إعلان

إثيوبيون يحاولون إعادة بناء حياتهم في مركز للاجئين في السودان

03:10 م الجمعة 27 نوفمبر 2020

إثيوبية تبيع الشاي في مخيم للاجئين في السودان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أديس أبابا- (أ ف ب):

تجول الإثيوبية سمروة ثكلي البالغة من العمر عشر سنوات منذ أسبوع في قرية ثمانية السودانية الحدودية المكتظة بآلاف الإثيوبيين الذين فروا من الحرب في تيجراي، محاولة بيع قطع من الحلوى بالشوكولا يشتريها والدها.

وتبادر الفتاة الناس في القرية البائسة التي يتكدس فيها نحو 15 ألف لاجئ قرب الحدود، سائلة بخجل "هل تريدون تذوق قطعة؟"، وهي تنجح في إيجاد زبائن، ولا سيما بين الأهل.

تروي "بدأت قبل خمسة أيام. يعطيني والدي كل صباح علبة فيها خمسون قطعة حلوى أبيع القطعة منها بعشرين ليرة سودانية (أقل من سنت واحد من اليورو). أعمل من الصباح إلى المساء وأبيع يوميا أربع إلى خمس علب".

وإن وجدت زبائن يشترون الحلوى، ابتسمت لهم. وحين يتجاهلونها، تمضي في طريقها. أما شقيقها الذي كلف بالمهمة ذاتها، فيسلك مسارا مختلفا.

ويجوب تاراي برهانو (32 عاما) هو أيضا شوارع قرية المهاجرين ليبيع السجائر بالقطعة، ويقول "لا أحقق ثروة، لكنني على الأقل لا أجلس متفرغا متأملا في ما حلّ بنا".

وتشهد منطقة تيجراي في شمال إثيوبيا معارك ضارية منذ شن رئيس الوزراء أبيي محمد عملية عسكرية عليها في الرابع من نوفمبر.

ولجأ منذ ذلك الحين أكثر من 43 ألف إثيوبي إلى السودان المجاور، وفق ما أعلن رئيس المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة فيليبو غراندي في تغريدة الجمعة.

وبعد تخطى صدمة الفرار وتقبل ظروف العيش البائسة في مركز المهاجرين في السودان، بدأ عدد من الإثيوبيين الذين نجحوا في جلب بعض المال معهم في مزاولة نشاطات تجارية صغرى.

ويبقى شيخي برا (27 عاما) جالسا أرضا في انتظار زبائن.

ويقول "لا بدّ من القيام بشيء ما إلى حين يتم التوصل إلى حل للحرب. منظمات الإغاثة توزع الطعام، لكن تنقصنا أمور كثيرة".

وهو اختار استخدام المبلغ المالي الضئيل الذي نجح في حمله معه حين فر من منزله مع زوجته وابنه، للانطلاق في بيع الصابون في ظل الحاجة الماسة إليه بين اللاجئين، فيقول "اشتري علبة فيها مئة صابونة لقاء الف ليرة سودانية، وأعيد بيعها بضعف ذلك".

تطوير حانتي

وبالرغم من فقرهم، بث اللاجئون الحياة في القرية التي شيّدت على عجل قبل خمس سنوات بعدما ابتلعت مياه سدٍّ البلدة القديمة الواقعة في ولاية القضارف.

فبعدما كانت المنطقة مقفرة، شهدت حركة مع قدوم اللاجئين، وفتحت فيها حتى حانات شيّدت بما تيسر من مواد البناء.

يروي تكلاي مانوت (49 عاما) لوكالة فرانس برس "كان لدي أكبر مطعم في حميرة (في إثيوبيا على مسافة 20 كلم من الحدود). خسرت كل شيء. وعند وصولي إلى هنا، تشاركت مع سوداني، فهو قدم المال وأنا أتولى الإدارة".

وتحوي حانته طاولتين وست كراس، ويقدم فيها الفول والبيض فقط. ويوضح "سوف أستخدم خبرتي، لن أعود إلى الحميرة (...) لم يعد لدي ما أفعله هناك. هنا، يمكنني تطوير حانتي".

ومن غير المتوقع أن يعم السلام ولاية تيجراي قريبا. وأمر رئيس الوزراء الإثيوبي الخميس بعد انتهاء مهلة 72 ساعة، بشن الهجوم النهائي على انفصاليي تيجراي المحاصرين في ميكيلي، عاصمة الإقليم البالغ عدد سكانها نصف مليون نسمة.

وترفض سيلفيا تاهاي (23 عاما) الاستسلام لليأس، فاستأنفت منذ وصولها إلى السودان العمل الذي كانت تقوم به في الجانب الآخر من الحدود، وهو إعداد القهوة.

وتقول "ذهبت لشراء البن والفناجين والسكر وركوة أسخّن الماء فيها على الفحم"، وتلقى قهوتها إقبالا على ما يبدو، إذ كان ستة زبائن يحتسونها، بينهم جندي سوداني.

وبما أنه ليس هناك قرية إلا وفيها سوق، أقام بوهانو أمها (28 عاما) رفا يبيع عليه الطماطم والبصل والليمون، وهو وجد زبائن ويقول "اقصد مورّدي ثلاث مرات في اليوم للتزود، لأن البضائع تنفق سريعا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: