إعلان

بالصور - المقاتل "الأمير" يروي قصة "التبة".. وإسقاط 6 طائرات بسلاح "الحية"

05:33 م الخميس 06 أكتوبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد أحمد:

في الذكرى الثالثة والأربعون لحرب أكتوبر المجيدة، أجرى "مصراوي" لقاءً مع أحد أبطال العبور، لتسليط الضوء على بطولة من مئات البطولات التي حفرها جنود مصر في ذاكرة الانتصارات.

بدأ العريف مقاتل الأمير عبد المجيد عبد الرحمن، البالغ من العمر السادسة و الستين، يحكي جانبا من ذكرياته أثناء أداء الواجب الوطني، حيث حكى بطولته و 6 من زملائه سلاح الدفاع الجوي في موقعة التبة بمنطقة القنطرة شرق، والتي أسفرت عن إسقاط 3 طائرات قاذفة للصوايخ،إ ضافة إلى مشاركته في إسقاط 3 طائرات فانتوم بسلاح قاذف صواريخ أرض جو، كما تطرق إلى بعض المعلومات المغلوطة التي تناولتها السينما المصرية في نقل الحرب، ومنها توقيت معرفة الجنود بساعة الصفر، وعبور الجنود وهم صائمون.

"سرية الحية"

يقول المقاتل المصري: 6 سنوات كانت فترة خدمتي العسكرية بداية من عام 1971، خاصة وأنه بعد نكسة 67 كانت البلد فى حاجة لتكوين جيش قوى من أبنائها فاستعانت بكل الشباب ممن هم في سن التجنيد و كنت واحدا منهم، فتلقيت تدريبات بعدد من الفرق القتالية التحقت بالوحدة 1565 بسلاح الدفاع الجوي، وتتكون الكتيبة من 3 سرايا هي " سلاح 57 مللي م ط، وهو سلاح مدفعي مزدوج مضاد للطائرات"، "23 مللي م ط، سلاح مماثل بأعيرة مختلفة"، بالإضافة إلى السرية التي التحقت بها وهي سرية الحية وأطلق عليها هذا الاسم نظرا لاستخدام مقاتليها أحدث سلاح مضاد للطائرات في هذا الوقت قادم من روسيا، وهو عبارة عن قاذف صواريخ يُحمل على الكتف ويصيب محرك الطائرات بدقة عالية حيث يعمل على الآشعة تحت الحمراء، وكان الصاروخ يأخذ شكل حركة الثعبان خلال ملاحقته لطائرات العدو فأطلق علينا سلاح الحية".

مقاتلو الجبهة عرفوا ساعة الصفر قبل 6 أكتوبر بـ 72 ساعة

وردا على سؤال حول معرفة الجنود المصريين بساعة الحرب قبل لحظات من بدءها كما ذكرتها بعض الأفلام السينمائية، أجاب "الأمير": تم إبلاغ المقاتلين على الجبهة الذين تم اختيارهم كأول المشاركين في العبور بساعة الصفر قبل 72 ساعة من بدء الحرب".

وأضاف في بادئ الأمر فوجئنا بمنع الأجازات وكانت الأمور مبهمة، وعندما سألنا أبلغونا بمنع الأجازات بسبب التحضير لمشروع حرب، وتقبلنا الأمر لأنه كان أمر معتاد وليس بجديد، حتى جاء يوم الثالث من أكتوبر عندما تم إبلاغنا بالتعليمات بأننا سنخوض الحرب، وتم نقلنا لمنطقة بالقنال لعمل بيان عملي قبل الحرب بيومين حتى نعرف خط سيرنا أثناء العبور ونقاط تمركزنا "، متابعا"وأذكر أننا تلقينا الأوامر بالإفطار في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهر يوم 6 أكتوبر".

تدمير النقطة الإسرائيلية الحصينة "48"

يتابع"الأمير": عندما اقتربت من الجبهة نظرت لخط بارليف وسألت نفسي هل سنستطيع عبور هذا الساتر العملاق، وتردد هذا السؤال في ذهني كثيرا بسبب نقاط إطلاق النابالم المنتشرة على الضفة الشرقية المحتلة، والتي كانت مربوطة بنقطة إشارة إسرائيلية حصينة تدعى النقطة 48، والتي كانت مهمتها تعتمد على إبلاغ قيادات العدو بأي حركة من المصريين عن شعورهم بأن الجيش المصري سيعبر القنال، ولهذا أطلقنا على نقطة عبورنا من خط بارليف اسم معبر 48، ولهذا كانت تلك النقطة أول النقاط التي تم تدميرها من خلال زملائنا بقوات الكوماندوز لقطع الاتصال بالقيادة الإسرائيلية ومنع إطلاق النابالم أثناء العبور.

