دموع في طابور الصباح.. سر بكاء تلاميذ مدرسة صفط الحنا بالشرقية
كتب : ياسمين عزت
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
لم يكن صباح الأمس عاديًا في مدرسة صفط الحنا الابتدائية بمحافظة الشرقية، كان طابور الصباح مختلفًا، أقرب إلى جنازة مهيبة، حين ودّع التلاميذ معلمهم سعيد الزلط الذي رحل فجأة عن الحياة، تاركًا وراءه قلوبًا صغيرة تبكيه وذكريات لا تُنسى.
بدلًا من تحية العلم، وقف الأطفال في صمتٍ مهيب، تملأ الدموع أعينهم، وأصواتهم تختنق بالدعاء لمعلمهم الراحل. لم يرفعوا أيديهم للسلام الجمهوري، بل رفعوها إلى السماء، يرجون الرحمة لمن علمهم أولى خطوات الحساب والحياة.
كان الأستاذ سعيد، معلم الرياضيات، أكثر من مجرد مُدرس. كان يعرف طلابه واحدًا واحدًا؛ من يخاف من المسألة، ومن ينسى كراسته، ومن يأتي حافي القلب قبل القدم. كان يعبر الفصول بابتسامة ثابتة ودفء أبوي يجعل الصغار يقتربون منه بلا تردد، وكأنهم يقتربون من الأمان ذاته.
ترك المعلم الفاضل أثرًا لا يُمحى؛ لم يترك أوراقًا أو شهادات، بل ترك قلوبًا امتلأت بحبه، وأرواحًا تشبّعت بقيمه. قال عنه طلابه وذووهم إنه لم يكن مجرد معلم، بل أبٌ في ثوب مُربٍ، يستمع إليهم في الاستراحة، يساعد من يفتقد أدواته، ويشاركهم تنظيف الفصل قبل أن يغادره.
في هذا الصباح، غاب صوته عن الجرس، وغابت خطواته عن الممرات، وبقيت المدرسة صامتة حزينة. وقف المعلمون إلى جوار التلاميذ في الطابور، يحملون الحزن ذاته، وكل ما كان يدور بينهم سؤال بريء في عيون الأطفال: "ليه الأستاذ سعيد مش هنا النهارده؟"، سؤال لم يستوعبوا جوابه بعد، لكنه سيبقى شاهدًا على مربيٍ رحل جسدًا وبقي أثرًا.