إعلان

مرتبة مسبقا أم حرية شخصية؟ 3 سيناريوهات حول مُغادرة أمير قطر لقمة تونس

01:12 م الإثنين 01 أبريل 2019

أمير قطر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

تباينت التكهّنات حول الأسباب الحقيقية لمغادرة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قصر المؤتمرات بالعاصمة تونس، بشكل مُفاجئ قبل إلقاء كلمته خلال القمة العربية الـ30، بين أقاويل تُردد أنها "مُخطط لها مُسبقًا"، وأخرى تزعُم أنها رد فعل على رسائل غير مُباشرة وّجّهت إلى قطر من بعض القادة الحضور.

كان تميم قد غادر صباح أمس الأحد إلى تونس للمشاركة في القمة العربية الـ30، بعد تغيّبه عن "قمة القدس" التي احتضنتها مدينة الظهران السعودية العام الماضي. وقبل انطلاق القمة، قال سفير قطر في تونس، سعد الحميدي، لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن "حضور تميم يؤكد أّن قطر جزء مهم وفاعل ورئيسي في المنطقة العربية".

"مُغادرة مُبرمجة"

وفي حين لم يُعلن سبب واضح، زعمت تقارير تونسية أن المُغادرة السريعة لأمير قطر كانت مُرتبة مسبقا منذ إعلان مُشاركته في القمة العربية الأولى التي يحضرها منذ المُقاطعة العربية للدوحة؛ إذ تغيّب عن "قمة القدس" التي استضافتها مدينة الظهران السعودية العام الماضي.

نقلت إذاعة "موزاييك" التونسية عن مصادر وصفتها بالموثوقة، قولها إن "قرار مغادرة أمير قطر السريعة كانت مُبرمجة منذ إعلان مشاركة بلاده في القمة والاكتفاء بخصور كلمتي افتتاح القمة من رئيس تونس والأمين العام للجامعة".

كان تميم قد حضر الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثلاثين، بحضور أعضاء الوفد الرسمي المرافق له ورؤساء الوفود المشاركين في القمة، وعدد من قادة المنظمات الإقليمية والدولية، حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية (قنا) فور انطلاق القمة ظُهر الأحد.

بيد أنه استمع لكلمتي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وهما الكلمتان الافتتاحيتان، وانسحب بشكل مفاجئ خلال كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بدون إبداء أسباب.

"انتقادات القادة"

وربطت تقارير أخرى مُغادر تميم بما تضمّنته كلمات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط خلال الجلسة الافتتاحية للقمة التي أطلق عليها الرئيس التونسي قمة "العزم والتضامن".

وتحدّث الملك سلمان، في كلمته، عن وجود تجاوزات صارخة ترتكبها إيران التي تدعم الإرهاب، داعيًا إلى التصدي لها حتى تتفرغ الأمم العربية لإيجاد حل لمشاكلها وتحدياتها العربية.

وقال إن "السياسات العدوانية للنظام الإيراني تشكل انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق والمبادئ الدولية، وعلى المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السياسات ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم".

يأتي ذلك خلفية الأزمة الخليجية المستمرة منذ يونيو 2017، بعد أن قطعت دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتهم الدبلوماسية وروابطهم التجارية مع قطر، متهمين إياها بدعم وتمويل الإرهاب والتقارب مع إيران- الخِصم الإقليمي اللدود للسعودية. الأمر الذي تواصل الدوحة نفيه وإنكاره وتتهم الدول الأربع بفرض حصار ينتهك سيادتها.

كما هاجم أبوالغيط، في كلمته، التدخلات الإيرانية والتركية التي حمّلها مسؤولية تفاقم الأزمات العربية؛ وقال: "نقول بعبارة واضحة إن ظرف الأزمة هو حال مؤقت، وعارض سيزول طال الزمن أم قصر، أما التعدي على التكامل الإقليمي للدول العربية ووحدتها الترابية، فهو أمر مرفوض عربيًا بغض النظر عن المواقف من هذه القضية أو تلك".

وشدد على أنه لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب في داخل بعض الدول العربية تسميها مثلًا مناطق آمنة، ومن غير المقبول أن تتدخل قوى إقليمية في شئون الداخلية للدول العربية بدعم فصيل أو آخر تحت غطاء طائفي لا يكاد يخفي ما وراءه من أطماع إمبراطورية في الهيمنة والسيطرة".

وأضاف: "إن حاجتنا تشتد اليوم أكثر من أي وقت مضى لمفهوم جامع للأمن القومي العربي.. نتفق عليه جميعًا، ونعمل في إطاره.. مفهوم يُلبي حاجة كل دولنا إلى الاستقواء بالمظلة العربية في مواجهة اجتراءات بعض جيراننا، والتدخلات الأجنبية في شئوننا، ومخططات جماعات القتل والإرهاب للنيل من استقرارنا".

وأشار أبوالغيط إلى أن هذا المفهوم للأمن القومي يجب ألا يُهوّن من خطر أي تهديد أو يمنحه الأولوية على غيره، مُشددًا على أن القضية العربية قضية واحدة من مسقط إلى مراكش.

وبثّت الوكالة القطرية في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر: "الأمين العام لجامعة الدول العربية يؤكد أن الحاجة تشتد اليوم أكثر من أي وقت مضى لمفهوم جامع للأمن القومي العربي". وبعد دقائق تبعته بنبأ مغادرة تميم للقاعة.

وكتبت الوكالة القطرية "سمو أمير البلاد المفدى يغادر مدينة تونس بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثلاثين"، دون مزيد من التفاصيل.

"حرية شخصية"

في المُقابل، دحض وزير الخارجية التونسي خميس الجينهاوي صحة هذه التكّهنات. وقال في المؤتمر الصحفي الخِتامي المُشترك مع أبوالغيط إنه "لا غرابة في مُغادرة أمير قطر، فهي حرية شخصية".

وأضاف لأحد مُراسلي شبكة "موزاييك" التونسية: "أمير قطر جاء خصيصًا لتمثيل بلاده، حضر الجلسة الافتتاحية وقرر مغادرة القمة بعد الاستماع للكلمات الافتتاحية".

كان تميم قد توجّه مباشرة بعد مُغادرته إلى مطار تونس قرطاج.

وبعد ساعة من مُغادرة أمير قطر المُفاجئة، بعث ببرقية إلى الرئيس التونسي أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به من حفاوة وتكريم خلال وجوده في تونس"، معرباً عن تطلعه إلى أن "تسهم نتائج (القمة) في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مصلحة الشعوب العربية، وفق وكالة الأنباء القطرية.

فيديو قد يعجبك: