القوات الأمريكية تبدأ بالانسحاب من قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق
كتب : مصراوي
القوات العسكرية الأمريكية
وكالات
ذكرت وسائل إعلام عربية في 18 أغسطس، أن قافلة عسكرية أمريكية غادرت قاعدة عين الأسد الجوية، وهي منشأة عسكرية تستضيف قوات أمريكية غربي العراق، متوجهة إلى سوريا.
ونقلت وكالة "شفق نيوز" عن مصدر أمني عراقي أن جميع الجنود الأمريكيين سيغادرون عين الأسد بحلول 15 سبتمبر. وقد تبقى أعداد محدودة من القوات الأمريكية في بغداد، بينما يُعاد نشر البعض الآخر في قواعد داخل سوريا وأربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وفي تصريح لوكالة الأنباء العراقية، قال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" ستنتهي في بغداد وقاعدة عين الأسد الشهر المقبل.
وأضاف علاوي: "يأتي هذا التطور في إطار اتفاق العراق مع دول التحالف على إنهاء مهمة التحالف ضمن الإطار الزمني المُعلن مسبقًا بين عامي 2025 و 2026.
وبموجب هذا الاتفاق، سينتهي الوجود الرسمي للتحالف في مقراته ببغداد وقاعدة عين الأسد الجوية في سبتمبر 2025، ما يمهد لمرحلة جديدة من التعاون الأمني تركز على الأدوار الاستشارية وبناء قدرات قوات الأمن العراقية".
وأكد مسؤول أمريكي لصحيفة The National، أن المهمة الأمريكية في العراق تنتقل إلى ترتيبات أمنية ثنائية بين العراق والولايات المتحدة وفق الجدول المقرر.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أنشأت قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب (CJTF-OIR) عام 2014 بهدف هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق. وأعلنت الوزارة في سبتمبر 2024، عن أحدث مرحلة انتقالية لهذه القوة، التي تتألف من خطتين مرحليتين، تنتهي الأولى الشهر المقبل.
وجاء في بيان وزارة الدفاع: "في المرحلة الأولى ستنتهي مهمة التحالف العسكرية في العراق، ما يعني انسحاب قوات التحالف من مواقع محددة وفق اتفاق متبادل. تبدأ فترة الانتقال في العراق الآن وستنتهي في سبتمبر 2025". أما المرحلة الثانية، المقرر استمرارها حتى سبتمبر 2026، فتركز على مواجهة تنظيم داعش في سوريا.
لكن بعض السياسيين العراقيين أعربوا عن قلقهم بشأن الوضع الأمني في البلاد مع تقليص الوجود الأمريكي.
إذ يخشى مسؤولون عراقيون من أن أي اضطراب في سوريا قد ينعكس على العراق ويوفر فرصة لتنظيم داعش لإعادة تنظيم صفوفه. كما أن الطائفة الشيعية في العراق لا تثق بالنظام الجديد في سوريا، وتُبدي عداءً خاصًا للرئيس المؤقت أحمد الشرع الذي سبق أن قاتل ضمن صفوف القاعدة في العراق خلال حرب العراق.
كما يواجه العراق لحظة سياسية متوترة على خلفية اتهامات بتدخلات خارجية في شؤونه، إذ تُوجَّه الاتهامات إلى كل من الولايات المتحدة وإيران. وتعارض واشنطن وأطراف سياسية عراقية محاولات إيران ترسيخ نفوذها في البلاد عبر تشريعات تهدف إلى تعزيز قوات الحشد الشعبي – وهي تشكيل أمني عراقي يضم ميليشيات عديدة مدعومة من إيران – كهيئة حكومية مستقلة.
وفي المقابل، ردت الفصائل الموالية لإيران في العراق على هذه التحولات بإدانة استمرار الوجود الأمريكي. فقد أكدت ميليشيا كتائب حزب الله، إحدى فصائل الحشد الشعبي والمدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية، أنها ماضية في المطالبة بخروج القوات الأمريكية مهما كلّف الأمر من "ثمن أو تضحيات"، مشيرة إلى أنها لن تقبل بوجودها بعد سبتمبر 2025.
وتُتهم هذه الميليشيا سابقًا باستهداف القوات الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك مشاركتها المحتملة في الهجوم على قاعدة "تاور 22" في الأردن الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في يناير 2024.
إلى جانب ذلك، يُتوقع أن تشهد المنطقة جولة جديدة من التصعيد بين إيران وإسرائيل، ومن غير المرجح أن تبقى الميليشيات العراقية على الحياد إذا اندلع هذا الصراع مجددًا. وقد حذر قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآني، الفصائل الموالية لإيران في العراق في يوليو الماضي من أن إسرائيل تمتلك "قائمة واسعة من الأهداف" لضربها داخل العراق.
...