قصة عملية "التبة" بالقنطرة شرق

وروي الأمير قصة عملية "التبة" والتي شارك في تنفيذها و 6 من زملائه في ثالث أيام الحرب بعد 72 من العبور، قائلا: كان هناك تبة في القنطرة شرق تبعدنا عن تمركزات إسرائيل بنحو 4 كيلو متر، وكان من يملك السيطرة على تلك التبة يمكنه كشف تمركزات الجيشين المصري والإسرائيلي، وكانت كل ما قواتنا تتقدم يتم قصفها بصواريخ من طائرات إسرائيلية وكان يجب السيطرة على تلك التبة لمنع الطائرات من التحليق وإصابة قواتنا".

وتابع" صدرت الأوامر من القيادة لتجهيز رجال سرية "الحية" للسيطرة على التبة و إسقاط طائرات العدو في خلال ساعة واحدة، حتى نكشف المنطقة بالكامل، وتلقينا تحذير أننا إذا لم نعود في خلال ساعة سيتم قصفنا من المدفعية المصرية، والتي تلقت أوامر بوقف الإطلاق في فترة معينة لضمان عدم إصابتنا في مدى الإطلاق، وهذا ما صعب المسؤولية علينا".

واستكمل حديثه قائلا:تم اختيار 7 جنود للمهمة، منهم 4 رماة و 2 للإشارة وجندي للحراسة، و تم نقلنا بالقرب من موقع التبة بسيارة صغيرة، وبدأن بعمل حفر للاختباء داخلها حتى لحظة الهجوم، وعند سماع أزيز طائرات العدو طلبنا الإذن من القيادة بالتعامل، ونجحنا في إسقاط 3 طائرات إسرائيلية فور عبورها بالقرب من التبة بقاذفات الصواريخ التي حملناها معنا".

واستطرد قائلا: أنجزنا مهمتنا في 45 دقيقة، وكانت الأوامر أن ننتظر عودة السيارة بأسرع وقت ممكن لتعيدنا لموقعنا، ولكن المدفعية الإسرائيلية كانت أسرع من زملائنا فبدأ العدو بإطلاق سيلا من الطلقات المدفعية على موقعنا، ليستشهد اثنين من زملائنا وأصبت بشظايا في رأسي وأصيب ثلاثة من زملائي".

وقال:" لا زلت أذكر لحظة استشهاد زملائي في المهمة، لم أتمالك نفسي وقتها من البكاء، ولكن أذكر جيدا اللحظات الأخيرة قبل وفاتهم، عندما منحهم الله القدرة على الكلام رغم إصاباتهم البالغة، عندما رددوا "شهداء الحمد لله"، وأجبناهم قائلين: "نتمنى اننا نكون زيكم شهداء"، متابعا" حتى عادت إلينا السيارة وعدنا بزملائنا وجثامين الشهداء".

إسقاط 3 طائرات فانتوم بعد 24 ساعة من عملية "التبة"

وذكر "الأمير" ما حدث في اليوم الثاني من عملية "التبة" عندما حاول العدو الإسرائيلي الانتقام لما تعرض له من هجوم، إذا تم مهاجمة سرية قريبة من نقطة تمركزهم تابعة لنفس الكتيبة الحربية، بثلاثة طائرات فانتوم، فما كان من القيادة إلا أن تعلن الطوارئ لدعم زملائهم وإسقاط الطائرات، ليتمكن وزملائه من إسقاط الطائرات الثلاثة بسلاح الحية مرة أخرى، مبينا أن الطائرة الفانتوم كانت أحدث طائرة عسكرية في هذا الوقت وكان يتم إسقاطها بواسطة اثنين من الرماة يستهدف كل منهم محرك للطائرة حيث يجب تدمير الاثنين معا نظرا لوجود محرك ثالث احتياطي يتم تشغيله كبديل في حالة إصابة أحد المحركين الأساسيين".

18 أكتوبر إسرائيل انتهت وكنا نحارب أمريكا

وأكمل "الأمير" روايته قائلا : بدءا من يوم 18 أكتوبر كنا نحارب أمريكا وليس إسرائيل، فقد كنا نرى الطيران الأمريكي على مسافات منخفضة بدءا من هذا اليوم وكنا نستطيع تمييزه حيث كانت الطائرات بلون مختلف عن طيران العدو الإسرائيلي، وأيضا كان شعار أمريكا على ذيل الطائرات ولم يكن هناك وقت لديهم لتغييره بشعار إسرائيل.

وتابع: إسرائيل انتهت فعليا في 6 ساعات، فلم يكن لديها أي قوات سواء مشاة أو دفاع جوى أو مدرعات جميع معدتها كان تم تدميرها، وكان الجيش المصري مسيطر تماما على سيناء لولا الثغرة والدعم الأمريكي للعدوان، لدرجة أن لواء إسرائيلي كامل تم أسره يدعى لواء "عساف ياجوري"، وهذا ما جعل الرئيس السادات يقبل بوقف إطلاق النار لأنه كان يعرف أنه في حرب مع دولة أخرى وأن الجيش المصري بذل كل جهوده للانتصار على إسرائيل .

فيديو قد يعجبك: