إعلان

اردوغان والناتو: تركيا طفل الناتو المشاغب

01:06 م السبت 28 مايو 2022

رجب طيب اردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

خلال أسبوعين تسبب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إثارة ضجة كبيرة بعد اعتراضه على طلبات فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهاجم اليونان، العضو في التحالف، وأعلن عن خطط للقيام بتوغل جديد في سوريا.

يبدو أن أردوغان، حسب وكالة أسوشيتيد برس الإخبارية، يستخدم دور تركيا كوسيط في حرب أوكرانيا وقدرته على استخدام حق النقض (الفيتو) كفرصة لتحقيق أهدافه واجبار بعض الدول الأعضاء في التحالف على اتخاذ إجراءات ضد الجماعات التي تعتبرها الحكومة التركية إرهابية، بينما تستعد بلاده لإقامة انتخابات مهمة العام المقبل.

وفيما يلي ألقت أسوشتيد برس الضوء على المكاسب التي يسعى اردوغان تحقيقها من وراء تصرفاته الحالية.

ماذا تريد تركيا؟

تضغط تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيوش الناتو، من أجل تحقيق مطالب لطالما سعت إليها، والتي تتمثل في أن تشن السويد وفنلندا حملة قمع على كيانات، تقول أنقرة إنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.

وفي الوقت نفسه، تريد الحكومة التركية أن تنهي هلسنكي وستوكهولم دعمهما المزعوم لوحدات حماية الشعب الكردية السورية.

يعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية في تركيا وأوروبا والولايات المتحدة.

وتسعى أنقرة إلى تسليم مطلوبين مشتبه بهم في جرائم متعلقة بالإرهاب تقول إنهم موجودين في فنلندا والسويد، بينما يرفض المرشحان لحلف شمال الأطلسي الاتهامات الموجهة إليهما بدعم حزب العمال الكردستاني أو الجماعات الإرهابية الأخرى.

كذلك تأمل تركيا في أن ترفع عدة دول أوروبية، بما في ذلك السويد وفنلندا، بعض القيود التي فرضتها على مبيعات الأسلحة التي تحصل عليها، بعد التوغل التركي في سوريا عام ٢٠١٩.

وقالت الباحثة التركية ميرف طاهرأوغلو، منسقة برنامج تركيا في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، إن أردوغان يعتقد أن الناتو بحاجة لبلاده، ما يجعله في وضع يسمح له بالمساومة.

وأضافت:"حلفاء الناتو يريدون أن يبرهنوا لروسيا أن التحالف أكثر اتحادًا من أي وقت مضى، وأن حتى تركيا تحت قيادة اردوغان لن تكون قادرة على إفساد ذلك، لذلك يعلم الرئيس التركي أنه قادر على أن يفلت من العقاب".

لماذا تشن تركيا عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا؟

نفذت تركيا ثلاث عمليات توغل في روسيا منذ عام ٢٠١٦ تسببت في توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة، تتعامل واشنطن مع الجماعات الكردية السورية باعتبارها حلفاء رئيسين في القتال ضد تنظيم داعش، غير أن أنقرة تعتبرهم منظمات إرهابية.

أعلن اردوغان، الاثنين الماضي، خطط لهجوم جديد في شمال سوريا لإنشاء منطقة آمنة بعمق ٣٠ كيلومترًا على طول حدودها الجنوبية، والهدف المعلن منذ فترة طويلة هو ابعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها.

يشير التوقيت إلى أن اردوغان ربنا يستغل هذا الهجوم لحشد الناخبين القوميين، مع التأكيد على دور الوسيط الذي تلعبه أنقرة في الحرب الروسية الأوكرانية.

تعتقد تركيا، حسب مايكل تانتشوم، الزميل البارز في المعهد النمساوي للسياسة الأوروبية والأمنية، إن حلفائها في الناتو لا يقدرون التهديد الذي يشكله حزب العمال الكردستاني وفروعه على تركيا.

في الوقت نفسه، تتمتع تركيا بعلاقات وثيقة بكل من موسكو وكييف، ويوضح تانتشوم- لأسوشيتد برس- أنه في خضم الحرب في أوكرانيا، فإن وضعها يعطي لأنقرة بعض النفوذ لمحاولة التوصل إلى تسوية لهذه القضية التي تحظى بأهمية كبيرة لدى تركيا.

غير أن القيام بتوغل آخر في سوريا في ظل استمرار معارضة تركيا لانضمام فنلندا والسويد للناتو قد يؤثر على نوايا أنقرة الحسنة التي يحاول اردوغان اظهارها في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب طاهرأوغلو من مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط.

ما موقف اليونان؟

تركيا واليونان، الحليفان للناتو، خصمين إقليميين لديهما خلافات طويلة الأمد حول مجموعة من القضايا، بداية من الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط وصولاً إلى مستقبل قبرص المقسمة عرقيًا، اندلعت بينهما في عام ٢٠٢٠ توترات بشأن حقوق الطاقة البحرية.

غضب أردوغان من تعليقات رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس متيسوتاكيس خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، حيث قال المسؤول اليوناني، أثناء مخاطبته الكونجرس، إن الولايات المتحدة يجب ألا تبيع طائرات إف- ١٦ لتركيا تجنبًا لخلق مصدر جديد لعدم الاستقرار في الجناح الجنوبي الشرقي لحلف الناتو.

وردًا على التصريحات اليونانية، قال اردوغان إنه لا يعترف بمتيسوتاكيس وسيلغي اجتماع المجلس الاستراتيجي بين حكومات البلدين.

وأشار الرئيس التركي إلى العداء مع اليونان خلال مناقشته لاعتراض أنقرة على طلبات السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف الناتو، وقال إن بلاده ارتبكت خطأ عندما وافقت على انضمام أثينا للجناح العسكري للتحالف في عام ١٩٨٠، وصمم على عدم ارتكاب نفس الخطأ مع هلسنكي وستوكهولم.

وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الأسبوع في دافوس السويسرية، قال رئيس الوزراء اليوناني إن "تركيا سترتكب خطأً إذا استمرت في استخدام مفاوضات الناتو من أجل تحقيق مصالح شخصية".

ما الدور الذي تلعبه الانتخابات السياسية؟

من المقرر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في تركيا بحلول يونيو ٢٠٢٣ على أبعد تقدير، حظى اردوغان بالدعم الشعبي في الانتخابات الماضية بعد التوغل التركي في سوريا لطرد وحدات حماية الشعب.

وربما يسعى الرئيس التركي، حسب أسوشيتيد برس، للحصول على أصوات القوميين مرة أخرى في وقت يشهد فيه اقتصاد بلاده تدهورًا، إذ بلغ معدل التضخم ٧٠ ٪ تقريبًا.

كما زادت شعبية ادروغان، في السابق، بعد أن بدا وكأنه يقف في وجه اليونان والدول الغربية الأخرى.

قالت

طاهر أوغلو:"أعتقد أن خطته الحالية هي أن يثبت لقاعدة ناخبيه أنه قادر على تقوية الولايات المتحدة وحلفاء الناتو، وهو قادر على القيام بذلك، والتصرف بهذه الطريقة، لأن هؤلاء الحلفاء يحاولون ارضائه منذ بداية الحرب في أوكرانيا".

فيديو قد يعجبك: