إعلان

إذا كان وضع كورونا في نيوزيلندا سيئًا.. ما مدى سوئه في باقي العالم؟

04:29 م الثلاثاء 18 أغسطس 2020

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت شبكة (سي إن إن) الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول أن يستخدم المعلومات والحقائق أثناء حديثه في ولاية مينيسوتا، أمس الاثنين، ولفت إلى بدء الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد في بعض الدول.

وأضاف ترامب، الذي يحاول التغلب على منافسه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جو بايدن المتفوق عليه في استطلاعات الرأي حتى الآن: "نيوزيلندا، أرأيتم ما حدث في نيوزيلندا؟ قالوا إنها تغلبت عليه (الفيروس)، وانتشر الخبر في الصفحات الأولى، وكأنهم يريدون اطلاعي على شيء ما". واستدرك: "لكن الفيروس تفشى مُجددًا، أمر مروّع".

1

أعلنت نيوزيلندا تسجيل تسع إصابات جديدة بكوفيد-19، الاثنين الماضي، في المقابل سجّلت الولايات المتحدة عشرات الآلاف، لذا طرحت سي إن إن سؤالاً وهو "إذا كان وضع الفيروس في نيوزيلندا، والتي تعد أحد النماذج المثالية للتعامل مع الوباء، سيئًا كما يقول الرئيس الأمريكي، فما مدى سوئه في باقي العالم؟".

ذكرت (سي إن إن) أن ولاية أمريكية واحدة هي فيرمونت سجلت إجمالي عدد حالات أقل من نيوزيلندا، ومن المتوقع أن يزداد عدد الحالات في الفترة المُقبلة إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن.

وضع مستقر نسبيًا

رغم القلق الذي يساور الحكومة النيوزيلندية عقب تسجيل حالات جديدة بعد مرور أكثر من 100 يوم دون تسجيل إصابات محلية، إلا أن وضع الوباء في الدولة الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ لا يزال مستقرًا نسبيًا وتحت السيطرة إلى حد كبير.

قبل اكتشاف حالات الإصابة الجديدة في نيوزيلندا، كانت الحكومة رفعت جميع قيود الإغلاق التي فرضتها لأول مرة في مارس من العام الحالي.

وتجاوز عدد حالات الإصابة في نيوزيلندا 1600 حالة، فيما بلغ عدد حالات الوفاة 22 حالة منذ بدء الوباء، وفقا لبيانات صادرة عن جامعة جونز هوبكنز.

2

أوضاع مُريعة

غير أن تعليقات ترامب تسلط الضوء على التناقض بين كيف تستجيب الحكومات لتفشي بعض الأمراض وكيف تغطي وسائل الإعلام الاستراتيجيات الحكومية للتعامل مع الأمراض والأوبئة وخطورة الأوضاع في البلاد.

ولفتت (سي إن إن) إلى أن عناوين الأخبار والتغطية الإعلامية الخاصة بانتشار الوباء في آسيا والمحيط الهادئ تعطي انطباعًا بأن الوضع هناك مُريع للغاية، فقد أجلت ويلنجتون الانتخابات التشريعية التي كانت مُقررة في سبتمبر الماضي، وشددت القيود على الحياة اليومية.

كذلك أغلقت أستراليا أجزاء من البلاد، وأعلنت "الحالة الكارثة" في ولاية فيكتوريا، فيما تقوم كوريا الجنوبية بآلاف الاختبارات، وتشدد من تدابير التباعد الاجتماعي، فيما فرضت هونج كونج قيودًا أكثر صرامة من أجل احتواء الوضع.

في الوقت نفسه، يذهب الناس لقضاء العطلات في أوروبا. يتجمع الناس على الشواطئ وفي الحدائق بجميع أنحاء المملكة البريطانية، بينما تستعد إنجلترا لإعادة الأطفال إلى المدرسة. في الولايات المتحدة، يتحول التركيز بشكل متزايد إلى انتخابات الرئاسة المُقرر إقامتها في نوفمبر، والتي لا يوجد أي فرصة لتأجيلها، فيما تفتح الدول بشكل متزايد وتعود الأوضاع إلى طبيعتها.

3

لا تدعم الاحصائيات الوضع العالمي الغريب القائم الآن، ذكرت (سي إن إن) إن الولايات المتحدة هي أكثر الدول تضررًا من كوفيد-19، إذ يزيد عدد حالات الإصابة بالفيروس عن 2 مليون حالة، وهي صاحبة ثاني أكبر عدد إصابات بعد البرازيل، وربما لا يكون هذا عدد الإصابات الحقيقية نظرًا إلى قلة عدد الاختبارات التي تُجرى للكشف عن الإصابات الجديدة.

وتعد المملكة المتحدة، ثاني أكثر الدول تضررًا في أوروبا، وفي آسيا، تصنف الهند ضمن الدول العشرة الأولى الأكثر تضررًا وفقًا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.

فيروس فتاك في كل مكان

لا تقلل إحصائيات الإصابات وأعداد الوفيات جراء كوفيد-19 في الدول السالف ذكرها من خطورة تفشي الوباء في نيوزيلندا، أستراليا، كوريا الجنوبية أو هونج كونج، قالت (سي إن إن) إن الفيروس فتّاك في كل مكان، وأن إجراءات احتوائه لن تختلف مع اختلاف البلاد، كما أن الحاجة إلى السيطرة عليه تظل وثيقة كما كانت عليه منذ ظهوره أول مرة.

حقيقة عودة انتشار الفيروس في البلاد التي أعلنت السيطرة عليه تدق نقوس الخطر وتثير القلق، وهذا يعني - حسب سي إن إن- أن العالم لن يكون قادرًا على تخفيف القيود للأشهر أو حتى السنوات المُقبلة. ولكن هناك نماذج يُحتذى بها في التعامل مع الموجة السابقة مثل معظم دول آسيا والمحيط الهادئ، وهي كلها دول تمكنت من الحد من انتشار العدوى داخل المجتمع من خلال الإغلاق والقيود الصارمة وارتداء الأقنعة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وتخفيف التدابير تدريجيًا مع انخفاض أعداد المُصابين، وأعادوا فرضها مُجددًا مع ظهور حالات جديدة.

4

ردًا على تعليقات ترامب، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، الثلاثاء، إنها لا ترى مقارنة حقيقية بين وضع الوباء في بلادها حاليًا وتسجيل عشرات الآلاف من الحالات في الولايات المتحدة.

قالت أرديرن: "تسجيل نيوزيلندا تسع حالات في اليوم لا يُقارن بتسجيل عشرات الآلاف في الولايات المتحدة، في الواقع لا يمكن مقارنته بالعديد من دول العالم".

وأضافت: "لست قلقة من إساءة البعض لتفسير وضعنا الحالي".

فيديو قد يعجبك: