إعلان

فورين بوليسي: أردوغان لا يعرف ماذا يريد من سوريا

08:35 م الأربعاء 23 أكتوبر 2019

الرئيس التركي أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب: محمد صفوت:

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالًا للكاتب ستيفن كوك، يتساءل فيه هل للرئيس التركي استراتيجية وراء عدوانه بلاده على الشمال السوري، مجادلا بأن رجب طيب أردوغان ليس لديه فكرة عما يريد في سوريا.

يبدأ الكاتب مقاله بذكر الارتباك الذي ضرب الإدارة الأمريكية، عقب إعلان تركيا غزو الشمال السوري بدافع القضاء على وحدات سوريا الديمقراطية الكردية، التي تصنفها أنقرة على أنها جماعة إرهابية، بهدف إعلان منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، على النقيض تواصلت حكومة أنقرة دون ملل أو كلل لتوضيح وجهة نظرها من العدوان للعالم وسط الضغوطات الدولية التي مورست عليها، إلا أنها لم تبعدها عن هدفها.

يقول كوك الزميل في معهد "إيني إنريكو ماتي" الأعلى لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، إن الأتراك لم يكونوا واضحين كفاية بشأن ما يريدون تحقيقه في سوريا على المدى الطويل.

4 أهداف قصيرة المدى

يري الكاتب، أن تركيا لديها 4 أهداف قصيرة المدى: هي جعل إنشاء إقليم يسيطر عليه الأكراد في سوريا أمرًا مستحيلًا، وتعزيز شعبية أردوغان، وتدمير وحدات حماية الشعب، وإعادة توطين اللاجئين السوريين.

ومن الواضح أن المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي شمال شرق سوريا، لم يعد ممكنا لها الاستمرار في وجود أردوغان، خاصة أن أكراد تركيا يعارضون أردوغان، وأي انتصار عليهم في أي بلدًا متواجدون فيه يُعد تعزيز لسياسات وشعبية أردوغان من قبل محبيه ومؤيديه في تركيا، فهو الفائز الأكبر من الغزو.

وهناك أهداف أكثر تعقيدًا لتركيا من غزو الأراضي السورية، وتساءلا أليس من العدل أن نعرف ما هي استراتيجية أنقرة من الغزو على المدى البعيد؟

وأضاف: "الاستراتيجية مصطلح مضحك، وغالبًا ما يتم الخلط بينه وبين التكتيكات، التي تُعد وسيلة لمتابعة الاستراتيجية على المستوى الأساسي.

وتطوير الإستراتيجية يعني تحديد الأهداف، ومواءمة تلك الأهداف مع الموارد الوطنية المتاحة، وفهم كيفية استجابة الأعداء والحلفاء، وإعادة تقييم النهج المقترح على أساس الإجابات على هذه الأسئلة، فمن الواضح أن أردوغان ومستشاريه قد خلطوا بين المصطلحين.

وتابع: "الجيش التركي لديه القدرة على إبعاد وحدات قوات سوريا الديمقراطية عن الحدود، لكن إنشاء منطقة عازلة بعمق 20 ميلاً وبطول 275 ميلاً أمرًا مختلفا.

وأضاف: "أردوغان تبنى فكرة إعادة اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.5 مليون لاجئ إلى هذه المنطقة، لكن هذا يتطلب توطين وحكم ما يقرب من عدد سكان ولاية بحجم كونيتيكت.

وقال إن نقل بضع مئات من الآلاف يشكل كابوسًا لوجستيا لتركيا.

وتساءل إذا كان أردوغان يخطط لإرساء الأمن والاستقرار حتى يتمكن من إعادة السوريين إلى وطنهم، فإن عمليته العسكرية ستصبح احتلالاً، وهل لدى الحكومة التركية خطة لتجنب هذه النتيجة؟ فلا يبدو أن لدى أردوغان خطة، وعندما لا يكون لديك خطة، تصبح هدفًا.

هدف بوتين X هدف أردوغان

ويرى الكاتب أن الاتفاق الروسي التركي الذي أعلن أمس في سوتشي سيحقق الاستقرار في الشمال السوري، لكن هل تعرف أنقرة ما يعنيه الروس؟ فالأمر مختلف بين النظرتين الروسية والتركية.

يريد أردوغان مجال نفوذ في شمال سوريا؛ بينما هدف بوتين هو إعادة تشكيل سلطة الحكومة السورية على كامل أراضيها، وينص الاتفاق على احترام كلا البلدين لسلامة الأراضي السورية.

كما يريد الأتراك تدمير وحدات حماية الشعب، ويشير الاتفاق إلى أن موسكو وأنقرة ستعملان على مكافحة جميع أنواع الإرهاب في شمال سوريا، وعلى الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سوتشي ، فإن هذه الاختلافات المهمة سوف تكون صعبة في الوقت المناسب.

وتساءل هل نظر الأتراك في احتمال أن تلعب موسكو على جميع أهداف هذه المرحلة الجديدة من الصراع السوري، فتجذب تركيا نحو سوريا؟، مضيفا أن تركيا معرضة للتلاعب من جانب الروس.

وذكر الكاتب الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان الذي كان واضح الأهداف ورغم ذلك ورط إسرائيل لعقدين وانسحبت في النهاية، كذلك الحرب في اليمن التي كان مقدر لها أن تأخذ أيامًا أو شهورًا على أقصى تقدير لكنها تدخل عامها الرابع.

واختتم مقاله قائلًا: "من غير الواضح كيف سينتهي العدوان التركي على سوريا، ربما تتجنب أنقرة بعض العثرات التي حدثت في لبنان واليمن، لكن الأكيد أن الغزو سينتهي بطريقة لم يتصورها الأتراك.

فيديو قد يعجبك: