إعلان

بريطانيا تتوقع إعلان بوتين عن ضم مناطق أوكرانية لروسيا في خطاب للبرلمان

07:49 م الثلاثاء 27 سبتمبر 2022

وزارة الدفاع البريطانية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (بي بي سي)

أشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى وجود "إمكانية واقعية" لإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ضم مناطق محتلة في أوكرانيا عندما يلقي خطاباً متوقعاً في البرلمان الجمعة.

وقد دخلت عملية التصويت في الاستفتاءات الشعبية التي تُجرى في المناطق المحتلة يومها الخامس والأخير ومن المنتظر أن تنتهي اليوم الثلاثاء.

وتقول أوكرانيا والغرب إن النتيجة تقررت بالفعل من قبل الكرملين وستستخدم ذريعة من أجل الاستيلاء غير الشرعي على أراض أوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن "قادة روسيا يأملون بالتأكيد بأن يُنظر لأي إعلان بالضم على أنه تبرير لـ"العملية العسكرية الخاصة" وسيعزز من الدعم الوطني للحرب".

لكنها أضافت بأن هذا الأمل "من المرجح أن يقوّض بفعل الوعي الداخلي المتزايد بالهزائم التي منيت بها روسيا مؤخراً في ساحات القتال والشعور الكبير بعدم الارتياح إزاء التعبئة الجزئية التي أعلنت الأسبوع الماضي".

وقال الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إنه سيفرض عقوبات على منظمي عمليات التصويت "غير الشرعية" في أربع مناطق محتلة في أوكرانيا والتي تجريها روسيا باعتبارها "عمليات استفتاء" بهدف ضم تلك المناطق.

وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل، للصحفيين إنه "ستكون هناك عواقب بالنسبة لجميع من شاركوا في عمليات الاستفتاء غير القانونية وغير الشرعية".

ما الذي سيجري بعد انتهاء الاستفتاء؟

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن وسائل إعلام روسية رسمية نشرت معلومات حول ما سيجري بعد انتهاء عمليات الاستفتاء استناداً إلى تجربة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.

ومثلما حصل تماماً مع ضم القرم الذي لم يحظ أبداً باعتراف من قبل المجتمع الدولي، فإن كييف وحلفاءها تعهدوا بعدم قبول النتائج.

لكن الكرملين حريص على منح عمليات الاقتراع مظهراً من الاحترام من خلال اتباع عملية تصويت شرعية ظاهرياً.

فستكون هناك فترة لعد الأصوات، بعدها تعلن "مفوضيات الانتخابات" - التي شكلها الكرملين في كل واحدة من المناطق الأربع - عن "نتائج أولية".

ويتوقع الإعلان عن هذه النتائج مساء الثلاثاء أو في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وإذا صوتت المناطق لصالح الانضمام إلى روسيا - وهي نتيجة متوقعة سلفاً - فإن البرلمان الروسي، أي مجلس الدوما، سيصادق على معاهدة تضم رسمياً المناطق الأربع للأراضي الروسية.

وكانت وكالتا الأنباء الرسميتان في روسيا "تاس" و "ريا نوفوستي" قد نقلتا خلال نهاية الأسبوع عن مصادر في البرلمان قولها إن مشروع قانون الضم يمكن أن يُعرض على مجلس الدوما مساء الثلاثاء ويصادق عليه الأربعاء.

وقال رئيس البرلمان، فياتشيسلاف فولودين، الأسبوع الماضي إنه "سيدعم" عملية ضم المناطق لروسيا - وهي لوهانسك ودونيتسك في الشرق وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب.

ثم ستصادق الغرفة العليا في البرلمان، مجلس الاتحاد، على مشروع القانون. وتقول وكالات أنباء روسية إن الإجراء الشكلي لعملية الضم يمكن الانتهاء منه يوم الأربعاء أو الخميس.

وبحسب تلك الوكالات، من المتوقع أن يعلن الرئيس بوتين رسمياً الجمعة عن أن المناطق الأوكرانية قد أصبحت جزءاً من روسيا.

وقد يأخذ هذا شكل خطاب في الكرملين موجه لأعضاء واحدة من غرفتي البرلمان أو كلتيهما.

وقالت وكالة تاس الروسية إن أعضاء مجلس الشيوخ أُبلغوا بأن عليهم أن يجروا ثلاثة اختبارات لكوفيد-19 استعداداً لـ "حدث مهم" الجمعة - وهو شرط أساسي لأي شخص يلتقي بالرئيس في الكرملين.

لكن يبقى هناك احتمال وارد بأن يعلن بوتين عن ذلك قبل الجمعة.

ففي العام 2014، وقّع على المعاهدة التي تضم القرم لروسيا بعد يومين فقط من إجراء الكرملين استفتاء حول الضم هناك.

وتم التوقيع، في مراسم خاصة بالكرملين، حتى قبل أن تُعرض مسودة المعاهدة على البرلمان.

التحذير النووي

وعلى الصعيد ذاته، قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف إن روسيا لديها الحق في استخدام أسلحة نووية "اذا اقتضت الضرورة ذلك"، وإن هذا الأمر "ليس خدعة بالتأكيد".

وقال ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن موسكو ستضطر للرد على التهديدات إذا ما دُفعت بشكل "يتجاوز نطاق حدودها".

وحذّر من أن روسيا سترد "بدون الكثير من المشاورات" في ظل تنامي التوترات مع الغرب بشأن عمليات الاستفتاء التي يقول إنها فاقدة لمصداقيتها والتي تجري حول ما إذا كان يتعين على المناطق الأوكرانية المحتلة أن تنضم إلى الاتحاد الروسي.

وقال ميدفيديف في منشور له على منصة "تليغرام" إنه يعتقد أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" لن "يتدخل بشكل مباشر في الصراع حتى ضمن هذا السيناريو".

وأضاف أن "الديماغوجيين عبر المحيط في أوروبا لن يقدموا على الموت في كارثة نووية".

يأتي هذا التحذير الأخير من موسكو في وقت سارعت فيه الدول الأوروبية إلى إجراء تحقيق في عمليات تسرب لا تجد لها تفسيراً في اثنين من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي في بحر البلطيق والتي من شأنها أن تعيق الجهود الرامية إلى إعادة تشغيل الخط الرئيسي الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا.

وقال الكرملين، الذي ألقى باللائمة على وجود مشاكل فنية في عمليات الانقطاع السابقة لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، إنه لا يمكنه استبعاد فرضية العمل التخريبي، لكنه لم يذكر الجهة التي قامت بالتخريب ودعا إلى إجراء تحقيق في الأمر.

وكانت المواجهة الروسية مع الغرب قد أدت إلى زيادة التضخم العالمي وعمّقت من أزمات الطاقة والغذاء في العديد من الدول منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، والذي قوبل بعقوبات غربية قاسية وإدراءات انتقامية روسية.

ويُعتبر التحذير النووي الذي صدر عن ميدفيديف الثلاثاء واحداً من تحذيرات عديدة صدرت عن بوتين ومساعديه في الأسابيع الأخيرة.

ويقول محللون إن هذه التحذيرات ترمي إلى ردع أوكرانيا والغرب من خلال التلميح إلى الجاهزية لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية من أجل الدفاع عن المناطق التي سيتم ضمها، والتي واجهت فيها القوات الروسية هجمات أوكرانية مضادة قوية خلال الأسابيع الأخيرة.

ولم يحدد الناتو والولايات المتحدة علناً وبالتفصيل كيف سيردان على هجوم نووي روسي محتمل على أوكرانيا، لكن جيك سوليفان، مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، أبلغ شبكة "سي بي أس" الأمريكية الأحد أن واشنطن أوضحت لموسكو ما وصفه بـ "عواقب كارثية" على روسيا.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخائيلو بودولياك، في مقابلة مع صحيفة "بليك" السويسرية إن أوكرانيا تستعد لاحتمال تلقي ضربة نووية روسية، لكنه قال إن العبء يقع على كاهل الدول التي تملك أسلحة نووية في ردع روسيا.

وتساءل قائلاً: "إلى أين سنقوم بإجلاء الناس في حالة توجيه ضربة نووية روسية لأوكرانيا؟ ولهذا السبب يعتبر استخدام أسلحة نووية مسألة أمن عالمي- ولم يعد الأمر يتعلق بأوكرانيا وحدها".

وقال بودولياك في المقابلة نفسها إن الأوكرانيين الذين ساعدوا روسيا في تنظيم عمليات الاستفتاء حول الضم سيواجهون تهمة الخيانة وعقوبة السجن خمس سنوات على الأقل.

وقال إن "لدينا قوائم بأسماء الأشخاص المتورطين بشكل ما"، مضيفاً بأن الأوكرانيين الذين أجبروا على التصويت لن يعاقبوا. فقد أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن صناديق الاقتراع كانت تُنقل من بيت لآخر ويُجبر قاطنوها على التصويت أمام القوات الروسية.

ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد منطقة من المناطق التي جرى فيها الاستفتاء تخضع للسيطرة الكاملة من قبل موسكو وأن هناكقتالاً يجري على طول خطوط المواجهة، إذ تفيد القوات الأوكرانية بتحقيق المزيد من التقدم منذ أن ألحقت الهزيمة بالقوات الروسية في منطقة خامسة هي خاركيف في وقت سابق من هذا الشهر.

قتال عنيف

وتفيد الأنباء بأن القوات الأوكرانية تخوض الثلاثاء قتالاً عنيفاً ضد القوات الروسية في مناطق مختلفة من أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منطقة دونيتسك في الشرق ما تزال أولوية استراتيجية قصوى لبلاده- ولروسيا- حيث يدور قتال عنيف بشكل خاص في عدة بلدات مع محاولة القوات الروسية التقدم باتجاه الجنوب والغرب.

وقال بافلو كيريلينكو، حاكم المنطقة، إن ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح 13 في منطقة دونيتسك خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وهناك تقارير تتحدث عن وقوع اشتباكات في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد - والتي كانت محور هجوم أوكراني مضاد هذا الشهر.

كما تواصل القوات الأوكرانية حملتها لتعطيل عمل الجسور والمعابر الأخرى على الأنهار لتعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية في الجنوب.

وشاهد صحفي يعمل مع وكالة "رويترز" للأنباء في مدينة زابوريجيا حفرة كبيرة بالقرب من أحد المطاعم في جزيرة "خورتيتسيا" وعمالاً يعملون على تفكيك أسلاك الكهرباء وقطع الأشجار. وقال صاحب المطعم إنه لم يُصب أحد في الهجوم الذي تم خلال الليل.

وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط الثلاثاء ثلاث طائرات مسيرة إيرانية الصنع تشغلها روسيا عقب وقوع هجوم على منطقة "ميكولايف".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: