إعلان

قد يكون نتنياهو السبب.. هل تفشل واشنطن في تمرير "صفقة القرن"؟

11:47 م الأحد 02 يونيو 2019

الرئيس الأمريكي وصهره ونتنياهو

كتب – محمد عطايا:

يبدو أن احتفاظ بنيامين نتنياهو، بلقبه كرئيسا لوزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، سيتطلب دعمًا أمريكيا قويًا خلال الأيام المقبلة، قبل بدء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، في سبتمبر القادم، وذلك بحسب ما ذكرته "نيويورك تايمز".

الصحيفة الأمريكية، أكدت أن الخطوة التالية من الولايات المتحدة، ستجبر الرئيس دونالد ترامب على تقديم "هدية سخية"، لحليفه نتنياهو، تتجسد في تمرير خطة السلام في الشرق الأوسط، المعروفة بـ"صفقة القرن"، قبل بدء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، لتكون داعمة له.

نتنياهو فشل في تشكيل حكومة جديدة رغم أن معسكر اليمين يملك أغلبية مريحة، ما أدى إلى حل البرلمان الإسرائيلي "الكنيسيت" نفسه تمهيدًا لانتخابات مبكرة في سبتمبر المقبل.

وقالت "نيويورك تايمز"، إن الدعم الأمريكي لبنيامين نتنياهو المتمثل في تمرير "صفقة القرن"، يبدو أنه سيتأخر قليلًا، نظرًا لأن الخطة لا تسير على ما يرام، خاصة بعد زيارة صهر ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر الأخيرة إلى بعض الدول العربية.

وبدلًا من تقديم جاريد كوشنر تنازلات للفلسطينيين لجعل الخطة عادلة، يبدو أن الأخير –بحسب الصحيفة الأمريكية- سيتعرض لضوطات ضخمة لإمالة "صفقة القرن"، لتصب في صالح الجانب الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى.

وأكدت "نيويورك تايمز"، أن الخطة التي أعدها صهر ترامب لمدة عامين في خفاء تام، يبدو أنها ستفشل بشكل ذريع، إذا ما استمرت في محاولة توجيهها لجانب واحد، لإنقاذ حليف أمريكا الأبرز في الانتخابات التشريعية.

خطة نتنياهو

على الجانب الآخر، لم يضع نتنياهو الوقت، وأرسل إلى دونالد ترامب نسخة من خريطة دولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقع عليها الأخير وبعث بها مرة أخرى لرئيس وزراء الاحتلال مع جاريد كوشنر.

تشير "نيويورك تايمز"، إلى أن ترامب كان قد رسم سهمًا للجولان منذ فترة طويلة، قبل إعلان واشنطن أنها تابعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ما يؤكد أن الرئيس الأمريكي حقق أحلام "بيبي" بدقة بالغة، وينتظر الآن تمرير "صفقة القرن".

الصحيفة الأمريكية قالت إنه من المتوقع أن يتأخر البيت الأبيض في إعلان الشق السياسي من "صفقة القرن"، نظرًا لأنها ستتناول قضايا شائكة مثل الحدود، ووضع القدس، لافتة إلى أنه سيتم تقديم الشق السياسي عندما يكون "الوقت مناسبًا".

أزمة التوقيت

ترى "نيويورك تايمز"، أن توقيت الإعلان عن تفاصيل صفقة القرن سيشكل أزمة، لأن الإدارة الأمريكية ستنتظر حتى تشكيل تحالف جديد في دولة الاحتلال بعد الانتخابات التشريعية، بعد سبتمبر، ما يمكن أن يجعلها تصدر في نوفمبر، أو أوائل العام 2020، أي خلال الانتخابات الأمريكية.

خلال تلك الفترة سيكون ترامب في أمس الحاجة للمساعدات الخارجية، لضمان نجاحه بفترة رئاسية ثانية، ما سيجعله في حاجة للاعتماد على الناخبين الإنجليين أو المانحين المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة.

الصحيفة الأمريكية، ترى أن احتياج ترامب للمساندة في الانتخابات سيجعله يضمن أن يخرج "صفقة القرن"، بالشكل الذي يرضى حليفه نتنياهو.

مارتن إنديك، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل، قال إن نتنياهو سيضعط على اليهود الأمريكيين والناخبين الإنجليين للتصويت لصالح دونالد ترامب، لأنه أفضل صديق حصلت عليه دولة الاحتلال على الإطلاق، ولكن مقابل أن ينصاع ترامب لجميع أوامر "بيبي".

ترى "نيويورك تايمز"، أن ترامب دعم نتنياهو بالفعل أكثر من أي رئيس أمريكي فعل خلال الفترة الماضية، ما يرجح أن يحاول إنعاش آمال تمرير صفقة القرن.

هل الخطة في طريقها للفشل؟

قالت الصحيفة الأمريكية، إن الهدية التالية من إدارة ترامب لنتنياهو، ستكون في عقد ورشة اقتصادية في البحرين، في يونيو الجاري، لجس نبض الدول العربية، وتحقيق بعض الأهداف.

يبدو أن الأوضاع تعثرت أمام ترامب وكوشنر، نظرًا للرفض الفلسطيني القاطع للمشاركة في الورشة الاقتصادية التي تقعد في المناممة، وذلك بحسب "نيويورك تايمز".

وأضافت أن خطة الولايات المتحدة لإعطاء العرب والفلسطينيين حافز على شكل مليارات الدولارات كاستثمارات لتأييد صفقة القرن، قابله رفض قاطع من بعض الدول العربية، أبرزها فلسطين، بالإضافة إلى تأكيد الأردن على أنه لن يقبل أي حل لا يدرج به استقلال الدولتين.

برغم تحقيق كوشنر تقدمًا ملحوظًا في الحصول على وعود من بعض الدول العربية، مثل قطر والسعودية والإمارات، بالمشاركة في الورشة الاقتصادية بالبحرين، إلا أن رفض فلسطين –بحسب نيويورك تايمز- هو بمثابة تذكير بصراع صهر ترامب الشاق للتوصل مع الطرف الآخر الأساسي في اللعبة.

فيديو قد يعجبك: