إعلان

"جحيم جليدي" وحصار روسي في ماريوبول يهدد عشرات آلاف المدنيين

11:40 م الأربعاء 23 مارس 2022

حصار روسي في ماريوبول

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(دويتشه فيله)

أقرت روسيا بأن من بين أهداف عمليتها العسكرية في أوكرانيا السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية، والتي لا يزال فيها نحو 100 ألف من المدنيين العالقين وسط قصف روسي ومعرضين للجوع في المدينة المحاصرة.

ناشدت أوكرانيا، الأربعاء، دول الغرب تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لها وذلك عشية قمة لحلف شمال الأطلسي، في وقت حذرت من أن قرابة مئة ألف شخص عالقون وسط قصف روسي ومعرضون للجوع في مدينة ماريوبول المحاصرة.

وفر عشرات آلاف الأهالي من المدينة الواقعة جنوبا ومعهم روايات مروعة عن "جحيم جليدي وشوارع تنتشر فيها الجثث وأنقاض المباني المدمّرة"، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش. وفيما دعت الأمم المتحدة روسيا إلى وقف حربها التي "لا يمكن الانتصار فيها"، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام البرلمان الياباني إن مجلس الأمن الدولي عاجز عن أداء وظيفته وبحاجة إلى إصلاح، وذلك بعدما استخدمت روسيا حق النقض لمنع إدانة غزوها لأوكرانيا.

كما دعا في خطاب أمام البرلمان الفرنسي الشركات الفرنسية، ومن بينها رينو ومحلات السوبرماركت أوشان ومتاجر ليروا ميرلان، إلى مغادرة روسيا. وقال "على الشركات الفرنسية أن تغادر السوق الروسي ... على رينو وأوشان وليروا ميرلان وسواها أن تكف عن رعاية آلة الحرب الروسية".

وبعد نحو شهر على الغزو أفضت محادثات سلام إلى توافق بشأن ممرات إنسانية يومية للاجئين، وأبدت أوكرانيا استعدادها لطرح بعض المطالب الروسية في استفتاء عام. لكنها امتنعت حتى الآن عن الرضوخ للضغط الروسي بنزع السلاح والنأي عن جميع التحالفات الغربية. ومن المقرر أن يخاطب زيلينسكي الخميس قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل يشارك فيها الرئيس جو بايدن.

وأعلن المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك الأربعاء أن المفاوضات مع روسيا تواجه "صعوبات كبيرة"، وذلك عقب اتهام موسكو الولايات المتحدة بعرقلة عملية التفاوض. واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء أن الهجوم الروسي على أوكرانيا "متعثّر رغم كل الدمار الذي يتسبب به يومًا بعد يوم". وأضاف متحدثا أمام مجلس النواب الألماني أن على بوتين "أن يستمع للحقيقة وهي أن الحرب لا تدمر أوكرانيا فحسب "إنما مستقبل روسيا أيضا".

حصار ماريوبول

وبالنسبة للأوكرانيين المحاصرين في ماريوبول ومدن أخرى، فإنهم لا يصدقون الحديث الروسي عن السلام على وقع تعرضهم لقصف عشوائي قالت دول الغرب إنه يرقى لجريمة حرب.

وقال زيلينكسي في مقطع فيديو إن أكثر من سبعة آلاف شخص فروا من ماريوبول في الساعات ال24 الماضية، لكن مجموعة كانت تسلك ممرا إنسانيا متفقا عليه غرب المدينة "أسرها المحتلون". وأضاف "اليوم بقي في المدينة نحو مئة ألف شخص يعيشون في ظروف غير إنسانية. في حصار تام بدون طعام وماء ودواء، وتحت قصف مستمر".

وأظهرت مشاهد لماريوبول التقطتها شركة ماكسار للأقمار الاصطناعية، مساحات متفحمة واندلاع النيران في العديد من المباني وتصاعد سحب الدخان من المدينة.

وأفادت القوات الأوكرانية أيضا عن قتال بري "عنيف" فيما "اقتحم جنود المشاة" الروس المدينة بعد أن رفضوا مهلة للاستسلام الاثنين. تقدّر وكالات الأمم المتحدة الخسائر البشرية بين المدنيين في ماريوبول بنحو 20 ألف جريح وربما 3 آلاف قتيل. لكنها تشدد على أن الأرقام الفعلية لا تزال غير معروفة.

و"حتى لو سقطت ماريوبول، لا يمكن غزو أوكرانيا مدينة بمدينة، شارعا بشارع، منزلا بمنزل"، على ما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. أضاف "هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها. عاجلا أم آجلا، سيتعين الانتقال من ساحة المعركة إلى طاولة السلام. هذا أمر لا مفر منه".

موقع استراتيجي مهم

وتعد ماريوبول هدفا محوريا في الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذ تؤمن جسرا بريا بين القوات الروسية في القرم وجنوب الغرب، والمناطق التي تسيطر عليها روسيا إلى الشمال والشرق. وأقرت روسيا بشكل واضح على نحو غير معتاد بأن من بين أهداف عمليتها العسكرية في أوكرانيا السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية.

وقال كيريل ستيبانوف نائب مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين للمنطقة الفيدرالية الجنوبية بروسيا إن السيطرة على ماريوبول ستحقق ربطا بريا آمنا مع شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا. وقال لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية إنه بمجرد سيطرة القوات الروسية على طريق "إم 14" سيصبح هناك ممر نقل يربط بين شبه جزيرة القرم وبين منطقتي دونيتسك ولوهانسك. ويسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على الكثير من مناطق دونيتسك ولوهانسك، وتمكنوا من توسيع مناطق سيطرتهم منذ بدء الغزو الروسي.

عمدة كييف يتهم روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا

ميدانيا أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بعض التقدم في جنوب شرق أوكرانيا وتفاخرت بشن ضربات بأسلحة من الجيل القادم ضد "بنى تحتية عسكرية" في أنحاء هذا البلد. لكن أوكرانيا وحلفاءها قالوا إن القوات الروسية استنفدت وسائلها بشكل كبير وتعاني من نقص في الإمداد ولا تزال عاجزة عن شن عمليات معقدة.

وللمرة الأولى ظهرت مؤشرات على انتقال القوات الأوكرانية إلى الهجوم مع استعادتها بلدة قريبة من كييف وشنها هجمات على القوات الروسية في جنوب البلاد.

في مدينة ميكولايف الجنوبية، أحد حصون القتال في جنوب البلاد، قال الأهالي إنهم مصممون على البقاء في المدينة رغم القصف المتواصل. وخلال مراسم دفن الجندي إيغور دوندوكوف (46 عاما) بكى شقيقه سيرغي لدى تقبيله وجه شقيقه الملطخ بالدم. وقال سيرغي لوكالة فرانس برس "دعمنا التزامه بالدفاع عن وطننا" مضيفا "هذه أرضنا، نحن نعيش هنا، إلى أن نهرب؟ ترعرعنا هنا".

وفي العاصمة كييف انتهى في وقت مبكر الأربعاء حظر تجول استمر 35 ساعة بعد أن دمرت الضربات الجوية مركز ريتروفيل التجاري الضخم موقعة ثمانية قتلى على الأقل. وأورد المحامي ماكسيم كوستيتسكي (29 عاما) أن الأهالي استغلوا حظر التجول لتجميع صفوفهم. وقال لفرانس برس "لا نعلم ما إذا كان الروس سيواصلون مساعي تطويق المدينة، لكننا أكثر ثقة، والمعنويات مرتفعة وملهمة".

واتهم عمدة كييف فيتالي كليتشكو، خلال مؤتمر عبر الفيديو مع مسؤولي مدينة ميونخ، روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا . وقال كليتشكو للمسؤولين من ميونخ، وهي مدينة شقيقة للعاصمة الأوكرانية، "إنهم يدمرون السكان المدنيين. إنهم يدمرون بلادنا". مضيفا أن القنابل الروسية تقتل كل شيء في دائرة نصف قطرها 500 متر. وتابع "لا يمكننا عد الجثث.. ما يحدث هنا كابوس".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: