ماذا يخفي جبل "مدسوس"؟.. رحلة البحث عن نواميس حبران بجنوب سيناء -صور
كتب : رضا السيد
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
تعد رحلة جبل مدسوس بجنوب سيناء، من أكثر وأشهر الرحلات السياحية التي يقوم بها محبو المغامرة واستكشاف الطبيعة، والتعايش مع الطبيعة بشكل بدائي بعيدًا عن الصخب والمدنية الحديثة، بهدف مشاهدة العديد من المناطق السياحية، والاستمتاع بالطبيعة الخلابة للجبال، وما تحويه من كائنات برية، وكروم "حدائق" على الرغم من صعوبة تضاريسها وندرة المياه بها.
وقال الشيخ جميل عطية، دليل بدوي 'مرشد سياحي"، إنه على الرغم من أن رحلة جبل مدسوس ونواميس حبران والقرية النبطية، من أكثر الرحلات مشقة، إلا أن العديد من السائحين يفضلون القيام بها، لما تتميز به من المزج بين المغامرة والمتعة، والتعايش مع الطبيعة بين السماء والأرض، ووسط الحياة البرية بما تحتويه من حيوانات وطيور ونباتات وجبال متفاوتة الارتفاع، لترسم لوحة فنية طبيعي. يعجز أعظم الفنانين عن رسمها، بجانب ما تحتويه الرحلة من مغامرة وتشويق.
وأوضح جميل، أن الرحلة تبدأ من قرية الشيخ عواد بسانت كاترين والسير لمدة ساعة وسط طبيعة جبلية صعبة متجها إلى وادي البريقة ومنه إلى جبل الطربوش، حتى الوصول إلى كرم الشيخ أحمد، لأخذ قسط من الراحة كونه عبارة عن حديقة تحتوي على العديد من أشجار الفاكهة المختلفة والنباتات العطرية، ثم الاتجاه إلى "وادي التلعة"، وفيه يستمتع السائحين بشلالات المياه التي تتساقط من أعلى الجبال، وتسير في مجرى طبيعي تحت سفح الجبال لتتجمع في بئر يتميز بشدة عذوبة وبرودة مياهه حتى في فصل الصيف، ويقصده السائحين خلال رحلاتهم الاستكشافية داخل الصحراء، وأيضا الطيور والحيوانات، مشيرا إلى أن هذه المياه تحول المنطقة القاحلة إلى واحة خضراء وسط الصحراء.
وأكد أنه بعد أخذ قسط من الراحة يتم استكمال الرحلة متجهين إلى منطقة "سيل نعجة" التي تقع تحت سفح جبل يصل ارتفاعه إلى 1846 متر عن سطح البحر، ومنه إلى منطقة "الحلوة السفلى"، وهى وادي يضم مجموعة نخل أسفل طريق جبلي، ثم منطقة "الحلوة العليا" والتي تضم مجموعة نخل أعلى الجبل، يليها الاستراحة في "كروم الجد" وهي حدائق متوارثة لدى القبائل البدوية عبر الأجيال وفيها يحصل السياح على قسط من الراحة، وتناول الغداء والشاي البدوي بنكهاته المختلفة.
وأضاف، أنه بعد ذلك يتحرك المغامرون في طريق "الزنوق"، وسمى بهذا الاسم كونه طريقا ضيقا، ومنه إلى "المرياحة" التي يجري الاستراحة بها لمدة 10 دقائق، ومواصلة الرحلة إلى منطقة "فرش مسافرات"، وهو عبارة عن أرض واسعة مستوية، ومنها إلى "شرفة بغابة".
وكشف أن الشرفة هي أعلى نقطة قبل نزول الجبل، وفيه يستمتع السائحين بمشهد الغروب والاستماع إلى شرح مبسط عن قمم الجبال المحيطة بالمنطقة، ومنها "جبل باب الدنيا، جبل الأحمر، جبل مدسوس، جبل ريشة"، إضافة إلى ظهور وادي "بغابة" وشرفة "أم سيخاء" والتي تكون واضحة من أعلى الشرفة وقت غروب الشمس من بين قمتي الجبل الأحمر.
وتابع: عقب الاستمتاع بهذه المناظر الخلابة يتم التحرك في الظلام على نور المصابيح إلى مناطق "الجرد" و"الزيخ" للوصول إلى كامب معاوية، لتناول الأرز بالبطاطس كعشاء، والنوم بضعة ساعات داخل مخيم بيئي لاستكمال الرحلة، ثم مغادرة المكان إلى "وادي بغابة" الذي يضم مجموعة كبيرة من أشجار النخيل وعيون المياه العذبة، والتي منها يجري ملئ الزجاجات التي يحملها السائحين خلال الرحلة، خاصة أن كل سائح يحمل معه زجاجة لتر ونصف، وبرتقالتين، ومعمول بالعجوة والإسعافات فقط، ومنه يكون بداية درب صعود "جبل مدسوس" الذي يصل ارتفاعه إلى 1313 متر عن سطح البحر.
وقال إن رحلة الصعود ليست سهلة، ففى النصف الأول للجبل لا يوجد درب واضح، لذا فإن الصعود يكون عن طريق "الرجوم"، أي علامات توضع لتحديد الطريق، وفي النصف الثاني للجبل تكون الصخور أكبر، لكنها تتخذ زاوية انحدار شديدة، لذا لابد من السير بحزر وانتباه، لمدة 4 ساعات، حتى الوصول إلى القمة.
وأضاف أنه خلال رحلة الصعود يمكن تناول الرمان و البرتقال والمعمول، ويقوم السياح بتسجيل أسمائهم في الصندوق أعلى الجبل، وتناول الشاي البدوي مع الاستمتاع بالمناظر الرائعة حيث تتعانق السحب مع قمم الجبال، ثم الهبوط للوصول إلى نهاية "درب مدسوس" الذي يتكون من الحجارة كون البدو كانوا يستخدمونه قديمًا مأوى لهم، وصولا إلى منطقة النخل للاستمتاع بطبيعة خلابة، ورائحة الحبق والخضرة التي تكسو المنطقة، وفيها يمكن التخييم لعدة أيام، مؤكدا أن رحلة الوصول فقط تستغرق يومين بإجمالي 31 كيلومتر، بواقع 21 ساعة مشي.