إعلان

تضم كتبا عمرها 150 عاما.. مكتبة "اليرموك" تنتظر "خوسيه ألبرتو" لإنقاذها

04:46 م الخميس 05 أكتوبر 2017

بورسعيد - طارق الرفاعي:

منذ عدة أشهر، في بداية شهر يونيو الماضي، نجح الكولومبي "خوسيه ألبرتو جوتيريز" 54 عامًا، عامل نظافة، في تأسيس مكتبة كبيرة، من كتب عَثر عليها في القمامة، ضمت مجموعة ضخمة من أشهر الروايات وكتابات المشاهير حول العالم.

أما في محافظة بورسعيد، ومنذ أيام قليلة، استيقظ سكان حي الشرق، على صراخ عم "أحمد" صاحب مكتبة "اليرموك"، وهو ينظر بحسرة إلى آلاف الكتب، يعود معظمها إلى قرن ونصف من الزمن، قام عدد من العمال بإخراجها من داخل مكتبته، وألقوها في الشارع، تنفيذًا لحكم قضائي صادر بتسليم المحل إلى الشركة المالكة له.

تاريخ المكتبة

"مصراوي" قابل صاحب المكتبة، "حامد عيد التابعي سراج​"، الذي بدأ حديثه، وأوضح أنه تخرج في كلية الطب البيطري، واصطدم بروتين العمل الحكومي، فقرر تحقيق ذاته بأسلوبه الخاص، وأسس المكتبة عام 1980 لبيع الكتب الدينية في باديء الأمر، ثم قام بتطويرها لتشمل جميع فروع العلوم، ووضع قرابة 10 آلاف من الكتب القديمة التراثية ​والمجلات القديمة داخلها، ووضع الكتب الدراسية التي كانت تدرس في المكاتب منذ بداية التعليم في مصر التي يبلغ عمرها أكثر من قرن ويعود معظمها إلى عام 1900، ما جذب زبائن من خارج بورسعيد​للتواصل معه، بعد أن أصبحوا زبائن دائمين.

بداية الأزمة

وحول بداية الأزمة يقول عم "حامد": "فوجئت بالشركة المالكة للمحل، تطالبني بدفع إيجار عالي قدره 1500 جنيه​ عن السنوات الماضية، بجانب متأخرات سابقة،​لكنني لم استطع تسديد الإيجار، لأن المكتبة بمثابة مشروع ثقافي إنساني، بالإضافة إلى أن ربحها متواضع جدًا يكفي فقط أبسط مصروفات الحياة، ما دفعني للاعتراض على المبلغ ورفعت قضية، ورفعت الشركة قضية ضدي،​وصدر حكم عام 2010 بإلزامي بدفع 3 آلاف جنيه عن كل شهر استمر فيه بالتواجد داخل المكتبة، ما تسبب في تراكم كم هائل من الإيجارات عليا، وصلت إلي حوالي 310 ألاف جنيه وأصبح توفير هذا المبلغ أمر مستحيل​بالنسبة لي".

ألقوها كـ"الزبالة"

تابع صاحب المكتبة حديثه وقال: "لم أسدد المبلغ ​وصدر حكم بطردي وحضر المحامي وأعضاء الشركة وأحضروا عمالًا، أخرجوا الكتب وألقوها في الشارع، وكأنهم يلقون "قمامة" وأجلس يوميًا، بجانبها لحراستها ولا أملك مالًا لأحضر أحد لحراستها، وأيضًا ليس لدي مكان لوضعها فيه​أو تأجير مكتبة جديدة، كما أنني فقدت الأمل في التواصل مع أي أحد المحافظة، وأطالب برجوع المحل لي وتقنين الإيجار، بحيث يكون مثل المحال المجاورة أو ضعفها ولي وليس​بـ20 ضعف كما فعلوا معي، أو أن يتم تخصيص محل لي آخر في وسط البلد من المحافظة يكون قريب من المثقفين ويتردد عليه كل أحياء بورسعيد مثل حي الشرق الذي شهد تواجد المكتبة طوال السنوات الماضية".

الشركة ترد

وعن رد الشركة في هذه القضية، قال أيمن فضيل، محامي فرع الشركة ببورسعيد، إن الشركة تابعة لقطاع الأعمال العام وليس شركة خاصة،​أي أن ممتلكاتها بمثابة مال عام، وأن هذا الحكم صادر منذ 3 سنوات وخلال تلك الفترة ​أعطوه فرص عديدة لسداد المبلغ​أو جدولته،​دون جدوى، خاصة وأنه مديون للشركة بحوالي نصف مليون جنيه، فمنذ تعاقده مع الشركة لم يسدد أي مبالغ لها، وكان من المفترض تطبيق الطرد منذ شهر رمضان لكنهم لم ينفذوه نظرًا للشهر الفضيل.

مضيفًا: "ذهبت إلى صاحب المكتبة، أوائل​شهر سبتمبر الماضي، وطالبته بتجميع المحتويات ونقلها لمكان آخر حفاظًا عليها، وبعدها تم تحديد موعد التنفيذ الذي حدده مستشار المحكمة ولا يمكن تعديله، وطالبه المحضر بنقل كتبه بنفسه لكنه قال له إنه لن يتمكن من نقلها، وطالبني المحضر بإحضار عمال، وتم تنفيذ حكم المحكمة".

إهانة للثقافة​

من ناحية أخرى، أعلن ممدوح التابعي، مدير مكتب مصر العامة، تضامنه ضد من وجه​ما وصفها بـ"الإهانة" للمقنيات الثقافية التي تحتويها المكتبة، مبديًا استعداده​لتصنيف ومراجعة الكتب ذات القيمة في حال قيام أصحابها بطلب ذلك، حيث أن المكتبة هي مشروع تجاري يؤول لأصحابه حرية التصرف فيما يملكون.

فيديو قد يعجبك: