرئيسي للمدارس، ما يستدعي تدخلًا مستمرًا لتصريفها.