إعلان

صورة سليماني ممزقة ومطالب برحيل خامنئي.. ماذا يحدث في طهران؟

11:37 م السبت 11 يناير 2020

كتب – محمد عطايا وإيمان محمود

فتحت طهران نيران الغضب على نفسها، بعد اعترافها أخيرًا بإسقاط الطائرة الأوكرانية، ما تسبب في مصرع 176 راكبًا من جنسيات مختلفة، قائلة إنه "خطأ غير مقصود"، إلا اعتذارها لم يكن شفيعًا لها لدى الشعب الإيراني الذي خرج للشوراع للتعبير عن غضبه من الخطأ الإيراني.

تحطمت طائرة "بوينج" الأوكرانية، صباح الأربعاء الماضي، بعد دقائق من إقلاعها من مطار الإمام الخميني الدولي بطهران متوجهة إلى كييف، وأسفر الحادث عن مصرع كل من على متن الطائرة، وهم 167 راكبا من مواطني إيران وأوكرانيا وكندا وألمانيا والسويد وأفغانستان، بالإضافة إلى الطاقم المؤلف من 9 أشخاص.

وعلى مدى ثلاثة أيام، ظلّت إيران تنفي مسؤوليتها عن تحطم الطائرة، بل قالت في بادئ الأمر أن عطلاً فنيًا تسبب في تحطمها، حتى أقرّت في النهاية بإسقاط طائرة الركاب بصاروخ "بطريقة غير مقصودة" بعد أن "اقتربت من مركز عسكري حساس"، مُقدمة اعتذارها على أعلى المستويات.

اليوم، خرج الإيرانيون في عدة دول رافعين شعارات "الموت للولي الفقيه"، كما خرجت تظاهرات طلابية أمام جامعة أمير كبير في طهران، وقدّرت وكالة "فارس" الإيرانية عدد المحتجين بنحو 700 إلى ألف شخص.

وتجمع عشرات الطلاب أمام جامعة أمير كبير، في شارع حافظ وسط العاصمة طهران، مطالبين بإقالة المسؤولين عن إسقاط الطائرة عن طريق الخطأ، وتحقيق العدالة لأسر الضحايا، كما رفعوا شعارات منددة بالحرس الثوري والرئيس حسن روحاني، محملين إياهم مسؤولية إسقاط الطائرة وعدم إعلان ذلك للشعب.

وبحسب مقاطع فيديو نشرها إيرانيون على صفحاتهم عبر "تويتر"، علت الهتافات المنددة بالمرشد الإيراني، علي خامنئي، والسلطات، وطالب المحتجون خامنئي بالرحيل، وهتفوا "النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر"، و"الموت للمرشد الاعلى"، و"إرحل إرحل يا خامنئي"، و"قاتل وحكمه باطل".

كما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية، اليوم السبت، تمزيق المتظاهرين في طهران لصور قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية، منذ أيام، في بغداد.

حاول الأمن الإيراني تفريق الاحتجاجات أمام جامعة أمير كبير بالقوة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مع المتظاهرين، لكن دون الإبلاغ عن أية إصابات في صفوف الطرفين.

تصاعدت وتيرة الاحتجاجات، وطالب المتظاهرين بإسقاط الحكومة الإيرانية، ورحيل خامنئي على خلفية الخطأ الذي أدى إلى مصرع المئات من جنسيات دول مختلفة.

وعلت هتافات المحتجين المنددة بالمرشد الإيراني والسلطات، حيث رددوا "النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر"، حسبما نقلت قناة "العربية" الإخبارية اليوم السبت.

اعتذار رسمي

صدر الاعتراف الأول عن مصدر عسكري إيراني، في وقت مبكر من اليوم، ذكر أن الطائرة الأوكرانية "قُصفت نتيجة خطأ بشري غير مقصود".

وأوضح المصدر العسكري أن الطائرة الأوكرانية قُصفت عن طريق الخطأ، مشيرًا إلى أنها تعرضت للقصف بعد أن حلقت بالقرب من موقع عسكري، مؤكدًا "ستتم محاسبة الأطراف المسؤولة عن ذلك".

وأقر قائد القوة الجو فضائية بالحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، بمسؤولية الحرس عن سقوط الطائرة بقصفها عن طريق الخطأ، وأكد أن الواقعة حدثت في أجواء التأهب لحرب غير مسبوقة مع الولايات المتحدة.

وتابع: "واشنطن تتحمل مسؤولية جزئية عن كارثة تحطم الطائرة الأوكرانية بتصعيدها حالة التوتر بالمنطقة وتهديداتها لنا واغتيالها القائد السابق بالحرس قاسم سليماني".

صباح اليوم، كتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، تغريدة عبر حسابه على تويتر يؤكد فيها أن بلاده تشعر بأسف "عميق" لإسقاط الطائرة الأوكرانية، معتبرًا ذلك "مأساة كبرى وخطأ لا يغتفر".

وكتب روحاني: "التحقيق الداخلي للقوات المسلحة خلص إلى أن صواريخ أطلقت للأسف عن طريق الخطأ أدت إلى تحطم الطائرة الأوكرانية وموت 176 شخصا بريئا"، موضحًا: "التحقيقات مستمرة لتحديد المسؤولين وإحالتهم إلى القضاء".

قبل ذلك، قدّم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السبت اعتذار بلاده بدون أن يعفي واشنطن من المسؤولية. وكتب ظريف في تغريدة على تويتر "يوم حزين". وأضاف أن "خطأ بشريًا في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأمريكية إلى إلى الكارثة".

جاء اعتراف إيران بعد أن أعلن مسؤولون أمريكيون وأوروبيون، عن شكوكهم حول إسقاط الطائرة بصاروخ.

ووجه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، اليوم السبت، بإجراء تحقيق شفاف في الحادث ومصارحة الإيرانيين ووسائل الإعلام بالنتائج.

فيديو قد يعجبك: