إعلان

اغتيال رفيق الحريري: سعد الحريري يقول إنه لن يستكين حتى تنفيذ العدالة

09:55 ص الأربعاء 19 أغسطس 2020

الحريري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بيروت- (بي بي سي):

تعهد نجل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بأنه لن يستكين حتى معاقبة قتلة أبيه، بعد أن أدانت محكمة تدعمها الأمم المتحدة يوم الثلاثاء عضوا في حزب الله بالتورط في اغتيال 2005.

وفي وسط بيروت، وقف أفراد عائلة الحريري والموالون له عند قبره بانتظار ابنه سعد، وهو أيضا رئيس وزراء سابق، للتحدث من خارج المحكمة في لاهاي.

وقال الحريري "لأول مرة في تاريخ الاغتيالات السياسية في لبنان، يكتشف اللبنانيون الحقيقة".

وأضاف "أهمية هذه اللحظة التاريخية هي الرسالة لمن ارتكبوا هذه الجريمة الإرهابية والذين خططوا لها: أن عصر استخدام الجرائم لأهداف سياسية والإفلات من العقاب ودون دفع أي تكلفة انتهى".

وعبّر بعض اللبنانيين، بمن فيهم ضحايا الهجوم الذين انتظروا 15 عاما لصدور الحكم، عن عدم تصديقهم تبرئة ثلاثة آخرين من أعضاء حزب الله. وقالت المحكمة أيضا إنها لم تجد دليلا على تورط قيادة حزب الله أو سوريا.

"لقد صدمت. فبدلا من توسع شبكة (الجناة)، أصبح الآن رجل خارق واحد فعل كل ذلك"، قالت سناء الشيخ التي أصيبت في تفجير 14 فبراير 2005 الذي استهدف الحريري في منطقة سان جورج على الواجهة البحرية لبيروت.

وكلفت المحكمة ما يقرب من مليار دولار.

ولم يعلّق حزب الله على الحكم لكنه نفى في أكثر من مناسبة مزاعم تورطه في عملية الاغتيال.

الحريري يطالب بالعقاب

وسيصدر لاحقا الحكم على سليم جميل عياش الذي أدين أثناء محاكمته غيابيا بتنفيذ الاغتيال. وقد يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.

وأوضح الحريري "نقول للجميع: لا أحد ينبغي أن يتوقع منا المزيد من التضحيات. لقد ضحينا بأغلى ما عندنا .. حزب الله هو الذي يجب أن يقدم التضحيات اليوم".

وأضاف "اتضح أن الشبكة المنفذة من داخل (حزب الله). فهم يعتقدون أن العدالة لن تصلهم وأن العقوبة لن تنفذ بحقهم.. أكرر: لن نستكين حتى يتم تنفيذ العقوبة ".

وقال رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على تويتر "إلى متى سيستمر العالم في تجاهل جماعة مسلحة مدعومة من الخارج وليس لبنان؟".

ومن جانبها، رحبت الولايات المتحدة بإدانة عياش.

وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إن "إدانة سليم عياش تساعد في تأكيد ما يدركه العالم بشكل متزايد، أن حزب الله وأعضاءه ليسوا مدافعين عن لبنان كما يزعمون، لكنهم يشكلون منظمة إرهابية مكرسة للنهوض بأجندة ايران الطائفية الخبيثة".

وسليم جميل عياش البالغ من العمر 56 عاما، هو أحد أربعة أشخاص قيل إنهم ضالعون في عملية الاغتيال، بحسب ما قاله رئيس قضاة المحكمة ديفيد ري.

وقضت المحكمة بأن عياش مذنب، بما لا يدع مجالا للشك، باعتباره أحد مرتكبي الجريمة. وإنه كان على علم بها وتوفرت لديه نية ارتكاب عملية قتل عمد لـ21 شخصا آخر، ومحاولة القتل أيضا لـ226 شخصا آخر.

وبرأت المحكمة المتهمين الثلاثة الآخرين، وهم حسين عنيسي، البالغ من العمر 46 عاما، وحسن حبيب مرعي، البالغ 54 عاما، وأسد صبرا، البالغ 43 عاما.

وقالت المحكمة الدولية خلال تلاوة حيثيات الحكم في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري إنه ليس هناك دليل على ضلوع قيادة حزب الله.

كما أنه لا يوجد دليل على ضلوع الحكومة السورية بشكل مباشر في عملية قتل الحريري، الذي كان يتحدى نفوذ سوريا القوي في لبنان.

وقد استمعت المحكمة، الموجودة في هولندا، إلى شهادات ضد أربعة أعضاء في حزب الله، حليف سوريا، ذوي مستوى منخفض في الجماعة ويحاكمون غيابيا.

وافتتحت المحكمة جلستها الثلاثاء بالوقوف لدقيقة، حدادا على أرواح ضحايا انفجار بيروت الذي وقع قبل أسابيع، وقتل فيه 177 شخصا.

وكان من المفترض أن يصدر حكم المحكمة في 7 أغسطس، لكنه أرجئ بسبب الانفجار في مرفأ العاصمة اللبنانية.

وحضر جلسة المحكمة سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق، وسط حراسة مشددة، للاستماع إلى الحكم، الذي قد تستغرق تلاوته ساعات.

ورفض زعيم حزب الله، حسن نصر الله تسليم المتهمين الأربعة، مشككا في شرعية المحكمة.

وقال القضاة إنهم مقتنعون بما لا يقبل مجالا للشك أن المشتبه به الرئيسي، سليم عياش، كان هو مستخدم بعض الهواتف المحمولة التي استعملت لتحديد نطاق المنطقة التي كان يوجد بها الحريري قبل الهجوم، وهذا هو البند الرئيسي الذي يعتمد عليه الادعاء في القضية.

كما أعرب القضاة عن اقتناعهم بأن عياش "له صلة بحزب الله".

ولكنهم قالوا إنهم غير مقتنعين بالأدلة التي تربط الهواتف بالمتهمين الآخرين المشتبه بهما، حسن حبيب مرعي، البالغ 54 عاما، وأسد صبرا، البالغ 43 عاما.

وقال القضاة إن عياش هو قائد المجموعة، بينما كان عنيسي، وصبرا هما من أرسل مقطع فيديو مزيفا لشبكة الجزيرة الإخبارية، مدعين المسؤولية عن العملية نيابة عن مجموعة وهمية.

واتهم مرعي بالضلوع العام في المؤامرة.

وقد اضطرت سوريا آنذاك، إثر حالة الغضب من عملية الاغتيال في 2005، إلى سحب قواتها بعدما ظلت في لبنان نحو 29 عاماً.

ونفى حزب الله والحكومة السورية أي ضلوع لهما في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 21 شخصا آخر.

وأصيب أكثر من 220 شخصا بعد انفجار شاحنة مليئة بالمتفجرات، أثناء مرور موكب الحريري على طول كورنيش بيروت المطل على البحر.

وكانت عملية الاغتيال، لحظة فاصلة بالنسبة للبنان وأدت إلى ظهور تحالفات متنافسة شكلت الساحة السياسة اللبنانية لسنوات بعد ذلك.

وقاد نجل الحريري، سعد، تكتلا مناهضا لسوريا ومواليا للغرب، وشغل بعد ذلك منصب رئيس الوزراء ثلاث فترات.

ولا يعرف مكان المتهمين الأربعة وهم سليم جميل عياش وحسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا.

ولم يعلق أي منهم على المحاكمة. ولكنّ المحامين الذين عينتهم المحكمة للدفاع عنهم قالوا إن الاتهامات اعتمدت على أدلة ظرفية ولا تثبت إدانتهم بما لا يدع مجالاً للشك.

تفاصيل القضية

في صباح يوم 14 فبراير 2005، كان رفيق الحريري - الذي كان آنذاك نائباً في البرلمان - يتنقّل في موكب بالقرب من فندق سان جورج في بيروت، عندما انفجرت قنبلة مخبأة في شاحنة.

تلاوة حيثيات الحكم استغرقت ساعات.

وتسبب الانفجار في حفرة ضخمة في الشارع، وترك السيارات المحيطة متفحمة، فيما تحطمت وتفحمت واجهات المحلات التجارية.

وكان الحريري أحد أبرز السياسيين السنة في لبنان، وكان وقت وفاته قد أيّد دعوات لسحب سوريا لقواتها التي كانت موجودة في لبنان منذ عام 1976 بعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.

من هو رفيق الحريري؟

وأدت عملية الاغتيال إلى خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجاً على الحكومة الموالية لسوريا.

واستقالت الحكومة بعد أسبوعين وسحبت سوريا قواتها من لبنان.

وبعد جمع الأدلة، أنشأت كل من الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية، المحكمة الخاصة بلبنان في عام 2007 للتحقيق في التفجير. وفي النهاية، حوكم أربعة أشخاص غيابياً بتهم تضمّنت التآمر لارتكاب عمل "إرهابي".

وسحب اسم مشتبه به خامس، وهو القائد العسكري بحزب الله مصطفى أمين بدر الدين، من لائحة الاتهام بعد مقتله في سوريا عام 2016.

ورفض أنصار حزب الله المحاكمة، بحجة أنّ المحكمة الخاصة بلبنان ليست محايدة سياسياً.

ما مدى أهمية المحاكمة؟

تمّ الترحيب بمحاكمة الرجال الأربعة، وإن كانت غيابية، باعتبارها لحظة تاريخية للعدالة الدولية وللبنان.

وأظهرت المحكمة إرادة لمحاسبة مرتكبي الجرائم في بلد قد تساعد فيه المحسوبية على تجنب الملاحقة القضائية.

ومع ذلك، حصلت انقسامات عميقة بين أولئك الذين أيدوا إجراء المحاكمة وأولئك الذين شعروا بأنها أداة سياسية.

وتعهّد حزب الله بعدم تسليم الرجال الأربعة في حالة إدانتهم.

ويتزامن صدور قرار المحكمة مع أزمة عميقة تعصف بلبنان. ولا تزال البلاد تعاني من جراء انفجار كارثي في ميناء بيروت في 4 أغسطس، أسفر عن مقتل 180 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 6000.

وكان لبنان يعاني من مشاكل اقتصادية عميقة قبل الانفجار، مع انهيار العملة وارتفاع التضخم ومعدلات البطالة، ما أدى إلى احتجاجات حاشدة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: