إعلان

شهادات من جنوب أوكرانيا: انتهاكات ونهب وتعامل مع العدو ومقاومة

09:48 م الثلاثاء 03 مايو 2022

علم أوكرانيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كييف - (ا ف ب)

بين الانتهاكات والنهب والتعامل مع العدو والمقاومة في مناطق في جنوب أوكرانيا تسيطر عليها القوات الروسية، "عانى السكان الكثير" خلال "شهرين تحت الاحتلال" حسب ايغور كيدريافتسيف الذي روى لوكالة فرانس برس، مع نحو عشرة أوكرانيين الآخرين، ما عاشوه يوميا.

فرّ ايغور كيدريافتسيف (35 عامًا) الأسبوع الماضي من نوفوترويتسكي في منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا مع زوجته وابنته.

ويقول "إذا نطقتم كلمة واحدة باللغة الأوكرانية وسمعكم أحد وأخبرهم، يأتون إلى منزلكم ويخطفونكم البعض يعود، والبعض لا يعود. لا يمكننا أن نعيش هكذا".

توقّف كيدريافتسيف في زابوريجيا، وهي مدينة صناعية كبيرة في جنوب أوكرانيا لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية. القتال بعيد عشرات الكيلومترات فقط في الجنوب الذي يقضم منه الروس أجزاءًا من الأراضي شيئًا فشيئًا، كما في الشرق.

ولا تزال زابوريجيا مدخلًا لمناطق أوكرانية لا تزال تحت سيطرة السلطة الأوكرانية.

يصل مئات الأشخاص يوميًا من أراض محتلّة إلى زابوريجيا، بعضهم يعبرونها فقط، فيما آخرون يبقون، مثل ناتاشا بورتش التي تركت منطقة أوريخيف (جنوب زابوريجيا) برفقة ولديْها البالغين عامين وستة أعوام.

تُسيطر القوات الروسية بشكل جزئي على أوريخيف.

وتقول بورتش "كانوا دائمًا ثمالى. كانوا يمشون في الشوارع وهم يوجهون أضواءهم إلى النوافذ، وكانوا أحيانًا يطلقون النار".

سرقات ممنهجة

تؤّكد ناتاشا بورتش أن بعض الذين تعرفهم وجدوا أنفسهم مسجونين في أقبيتهم و"أيديهم وأرجلهم مقيدة"، وأن والدة إحدى صديقاتها "خطفت" و"لا أحد يعرف ما حدث لها".

جندي أوكراني يُدعى غريغوري يلتقي زوجته أوكسانا للمرة الأولى منذ عام بعد فرارها من منطقة محتلّة من الروس إلى زابوريجيا في جنوب أوكرانيا في 2 مايو 2022 ايد جونز ا ف ب

وتصف أيضًا عمليات سرقة ممنهجة، قائلة "كانوا يسرقون المال والسيارات. وإذا لم يكن أحدهم مستعدًا لإعطاء سيارته، كانوا يطلقون النار عليه في ساقيه".

وطلب عدة أشخاص تحدثت معهم وكالة فرانس برس أن تتم الإشارة إليهم بأسماء مستعارة. غير أن الاتهامات بارتكاب الروس عمليات سرقة تكررها كلّ الشفاه.

ويقول ايغور كيدريافتسيف "كانت حياتنا هادئة وكُنّا نعمل. ثمّ وصلوا ودمّروا كلّ شيء يأخذون كلّ معداتكم وسياراتكم. يأخذون الحبوب من الفلّاحين".

وتُعدّ مسألة الأرض والفلاحة بغاية الحساسية في أوكرانيا وهي مُصدّر زراعي عملاق إلى العالم أجمع. وفي نهاية أبريل، اتهم الادّعاء العام في زابوريجيا الجنود الروس بسرقة "61 طنًا من القمح" في المنطقة.

ويروي أوليكسي (اسم مستعار) وهو مزارع يأتي بشكل منتظم إلى زابوريجيا لبيع خضرواته وفاكهته، كيف سلبت القوات الروسية أطنانًا من الخيار من شركة مهمّة في المنطقة بغية إعادة بيعها "في شبه جزيرة القرم".

لكن بالنسبة لغالبية الأوكرانيين، تتبلور الممارسات التعسّفية للمحتلّ عند حواجز الطرق بشكل خاص.

يؤكّد ليو (اسم مستعار) أن أحد أبناء عمّه قُتل في الأيام الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا بعدما رفض الوقوف عند حاجز نوفا كاخوفكا وهي مدينة قريبة من خيرسون.

ويقول الرجل البالغ من العمر 33 عامًا "ربّما أراد الاحتجاج؟ مات على كلّ الأحوال داخل السيارة وهو يحاول حماية جدّتنا بجسمه".

ذلّ يومي

ويروي الذلّ اليومي الذي يشعر به الذين يمرّون على الحواجز.

ويقول إن الروس "يسألونك: هل يمكنكم 'مشاركتنا' بهذا أو ذاك؟ وتفهم حينها أن إذا لم تشاركهم، ستبقى على الحاجز لفترة طويلة جدًا فعلًا".

ويلفت أوليكسي إلى أنه وجد نفسه "ثلاث مرات في سرواله الداخلي" على الطريق، بعدما أمرته عناصر موالية لروسيا في دونباس بخلع ملابسه "للتأكد من أن لم يكن (لديه) أي وشوم مؤيدة لأوكرانيا".

ويُعدّ هذا إجراء شبه عادي، بحسب سيرغي بوتشينوك الذي فرّ مع زوجته وأطفالهما الأربع من توكماك في جنوب زابوريجيا والتي بدأ الروس يسيطرون عليها منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويقول "كنّا نرى أشخاصًا بملابسهم الداخلية على كلّ حاجز".

غير أن المعاملة ليست نفسها مع جميع الأوكرانيين، لأن البعض يرى حتمية المقاومة في مواجهة الاحتلال، فيما يرى البعض الآخر فرصة للتعامل مع العدو.

ويتعامل "عدد كبير من الأشخاص مع الروسيين" في توكماك التي كانت تضمّ 30 ألف نسمة قبل بداية الحرب، بحسب أوليسيا بوتشينوك الغاضبة بعدما أصبح ضابط أوكراني روسي عميلًا في غضون يومين بالكاد.

وتقول "يعمل المجرمون حاليًا مع الروس المدينة خاضعة لحمايتهم، هم يوزّعون المساعدة الانسانية" يراكمونها بطريقة غير منظّمة "حتّى يتقاتل الناس من أجل الغذاء".

وتتذكر ناتاشا بورتش دبّابة روسية كانت واقفة في زاوية الشارع، قائلةً "كان الناس يجلبون الفاكهة للجنود كانت فتيات يسلّمن أنفسهنّ لهم".

في اينيرغودار، وهو موقع أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وخاضع لسيطرة موسكو الآن، "يتعاون العديد من رواد الأعمال مع الروس لمواصلة ممارسة الأعمال التجارية"، بحسب تيتيانا وهي مُدرّسة لغة أوكرانية تبلغ من العمر 44 عامًا.

وتضيف "إنهم يشترون منتجات شبه جزيرة القرم ويعيدون بيعها بأسعار باهظة".

"نعلم من أنت. انتبه"

ويصف جميع الذين قابلتهم وكالة فرانس برس محلات وصيدليات فارغة في الأراضي الأوكرانية الخاضعة حاليًا لسيطرة روسية، بحيث أصبحت بعض السلع باهظة الثمن.

فارتفع سعر السكر بثلاث مرّات، بحسب المزارع أوليكسي، وذلك بسبب التعاونيات "التي تسعى إلى تحقيق الربح".

وقام نحو 500 من الـ20 ألف نسمة في بولوغوي بالتعامل مع الروس، بحسب قوله.

ويقول أوليكسي "لدينا مجموعة على تطبيق فايبر للمحادثة. أحيانًا ترد رسالة مع كنية، يأتي فيها نعلم من أنت. انتبه".

غير أن المقاومة بدأت تتشكّل وبدأت تقضي على الجنود الموالين لروسيا القادمين من دونباس إلى الجنوب، بحسب قوله.

ويضيف أوليكسي "لكلّ منّا جبهته القتالية. نفعل ما نستطيع فعله".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: