إعلان

تحركات عسكرية أمريكية قرب فنزويلا.. هل تقترب الضربة المباشرة؟

كتب : سهر عبد الرحيم

04:26 م 03/11/2025

الرئيس الفنزويلي والرئيس الامريكي

تابعنا على

ترجمة- سهر عبد الرحيم:

كشف تحقيق مصور أجرته وكالة "رويترز"، أن الجيش الأمريكي يقوم بتطوير قاعدة بحرية مهجورة منذ وقت طويل تعود إلى فترة الحرب الباردة في منطقة البحر الكاريبي، مما يشير إلى استعدادات لعمليات مستدامة يمكن أن تساعد في دعم الإجراءات الأمريكية المحتملة داخل فنزويلا.

وكانت أعمال البناء في قاعدة "روزفلت رودز" البحرية السابقة في إقليم بورتوريكو الأمريكي - التي أغلقتها البحرية منذ أكثر من 20 عامًا - جارية في 17 سبتمبر الماضي عندما بدأت الأطقم في تطهير وإعادة رصف ممرات الطيران المؤدية إلى المدرج، وفقًا للصور التي التقطتها "رويترز".

صووورة 1

انسحبت البحرية من المنشأة عام 2004، وكانت "روزفلت رودز" إحدى أكبر المحطات البحرية الأمريكية في العالم. وصرح مسؤول أمريكي بأن القاعدة تشغل موقعًا استراتيجيًا وتوفر مساحة واسعة لجمع المعدات.

وبالإضافة إلى تطوير قدرات الهبوط والإقلاع في مطارات روزفلت رودز، تقوم الولايات المتحدة ببناء مرافق في المطارات المدنية في بورتوريكو وسانت كروا في جزر فيرجن الأمريكية. وتقع المنطقتان التابعتان للولايات المتحدة على بعد حوالي 500 ميل من فنزويلا.

وقال 3 مسؤولين عسكريين أمريكيين و3 خبراء بحريين، لـ"رويترز"، إن البناء الجديد في بورتوريكو وجزر فيرجن يشير إلى استعدادات قد تُمكّن الجيش الأمريكي من تنفيذ عمليات داخل فنزويلا.

صوورة 2

وقال كريستوفر هيرنانديز روي، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لرويترز: "أعتقد أن كل هذه الأمور مصممة لتخويف نظام مادورو (الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو) والجنرالات من حوله، على أمل أن يؤدي ذلك إلى خلق انقسامات".

وراقبت "رويترز" في التحقيق الذي أجرته، النشاط العسكري الأمريكي في المنطقة خلال الشهرين الماضيين، والتقطت صورًا لقواعد عسكرية أمريكية، وراجعت صور الأقمار الصناعية، وبيانات تتبع السفن والرحلات الجوية، ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي. كما تتبعت الوكالة تحركات السفن العسكرية الأمريكية من خلال تقارير ميدانية وصور ومقاطع فيديو مفتوحة المصدر.

صوورة 3

وأفادت الوكالة، بأن التعزيزات العسكرية في المنطقة هي الأكبر من نوعها غير المرتبطة بإغاثة الكوارث منذ عام 1994، عندما أرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات وأكثر من 20 ألف جندي إلى هايتي للمشاركة في "عملية دعم الديمقراطية".

ومنذ أوائل سبتمبر الماضي، نفذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 14 ضربة ضد سفن مزعومة لنقل المخدرات في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، مما أسفر عن مقتل 61 شخصًا.

وأدت الضربات على سفن المخدرات المزعومة إلى زيادة التوترات مع فنزويلا وكولومبيا ولفتت الانتباه إلى جزء من العالم لم يحصل على موارد محدودة داخل الجيش الأمريكي في السنوات الأخيرة.

صوورة 4

ومن جانبه، قال البيت الأبيض تعليقًا على التوسع العسكري في المنطقة، إن الرئيس دونالد ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بالتصدي لعصابات المخدرات في المنطقة.

وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان لرويترز: "لقد اتخذ إجراءات غير مسبوقة لوقف آفة الإرهاب المرتبط بالمخدرات التي أدت إلى مقتل أمريكيين أبرياء دون داع".

وبدأ التعزيز العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي في أغسطس الماضي، مع وصول السفن الحربية وغواصة تعمل بالطاقة النووية وطائرات مقاتلة وطائرات تجسس.

وأشارت الوكالة، إلى أن مجموعة حاملة الطائرات فورد الهجومية، التي تضم نحو 10 آلاف جندي وعشرات الطائرات وأنظمة الأسلحة، في طريقها من البحر الأدرياتيكي. وقد عبرت إحدى مدمرات فورد جبل طارق في 29 أكتوبر، وفقًا لصور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع السفن.

صووورة 5

بناء القواعد الكاريبية

تُجري بعض أبرز التحسينات في البنية التحتية داخل قاعدة "روزفلت رودز" السابقة، إذ تعمل الأطقم على تحديث مدارج الطيران ضمن تطويرات يقول محللون إنها ستجعلها صالحة لاستخدام كلٍّ من الطائرات المقاتلة وطائرات الشحن.

وقال مارك كانسيان، العقيد المتقاعد في سلاح مشاة البحرية الأمريكية والمستشار الكبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن التغييرات كانت متسقة مع الاستعدادات لزيادة عمليات هبوط وإقلاع الطائرات العسكرية.

صوووووورة 6

وصرح هيرنانديز روي، زميل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لرويترز، بأنه من المحتمل أن يكون الجيش الأمريكي يُصلح الحفر فحسب. لكنه أضاف: "إذا كان تركيزكم منصبًّا الآن على نصف الكرة الغربي، فمن المنطقي تمامًا أن ترغبوا في إعادة فتح ما كان في السابق محطة بحرية ضخمة، والتأكد من قدرتها على استيعاب مختلف أنواع هياكل الطائرات التي يستخدمها الجيش الأمريكي".

ورصدت رويترز أيضًا تغييرات كبيرة في مطار رافائيل هيرنانديز، ثاني أكثر المطارات المدنية ازدحامًا في إقليم بورتوريكو الأمريكي.

صووووورة 7

وبحلول منتصف شهر أكتوبر الماضي، كان الجيش الأمريكي قد نقل معدات الاتصالات وبرج مراقبة الحركة الجوية المتنقل - والذي يستخدم عادة لتنسيق زيادة الطائرات في مناطق الحرب أو بعد الكوارث.

وانطلقت ثلاث قاذفات من طراز بي-52 من قاعدة باركسديل الجوية في شريفبورت بولاية لويزيانا، وحلقت قبالة سواحل فنزويلا قبل العودة إلى القاعدة، وفقًا لبيانات تتبع الرحلات الجوية.

صوورة 8

وفي أواخر أكتوبر، أطلقت القوات الجوية الأمريكية قاذفات لانسر الأسرع من الصوت من قاعدة دايس الجوية في أبيلين بولاية تكساس وقاعدة جراند فوركس الجوية في داكوتا الشمالية قبالة سواحل فنزويلا، وفقًا لبيانات تتبع الرحلات الجوية.

وتظهر صور الأقمار الصناعية بناء منشأة لتخزين الذخيرة في المطار - على الرغم من أن الخبراء الذين تحدثت إليهم "رويترز" قالوا إنه لم يتضح على الفور ما هي الأسلحة التي يمكن تخزينها هناك.

وقال العقيد المتقاعد، مارك كانسيان: "هذا مهم للغاية. يمكن استخدامها على المدى القريب في عملية ضد فنزويلا". لكنه أقرّ بأن المنشأة قد تُشير أيضًا إلى تخطيط طويل الأمد ضد عمليات مكافحة الكارتل.

صووورة 9

وفي جزيرة سانت كروا القريبة، تظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في شهري سبتمبر وأكتوبر أيضًا أنشطة بناء في مطار هنري إي. رولسن المدني، حيث تُركن الطائرات وتُجرى صيانتها. وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز، إن تحسين ساحات انتظار الطائرات قد يسمح لمزيد من الطائرات العسكرية الأمريكية بالوقوف والتزود بالوقود.

كما يجري تعزيز الطائرات العسكرية الأمريكية. فإلى جانب حاملة الطائرات فورد، التي تتسع لأكثر من 75 طائرة عسكرية، أرسل البنتاجون 10 طائرات متطورة من طراز إف-35 وطائرات تجسس، وفقًا لتقارير سابقة لرويترز.

واختتمت "رويترز" تحقيقها، بالقول إنه رغم أن نهاية هذا الحشد الضخم لم تتضح بعد، فإن الأمور جاهزة للعمليات داخل فنزويلا، وهو ما اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس الماضي.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان